حذّر الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني من “النزعة الأحادية” الجانب التي تعتمدها اميركا، واصفاً اياها بـ “الخطيرة للعالم”. وقال روحاني، في تصريح ادلى به للصحفيين صباح الجمعة قبيل مغادرته طهران متوجهاً الى الصين للمشاركة في قمة منظمة شانغهاي للتعاون، إنه “سيتم التباحث في القمة حول النزعة الأحادية الجانب لاميركا وتصورات ساسة البيت الأبيض الواهمة في زعامة وصنع القرارات للعالم لأن النزعة الاحادية الجانب لهذا البلد توجه المخاطر للعالم”. واضاف أن “الأميركيين حملوا تصورات واهمة منذ الماضي حول قيادتهم للعالم وهم الآن يتصورون أن بامكانهم صنع القرارات العالمية.” ووصف روحاني الانسحاب الاحادي الجانب لاميركا من اتفاق دولي متعدد الاطراف دون اي دليل وذريعة بمثابة اساءة للمجتمع الدولي وانتهاك لقرار مجلس الامن 2231. واعرب عن ارتياحه لان “هذا التصرف الاميركي الخاطئ لاقى ادانة شبه جماعية من قبل معظم بلدان العالم”.
وشدد انه “ينبغي لجميع بلدان العالم ان تشعر ان هذا الاسلوب الذي اختارته اميركا خطير على العلاقات ويسفر عن تقويض المعاهدات الدولية وانه لاينبغي لبلدان العالم الصمت ازاء انتهاكات القوانين وانه بالنظر الى مشاركة اثنين من البلدان الموقعة على الاتفاق النووي اي روسيا والصين في هذا المؤتمر فان من البديهي مناقشة هذا الموضوع”.
واشار الرئيس روحاني الى تفاصيل زيارته للصين واهدافها، موضحا انها تتم بدعوة من نظيره الصيني للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في نسختها الثامنة عشر والتي يقوم اساسها على شؤون التعاون والتنسيق في قضايا الامن الاقليمي، “حيث يعاني العالم اليوم من مشكلة الارهاب والتطرف والعديد من القضايا الاخرى التي توجه التهديدات للاستقرار والامن العالمي لاسيما في منطقتنا وآسيا الوسطى”. كما نوّه الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية “اكتسبت تجارب قيمة طيلة الأربعين عاماً الماضية في شؤون مكافحة التطرف وكذلك مكافحة الارهاب على صعيدي الداخل والمنطقة، ورغم انها كانت ضحية للارهاب لكنها حققت الانتصارات في مواجهة هذه المؤامرات، ومالاشك فيه ستتناول القمة هذه الامور.” واشار الشيخ روحاني الى مشاكل المنطقة، موضحا ان “ايران تعتقد بامكانية ايجاد حلول للتعقيدات والمشاكل القائمة عبر النهج السياسي اذ نواجه اليوم الاعتداءات وممارسات بعض البلدان في تقويض الامن والاستقرار ومخططات التقسيم في المنطقة”. ولفت الى ان المنطقة “تشهد حاليا تدخلات بعض القوى الكبرى والتي نتصور ان ايجاد حلول لجميع المشاكل سياسي الطابع واقامة حوار متعدد الاطراف”. وأضاف روحاني “نعتقد أنه يجب أن تكون منطقتنا أقوى وأكثر أمنا ، وهذا أمر ممكن من خلال اعتماد التعاون والدبلوماسية والحوار”. ونوه روحاني إلى إنه سيعقد لقاءات ثنائية مع رؤساء الصين وروسيا والهند وباكستان ودول أخرى ، معربا عن أمله أن تكون الزيارة مفيدة لأمن المنطقة وعلاقات إيران مع الدول المشاركة في القمة.
وفي سياق آخر وفي إشارة إلى مسيرات يوم القدس العالمي، قال “إن يوم القدس ، وهو من تراث الإمام الراحل، فإن حضور الناس وانطلاق المسيرات والشعارات والهتافات يعني تقارب الشعب الايراني والشعوب الإسلامية الاخرى مع الشعب الفلسطيني”. وأضاف روحاني “في الواقع ، يعلن المسلمون في هذا اليوم أن حرية القدس هي حرية أرض فلسطين كلها وكرامة وهدفنا جميعا، ولن ننسى ذلك”. وقال الرئيس إن “على الكيان الإسرائيلي أن يعرف دوماً أنه لايستطيع الشعور بالامن في المنطقة وانه يغتصب أرض الآخرين وأنه يقوم على الاستبداد والقمع”. كما أكد أن “كيان الاحتلال عليه أن يعلم أن هذا الشعب العظيم لن يتخلى عن أرض أجداده، ولاسيما هذه الأيام التي تشهد تضاعف الاستبداد الإسرائيلي للفلسطينيين، وإن شاء الله سيكون يوم القدس هذا العام، أكثر مجداً وشموخاً مما كان عليه في السنوات السابقة وسيعود الشعب الفلسطيني إلى وطنه وأرضه”.
المصدر: وكالة أنباء فارس