هل صحيح أن الأكل منفردا سيئ لصحة الإنسان، رغم أن الكثير من الناس يفضلون الاستمتاع بطعامهم وحدهم في هدوء؟
ومع أن البحث في هذا المجال شحيح، لكن بعض الدراسات تشير إلى أن هذه الممارسة قد تكون مرتبطة بمشاكل منها الاكتئاب وانسداد وصول الدم إلى القلب والسمنة والإصابة بمتلازمة أيضية، وهي مزيج من الحالات مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
وقد أشار تحليل لاستبيان أجرته جامعة أكسفورد للاقتصاد والمركز الوطني للبحوث الاجتماعية على نحو ثمانية آلاف شخص بالغ إلى أن تناول الطعام منفردا له ارتباط أقوى بعدم الشعور بالسعادة من أي عامل آخر باستثناء المرض العقلي. وأشار الباحثون إلى عدد كبير من العوامل التي قد تلعب دورا في ذلك، منها أن تناول الطعام على انفراد قد يؤثر في كم ما نأكله وفي المزاج النفسي.
وتظهر بعض الدراسات تأثيرات مختلفة على الرجال والنساء، بينما تبحث أخرى في أشخاص من فئات عمرية مختلفة. وهذه الدراسات يمكن أن تختلف في كيفية تعريف تناول الطعام المنفرد “المتكرر”، وكذلك استخدام أساليب قياس مختلفة، مما يعني أنه من الصعب الحصول على صورة واضحة لما يحدث. وتعتمد العديد من الدراسات على الإبلاغ الذاتي الذي يمكن أن يكون غير دقيق، كما أن ثقافة الأكل تختلف كثيرا بين البلدان.
ووفقا للتحليل المذكور، فحتى عندما تجد الدراسات ارتباطا بين الأكل منفردا والمشاكل الصحية بعد التحكم في هذه العوامل، فإن العديد ينظرون إلى جانب واحد فقط في حينه، مما يعني أن الأكل منفردا قد يكون نتيجة وليس سببا لمشاكل صحية أو اجتماعية.
ويقول أحد الباحثين بالطب الأيضي بجامعة غلاسكو إن الأكل منفردا قد ينجم عن مخاوف الوزن وليس نتيجة لها. ويضيف “إذا كنت زائد الوزن أو بدينا وتشعر ببعض الحرج من كم الطعام الذي تأكله، فقد تتحرج قليلا من الأكل في وجود أناس آخرين وتبدأ في التعود على الأكل منفردا أكثر”.
ولاحظ باحث آخر بجامعة كوينز لاند في أستراليا أن إحدى الدراسات وجدت أن الذكور كبار السن المعتادين على الأكل منفردين أكثر احتمالا ليكونوا ناقصي الوزن أو زائديه، في حين أن مراجعة لتأثير تناول الطعام في وجود آخرين ركزت على أن بعض الدراسات وجدت أن الأشخاص يأكلون أكثر عندما يكونون في مجموعة، لكن دراسات أخرى وجدت العكس.
وتكشف دراسة أخرى لجامعة شيكاغو الأميركية عن أنه إذا شعر الشخص بالوحدة عندما يأكل، سواء كان منفردا أو في مأدبة عمل، فإنه سيتناول سعرات حرارية أعلى في كل وجبة.
المصدر: الغارديان