الصحافة اليوم 23-5-2016 : انتخابات الجنوب “تحت سقف المقاومة” – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 23-5-2016 : انتخابات الجنوب “تحت سقف المقاومة”

الصحف المحلية

توقفت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الإثنين 23 أيار/مايو عند الأجواء الحيوية والمشاركة اللافتة التي شهدتها الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب والنبطية، وعلقت الصحف على التنافس السياسي الذي شهدته مدينة صيدا، كما اهتمت التغطية الصحيفة بالمعركة الانتخابية في جزين التي شهدت إلى جانب الانتخابات البلدية والاختيارية معركة على المقعد النيابي الماروني.

جريدة السفيرالسفير
مَن يهزم مَن في الشمال: الحريري أم ريفي.. وعون أم فرنجية؟
انتخابات الجنوب: حيوية سياسية.. وانضباط أمني

على عكس الانطباع الذي أعطي لانتخابات الجنوب، فإن الحيوية السياسية ميّزت الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري، برغم طغيان اللوائح الائتلافية بين «حزب الله» و «أمل» على مجمل المشهد الانتخابي في الأقضية التي يغلب عليها الطابع الشيعي.
ولولا نداء الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله لما سجلت انتخابات الجنوب هذه النسبة من المشاركة التي تقاربت إلى حد كبير مع تلك التي سجلت في العام 2010، في ظل شمول التزكية 43 بلدة وقرية شيعية (من أصل 178 بلدية) فضلا عن حوالي 15 بلدة وقرية في باقي القرى خصوصا المسيحية والدرزية.
وانسحبت هذه الحيوية على مدينة صيدا التي شهدت تنافسا انتخابيا تقليديا استدعى زيارة «غير محسوبة» للرئيس سعد الحريري إلى المدينة، هي الأولى منذ سنوات، من أجل استثمار «النصر»، خصوصا في ضوء الندوب التي تصيب جسم «المستقبل» بفعل تراجع الخدمات وشح المال وازدياد أعداد المصروفين من «سعودي أوجيه» في السعودية والمؤسسات الحريرية في لبنان، وبينهم شريحة وازنة من مدينة صيدا.
وظَلَّلَت معركة المقعد النيابي الماروني في جزين، انتخابات هذا القضاء البلدية والاختيارية، برغم أن النتيجة كانت محسومة سلفا للنائب المنتخب أمل أبو زيد، ولم يَحُل تحالف «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية» في المعركة البلدية، دون بروز منافسة من قبل اللائحة التي يدعمها ابراهيم عازار، مدعوما من «الكتائب» ومن حالات عائلية عونية عبرت عن احتجاجها في الصناديق على ظاهرة تعزز نفوذ وحضور أصحاب الرساميل والمتمولين في كل مفاصل واستحقاقات الحالة العونية في لبنان!
أما في حاصبيا، فإن ما أصاب عاصمة القضاء من «قنابل موتورة»، عشية الانتخابات، ترجم في الصناديق من جهة، وبانسحاب الحالة الأرسلانية ـ القومية من المواجهة المباشرة من جهة ثانية، ليثبت وليد جنبلاط أرجحيته في المنطقة وان تداخل الحزبي والعائلي في معظم القضاء.
ويمكن الخروج من الاستحقاق الجنوبي بعدد من الاستنتاجات أبرزها الآتي:
أولا، لم تكن انتخابات الجنوب عرسا للديموقراطية بكل معنى الكلمة برغم اتساع ظاهرة الائتلافات «الحزبية ـ الحركية» (118 ائتلافا سواء في مواجهة ترشيحات فردية أو لوائح حزبية أخرى)، بل كانت عرسا للمقاومة. ففي كل أرض جنوبية لا بل في كل بيت جنوبي، حكاية للمقاومة، من الناقورة حتى كفرشوبا، مرورا ببنت جبيل والخيام في الخط الحدودي الأمامي، ومن الأولي حتى تلة برغز مرورا بروم والريحان وإقليم التفاح.
ومن نافل القول ان الكل شارك في الانتخابات تحت سقف المقاومة، ولم يبرز أي صوت شواذ يكسر هذه القاعدة، وخصوصا اللوائح اليسارية التي خاضت المعركة بالعنوان نفسه، لكنها اكتسبت تمايزها بطرح إشكاليات من نوع آخر، ولو أن اليسار تحديدا قرر أن يتحالف أحيانا مع أحد طرفي «الثنائي» لأسباب محلية بحتة، كما حصل في عيترون وطيردبا ومعروب وغيرها، وخاض الانتخابات في 18 بلدة وقرية في مواجهة «الثنائي».
واذا كانت سجلت حوادث إطلاق نار وسقوط جرحى في محطتي البقاع وجبل لبنان، فإن انتخابات الجنوب جرت في ظل أوضاع أمنية نموذجية (ولا ضربة كف واحدة) وخطاب سياسي راق من دون أي تشنجات وخصوصا في صيدا وجزين وحاصبيا.
