اسبوعٌ سياسيٌ ناشطٌ يفترضُ أنْ يشهدَه لبنانُ طالعُه استشاراتٌ سيدعو اليها رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون غدا.
خطوةٌ اضافيةٌ على طريقِ اعادةِ الاوضاعِ الى طبيعتِها وتمتينِ الوحدةِ بعدَ القطوعِ الذي كادَ أن يكبلَ البلدَ في أزمةٍ لم يعهدها من قبلُ وتُلحِقُهُ بأزماتِ المنطقةِ لولا حكمةُ المسؤولين فيه.
مصادرُ القصرِ تؤكدُ أنَ “مشاوراتِ اليومِ الواحد” ستشملُ كلَ القوى السياسيةِ المتمثلةِ في الحكومةِ بالاضافةِ إلى حزبِ الكتائب ، وستُتوَّجُ بلقاءِ الرئيسِ عون برئيسيِّ المجلسِ النيابي والحكومة، والهدفُ استعادةُ الحياةِ السياسيةِ التي احتُجزت مع غيابِ الحريري في الرياض ، العاصمةِ التي استضافت اليومَ اربعينَ وزيرَ دفاعِ دولةٍ تحتَ عنوانِ محاربةِ الارهاب ، الا انَ المفارقةَ غيابُ وزراءِ الدفاعِ في الجمهوريةِ الاسلاميةِ الايرانيةِ والعراقِ وسوريا ولبنانَ عن الاجتماع. فما جدوى لقاءٍ لاداءِ مهمةٍ شارفت على نهايتِها وبدونِ الجهاتِ التي حاربت فعلاً الارهابَ على الارضِ وهزمته؟ أليسَ من الاجدى للحضورِ عوضاً من القاءِ الخطاباتِ والتلطي وراءَ الشعاراتِ الاصغاءُ الى تجربةِ هذه الدولِ في القضاءِ على الآفةِ والجرثومةِ التي نمت وتطورت في مختبراتِ دولٍ تَزعُمُ الريادةَ في الحربِ على الارهاب.
ثُم اِن سلّمنا جدلاً أن هؤلاءِ احتشدوا لمحاربةِ ارهابِ الجماعات ، فمن يحاربُ ارهابَ الدول؟
أليس ما يَجري على اليمنِ من حربٍ وابادةٍ ارهاباً؟
اليست الحربُ على الطفولةِ ارهاباً؟ الا يعتبرُ تجويعُ شعبٍ باكملِه وتدميرُ بلدٍ ارهاباً؟
اليونيسيف المنظمةُ التابعةُ للاممِ المتحدةِ وَصَفت ما يجري في اليمنِ بأنها حربٌ على الطفولة ، وان هذا البلدَ باتَ من اسوأِ المناطقِ في العالمِ بالنسبةِ للاطفال ، وانَ احدَ عشرَ مليونَ طفلٍ بحاجةٍ لمساعداتٍ عاجلة.
ألم يطرق مسامعَ هؤلاءِ او تقعْ أبصارُهم على مشاهدِ لاطفالِ يُخبِرونَ عن مجاعةِ العصر؟ اقلُّ ما يقالُ إنَ الراضي بفعلِ قومٍ كالداخلِ فيه معهم. والساكتُ عن الحقِّ شيطانٌ أخرس. فما أكثرَ الشياطينَ الخرسَ والمثرثرينَ في عالمِنا اليوم .