عند صورتِها تعلَّقَ الامل، ومعَ آخرِ زفراتِها اختنقت اُمَةٌ من محيطِها الى خليجِها السابحِ ببحرِ دماءِ اليمن..
ماتتِ الطفلة اليمنية امل حسين ابنةُ السبعةِ اعوامٍ جوعاً، بعد ان ماتَت اَمَّتُها التي عانت من ثلاثِ سنينَ عجافٍ من موتِ الضميرِ على اَطلالِ اليمن، ومئةِ عامٍ وعامٍ من نُقصانِ الكرامةِ مع وعدٍ لبِلفورَ عندَ ابوابِ القدس. امَّةٌ زادَها اليومَ اَن عَلَّقَت اَنفاسَها على رِئَتَي ترامب ونتنياهو، فخنقاها وهيَ المختنقةُ اصلاً ..
صورةٌ لطفلةٍ لم يستطع جِلدُها ان يغطيَ الا بَعضَ العظامِ المُرَّةِ على أهلِ العدوان، فصرخَت باسمِ مِليونَي طفلٍ يمنيٍ محاصرينَ تحتَ اَعينِ العالمِ بما سُمِّيَ بعاصفةِ الامل ..
عاصفة خابَ مطلقوها، فلم يَقدِروا على زحزحةِ ارادةِ اليمنيينَ طيلةَ سنِيِّ العدوانِ المفعَّلِ بكلِ اشكالِ الدعمِ الاميركي، فاستَسهَلوا القتلَ والتنكيلَ حتى عَلِقوا مع فِعلَتِهِم داخلَ قُنصُليَتِهِم في اسطنبول، الى ان اشتدَ الخِناقُ، فَشَدَّ بنيامين نتنياهو كلَّ قُواهُ لانقاذِ محمدٍ بنِ سلمان حليفهِ الاستراتيجي كما سمّاه.
صحيفةُ واشنطن بوست الاميركية ومعَها الصِحافَةُ العبريةُ أكدت طلبَ نتنياهو من البيتِ الابيض المحافظةَ على وليِ العهدِ السعودي محمدٍ بنِ سلمان، وعلى استقرارِ المملكة، فهيَ حليفٌ استراتيجيٌ كما قال.
قولٌ تؤكدُهُ الافعالُ، والتواصلُ على انغامِ صفقةِ قرنٍ تَفوقُ بشُؤمِها قرناً او يَزيدُ من الوعدِ المشؤومِ الذي اَسَسَ لمأساةِ فِلَسطين، وعدِ بولفور الذي يَرُدُّ عليهِ اطفالُ وشبابُ غزةَ والضفة، بكلِ معادلاتِ تثبيتِ الحقِ الفِلَسطيني رغمَ كلِ الحقدِ العربي والغربي ..
في لبنانَ ورغمَ كلِ التحدياتِ الداخليةِ والخارجية، حركةُ تشكيلِ الحكومة في رتابتِها التي فرضتها اجازةُ الرئيسِ المكَلَف الباريسية. فيما حاولتِ مصادرُ رئيس الجمهورية رسمَ المشهدِ بصورةٍ واقعيةٍ بعيداً عن الاستنتاجاتِ المبالَغِ بها من مواقفِ الرئيس الاخيرة. فشددت مصادرهُ على حِرصِ الرئيس عون على تهيئةِ كلِ الاجواءِ لحلِ موضوعِ تمثيلِ السنةِ المستقلين، من موقعِ مسؤوليتهِ الوطنيةِ والدستورية، نافيةً صِحَّةَ المعلوماتِ عن الاضطرابِ بالعَلاقةِ بينَ الرئيس عون والامينِ العامِّ لحزبِ الله السيد حسن نصرالله..
الامينُ الذي سيكونُ لهً فصلُ الكلامِ، في ذكرىِ الدماءِ التي اَعَزَّت وطناً وامةً، في ذكرى شهيدِ حزبِ الله السبت في العاشرِ من الشهرِ الجاري في بيروت..
المصدر: قناة المنار