ثانيا، برغم القرار السياسي لقيادتَي «حزب الله» و«امل» بالائتلاف في كل المناطق التي يملكان فيها نفوذا وازنا على مستوى لبنان، بدا واضحا أن الجنوب الذي أخذ فرصته بإنضاج اللوائح أكثر من البقاع، لم يتمكن من «هضم» الصياغات الائتلافية، بدليل انفراط عقد «التحالف الثنائي» في أكثر من قرية وبلدة جنوبية، خصوصا في منطقة إقليم التفاح، مع لحظة فتح صناديق الاقتراع، فضلا عن عدم قدرة الطرفين على تفادي التشطيب لاعتبارات سياسية وعائلية ونفسية ومحلية كثيرة.
ثالثا، صار من واجب قيادتَي «حزب الله» و «أمل» أن تُخرِجا الانتخاباتِ البلديةَ والاختياريةَ في الجنوب من أسر تكريس معادلة 2004 (السنة التي خاض فيها «الثنائي» معركة انتخابية حقيقية)، وهي المعادلة النسبية التي حكمت استحقاق 2010 ثم 2016، كما صار من واجبهما، كسر المعايير العائلية التي انتقدها السيد حسن نصرالله علنا، وذلك بدعوته أولا، لإضفاء الطابع السياسي على الانتخابات، لا كما يحصل حاليا عبر تصوير «الحزبيين» كأنهم «فزاعات»، وثانيا، عبر تقديم الكفاءة على غيرها من المعايير، وهذه نقطة أضاء عليها السيد نصرالله، ولا يجوز تجاهلها في السنوات المقبلة.
رابعا، إن استخدام عنوان المقاومة، لا يمكن أن يشكل ذريعة للهروب من مواجهة استحقاقات أو عناوين أخرى، وهذه نقطة أثارها الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب من بلدة حولا، عندما ناشد قيادة المقاومة بوجوب أن تقترن مواجهتها للخطرَين الإسرائيلي والتكفيري، بمحاربة الفساد والفاسِدين، «فالمقاومة ليست مجرد سلاح ولا فعلا عسكريا، بل هي إضافة إلى ذلك، مقاومة إنمائية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتربوية شاملة». وحسنا فعل أحد «المغرِّدين» المحسوبين على قيادة المقاومة، بأن سحب «تغريدة» عبر «تويتر» هاجمت غريب وتعزيته بالشهيد القيادي مصطفى بدر الدين لمجرد أنه قدم نصيحة للمقاومة تتعلق بمحاربة الفساد والمذهبية!
خامسا، صار لزاما على كل من «حزب الله» وحركة «امل» أن يجريا مراجعة نقدية وصولا إلى إنضاج تعاملهما مع باقي أطياف المشهد الجنوبي التي لا تشكل خطرا عليهما بل يمكن أن تنتج تكاملا يمكن استثماره، وخصوصا مع القوى والشخصيات اليسارية المقاومة، من «الحزب الشيوعي» الى حبيب صادق مرورا برياض الأسعد، مثلما بات مطلوبا من كل الطيف اليساري أيضا فتح الأبواب أمام مراجعة تقوده الى الأمام، ولا تبقيه أسير حنين فقط إلى ماض غابر، ولو اقتضى الأمر فقدان صلته بالواقع!
سادسا، يسجل لـ «الثنائي» أنه وبرغم اختلافه سياسيا مع قوى سياسية، خصوصا تلك التي تنتمي إلى «14 آذار»، أنه لم تسجل عليه «فاولات انتخابية»، بل على العكس، تم رصد مساحة كبيرة للتنافس فتحركت ماكينات حزبية لـ «المستقبل» و «القوات» و «الكتائب» في محافظتَي الجنوب والنبطية بحرية تامة، بينما يصعب تصور ماذا ستكون ردة الفعل لو رصدت ماكينة لبعض قوى «8 آذار» وتحديدا «حزب الله» في إحدى قرى كسروان أو البترون أو عكار!
سابعا، يسجل لوزير الداخلية نهاد المشنوق ومعه لقوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني إدارة المحطة الانتخابية الثالثة، بأفضل أداء إداري وأمني وعسكري ولوجستي، سقطت معه، معنويا وماديا وسياسيا، أية ذريعة لعدم إجراء الانتخابات النيابية في ربيع العام 2017، إلا إذا تم تقديم موعدها وهو احتمال تبدو نسبته حتى الآن صفر في المائة.
ثامنا، للانتخابات أن تستدعي مراجعة داخل «التيار الوطني الحر»، خصوصا في ضوء اتساع ظاهرة التمرد والتفكك، وآخرها في جزين، مدينة وقضاء، وهذه مسؤولية القيادة الجديدة التي فشلت في إدارة أول استحقاق تواجهه لولا تدخلات العماد عون في المحطات الانتخابية الثلاث حتى الآن.
بكل الأحوال، اليوم، هو يوم آخر، ولننتظر نتائج المرحلة الرابعة والأخيرة في الشمال وعنوانها في طرابلس: مَن يعطي شرعية للآخر في عاصمة الشمال: سعد الحريري أم أشرف ريفي، وعنوانها مسيحيا في البترون والكورة وزغرتا: مَن يتقدم على مَن شعبيا في معقل زعيم «المردة»: ميشال عون أم سليمان فرنجية؟

