قبل ان يُثمر الارز الفرنسي على ارضِ الوطنِ اللبناني مشاريعَ ومخططات، كانت القروض الممنوحة تذكرُ اللبنانيينَ بمحنةِ الخوالي من السنوات، التي اَوصلت الدينَ العامَّ الى ما يفوقُ الستةَ والثمانينَ مليارَ دولار..
وفيما تَعُدُّ الحكومةُ ملياراتِ الدينِ الجديد، وتَعِدُ اللبنانيينَ بمشاريعَ لم يَظهر من هيكلتِها شيءٌ الى الآن، سوى خطاباتٍ انتخابيةٍ واستثماراتٍ سياسية، رفعَ العالمُ من شروطِه بل قيودِه ضدَ لبنان، ورماهُ بالقروضِ حاجباً عنه الهباتِ التي لم تتعدَّ التسعَمئةِ مليونِ دولارٍ من اصلِ احدَ عشر ملياراً..
فرحةٌ حكوميةٌ بما اسمتهُ الانجازَ الجديد، لم تَعُد به من بلادِ الاغتراب، فشَتَّتَتْهُ على منابرِ الخلافِ الجديدِ باسمِ المغتربين، فغَرَّبت نفسَها عن اولياتِ اهلِها المنتظرينَ لرؤىً وحلولٍ اقتصاديةٍ جذرية، فيما بعضُها ما زالَ عندَ حدودِه الانتخابية..
اما اللبنانيُّ فغيرُ معفيٍ من الاستحقاق، فكلما عرَفَ كيفَ يملأُ الصناديقَ الانتخابيةَ بوِجهةِ الاصوات، أمَّنَ الصناديقَ الاقتصاديةَ من الهدرِ والفساد، وليسَ صعباً استعادةُ سلسلةِ مؤتمراتِ باريس لبضعِ سنواتٍ الى الوراء..
الى الوراءِ ارادَ مسلحو دوما اخذَ الوضعِ الامني في دمشق، قصفوا شوارعَها واحياءَها موقعينَ العشراتِ من مدنييها بين شهيدٍ وجريح، خارقينَ الاتفاقَ الذي كَرَّسَ تهدئةً لاخلاءِ الغوطةِ من المسلحين، فردَّ الجيشُ السوريُ بحملةٍ ضدَ الناكثينَ كعادتِهم بكلِّ اتفاقٍ من انصارِ ما يُسمى جيشَ الاسلامِ وغيرِهم، حملةٌ اريدَ منها حمايةُ المدنيينَ واقتلاعُ شوكةِ الارهابِ نهائياً من الخاصرةِ الدمشقية..
اما الحاضرةُ الفلسطينيةُ فما زالت تَعُدُّ قرابينَ العودةِ عندَ حدودِ غزة، حيثُ ارتفعَ عدّادُ الشهداءِ معَ ارتقاءِ عددٍ من الجرحى المصابينَ بالامسِ برصاصِ الحقدِ الصهيوني في جُمُعةِ العودةِ الثانية، على انَ الوعدَ الفلسطينيَ بالعودةِ الى جُمُعَةٍ جديدةٍ تُقرِّبُ المسيرَ على طريقِ تحريرِ فلسطينَ كلِّ فلسطين..
المصدر: قناة المنار