حتى لا تعودَ البلوكاتُ الاسمنتيةُ بينَ اللبنانيين ، وحتى لا يتراشقَ السياسيونَ من خلفِ بلوكاتٍ طائفية، وكي لا يضيعَ البلوك تسعة النفطيُ في الانابيبِ الاسرائيليةِ على الحدودِ البحرية ، وكي لا يَبنيَ العدوُ بلوكاتِه الخرسانيةَ على الحدودِ البرية، ولكي يكونَ لبنانُ بلوكاً واحداً متراصاً امامَ التهديداتِ الصهيونية، كان لقاءُ بعبدا الرئاسي، وقرارُ الرؤساءِ الثلاثةِ الذهابَ أكثرَ من ايقافِ “البلوك” block لبعضِهم البعض على وسائلِ التواصلِ السياسي كذاكَ المستخدمِ على وسائلِ التواصلِ الاجتماعي، فكانَ اللقاءُ المثمرُ جنباً الى جنب، يقلّبونَ الملفاتِ الداخليةَ منها والخارجية.
ولانَ المرحلةَ استثنائية، وعلى ابوابِ محطةِ تسعة شباط النفطية، كانت دعوةُ الرؤساءِ لاجتماعٍ استثانيٍ لمجلسِ الدفاعِ الاعلى في القصرِ الجمهوري غداً لاتخاذِ ما يناسبُ من قراراتٍ تمنعُ التعدياتِ الاسرائيلية.
تعدياتٌ يعرفُ جميعُ المشخصينَ ألَّا مضادَّ لها سوى ترياقِ الثلاثيةِ الذهبيةِ من جيشٍ وشعبٍ ومقاومة، وهو ما يخشاهُ الصهاينةُ الذين عبروا اليومَ عن قلقِهم من تقديراتِهم الامنيةِ بأنَّ حزبَ الله يمتلكُ صواريخَ متطورةً تهددُ المنصاتِ النفطيةَ في المياهِ الاقتصاديةِ داخلَ فلسطينَ السبية.
فلسطينُ التي وَدّعت اليومَ الشهيدَ أحمد الجرار الذي سحبَ خلفَه كلَ الاجهزةِ الامنيةِ الصهيونية ، وما ترصدتهُ من عيونٍ خفيه. ولئن تباهى الصهاينةُ بأنهم صفَّوا الحسابَ مع احمد ، الا انهم لم يُفلحوا باخفاءِ خيبةِ واخفاقِ بأنَ الشهيدَ الجرار شغلَ كيانَ الاحتلالِ لثلاثينَ يوماً، جذبَ في كلِ لحظةٍ منها العاشقينَ لنهجِ المقاومةِ والشهادةِ التي نَثرت رحيقَها هذه المرةَ في جنين والجوار. رفضَ أحمد الاستسلام ، قاومَ حتى الطلقةِ الاخيرة، تاركاً خلفَه شارةَ نصرٍ وابتسامةً ومَعلماً يهدي الضالّينَ عن جادةِ المقاومةِ الى سواءِ السبيلِ بأنَ فلسطينَ لن تعودَ الا بالبندقيةِ والحجرِ والسكين، وايمانٍ لا يَلين.
المصدر: قناة المنار