على مقربة من خط النار مع العدو الإسرائيلي، ومن الخط الفاصل بين الجزأين السوري والمحتل من قبل العدو الصهيوني في هضبة الجولان، تقع مدينة القنيطرة بموقع إستراتيجي، جعلت منها محط أطماع إسرائيلية وتكفيرية.
وفي تلك المنطقة الهامة، توزعت خارطة الإنتشار العسكري بين العدو الصهيوني والجماعات الإرهابية من جهة، التي سيطرت على النصف الجنوبي من الحدود، وتحت عين جيش الإحتلال حتى معبر القنيطرة، وبين الجيش السوري من جهة أخرى.
محافطة القنيطرة بموقعها الإستراتيجي جنوب سوريا، لها أهمية على صعيد العمليات العسكرية في البلاد، حيث تعتبر مفتاحاً لسلسلة مناطق، تمتد على طول الجغرافيا السورية. فهي نقطة وصل بين مناطق جنوب سوريا ووسطها، انطلاقاً من الشريط الحدودي مع الجولان السوري المحتل، وصولاً للمناطق المرتبطة بالجانب الحدودي اللبناني، إضافة إلى كونها نقطة ربط بين المناطق الجغرافية السورية، المرتبطة بالعاصمة دمشق جنوباً وغرباً.
هذا الموقع الجغرافي الهام، يعكس أهمية محافظة القنيطرة، وإرتباطها بالأراضي السورية بشكل عام، وبالجولان المحتل بشكل خاص.
وبعد سلسلة من العمليات الناجحة، تمكن الجيش السوري يوم الإثنين في 30-7-2018، من السيطرة على كامل الحدود مع الجولان المحتل، انطلاقا من الحدود اللبنانية قرب منطقة شبعا، وصولا إلى قرية معرية الواقعة في زاوية الحدود مع الجولان المحتل والحدود الأردنية.
هذه السيطرة تعد تحولاً استراتيجياً بعودة الجيش السوري على تماس مباشر مع العدو الصهيوني، وربط الحدود مع لبنان من جهة شبعا، حيث كان الجيب الحدودي تحت رعاية اسرائيلية، وتنسيق ميداني يومي مع الفصائل المنتشرة هناك، منها جبهة النصرة الارهابية، وذلك عبر البوابات الحدودية التي كانت تفتح بشكل دوري حين إطلاق غرفة الموك أي عملية عسكرية ضد الجيش السوري جنوباً.
وأدخل الموساد الإسرائيلي وضباط ميدانيون من كيان الاحتلال ما يسمونهم “مصادر مستقبلية ومجندين أمنيين” عبر تلك البوابات الحدودية إلى الداخل السوري، بعد اجراء دورات أمنية لهم، كما استخدمت هذه المنطقة لتهريب عناصر من منظمة “الخوذ البيضاء” في المنطقة، مع مصادر وعملاء للعدو الصهيوني وضباط خليجيين وغربيين من غرفة الموك، إلى الأردن ومنها إلى بعض الدول الغربية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الكيان الصهيوني وخلال كل معارك الجنوب السوري خصوصاً في جباتا الخشب التي باتت خالية من الإرهاب، قام بنقل أعداد من المسلحين لمؤازرة الفصائل هناك عبر طريق داخلي من الأراضي المحتلة في الجولان إلى الجانب السوري.
ومع سيطرة الجيش السوري على منطقة حوض اليرموك بعد القضاء على إرهابيي داعش، وعلى كامل الحدود مع الجولان السوري المحتل، يكون مشروع الحزام الأمني الصهيوني قد فشل، وفشل معه مشروع وصل المناطق الممتدة ما بين القنيطرة والغوطة الغربية لدمشق، وبالتالي وصل سلسلة جبال الحرمون بسلسلة جبال القلمون، مايعني نسف مشروع إقامة منطقة آمنة وحزام أمني، لطالما سعى لتشكيلها الكيان الصهيوني على طول الحدود الجنوبية السورية.
المصدر: الاعلام الحربي المركزي