بين مآذنِ القدسِ واجراسِ كنائسِها، آذانُ صُمَّت عن سَماعِ استغاثتِها من قرارٍ صِهيونيٍ، اسرائيليٍ واميركيٍ وبعضُه عربي .. هُوِدَتِ القدسُ بقرار، والسفارةُ الاميركيةُ الزاحفةُ نحوَ المدينةِ القديمةِ هيَ العنوان..
فُرِضَتِ الجِزيةُ الاسرائيليةُ على كنيسةِ القيامة حتى اسكتت اجراسَ السلامِ المزروعةَ من زمنِ المسيحِ عليهِ السلام، وما قامَ منَ العالمِ الا بعضُ اصواتٍ، تنصُرُ الكنيسةَ واهلَها وترفُضُ العنصريةَ الصهيونيةَ كما جاءَ في بيانِ حزبِ الله، ومواقفِ رئيسِ الجمهورية العماد ميشال عون..
مواقفُ الرئيس لم تَنسَ قداسةَ الحقِ اللبناني، فاعلنَ امامَ قيادةِ الجيشِ في اليرزة استعدادَ لبنانَ للدفاعِ عن نفسهِ بوجهِ الإعتداءاتِ الإسرائيلية، ولضمانِ حقوقِه واستثمارِ كاملِ مواردهِ النِفطيةِ والاقتصادية.
في الموردِ الانتخابيِ اطلالةٌ صامتةٌ الى الآنَ للموفدِ السعودي، مصحوبةٌ باخرى صاخبةٍ للاسرائيلي.. وصلَ نزارُ العلولا الى بيروتَ موفَداً من الملكِ السعودي، بعدَ انقطاعٍ من زمنِ احتجازِ الرئيسِ سعد الحريري في الرياض.
زيارة افسحَ لها قصرُ بعبدا دقائقَ ستّاً، قبل ان يغادرَ الموفدُ السعودي بلا تغريدات، فيما الهمسُ اللبناني والرصدُ الحقيقي انتخابيٌ من اولِ الزيارةِ حتى آخرِ اهدافِها، فهل يُصلِحُ السعودي ما افسَدَهُ التضادُ السياسي بين فريقِه المشظى؟ وهل تُصلِحُ الزيارةُ ما كسرتهُ المؤامرةُ وفبركةُ الاستقالةِ التي اصابت رئيسَ الحكومةِ وكلَ لبنانَ من اداءٍ سعوديٍ غيرِ مسبوقٍ في العَلاقاتِ الدولية؟ وقبلَ كلِ الاسئلة، هل ملحوظةُ الزيارةِ بتوقيتِها ليسَ عندَ الهيئةِ المشرِفَةِ على الانتخابات، بل عندَ الهيئاتِ الناخبة، عندَ اللبنانيينَ الذين سيتوجهونَ الى صناديقِ الاقتراعِ واَمامهُم التحريضُ السعودي على مقدِراتِ لبنانَ ومصادرِ قوتهِ التي لم يَخجَلِ الاسرائيليُ من الدخولِ المباشِرِ على خطِ التحريضِ ضدَها، كما فعلَ المتحدثُ باسمِ الجيشِ الصهيوني افيخاي ادرعي الذي دعا اللبنانيينَ الى الوقوفِ بوجهِ مرشحي المقاومة..