صحيفة النهارالنهار
سلام لـ”النهار”: موضوع التوطين يتطلب متابعة فوز “المستقبل” والثنائيين الشيعي والمسيحي

في ضوء اللبس الحاصل في ملف مصير اللاجئين السوريين في لبنان وغيره من دول المنطقة، أبلغ رئيس الوزراء تمام سلام الزميل احمد عياش مندوب “النهار” الى مؤتمر القمة العالمية للعمل الانساني التي تستضيفها تركيا اليوم انه يشارك في القمة متجاوزاً الالتباس الذي أثاره تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون عن تجنيس اللاجئين في ضوء التوضيح الذي أصدره الاخير ونفى فيه أية نيّة لمطالبة لبنان بأي توطين أو تجنيس. وقال : “انه أمر مشكور، لكن هذا لا يمنع أن نتابع هذه القصة في خضم ما يتم إقراره وإعتماده في أنحاء العالم بشأن اللاجئين. فما ينطبق في دول أخرى لا ينطبق عندنا في لبنان وما ينطبق في لبنان لا ينطبق في دول أخرى”. ونفى ان يكون له لقاء خاص مع بان” لأن هناك 177 دولة مشاركة ولكن لا يخلو الامر من أننا سنصادفه ليكون لنا معه كلام معيّن وأعتقد انه هو سيكون حريصاً على توضيح الامور أكثر”.
وشدد على “ان موضوع التوطين يتطلب متابعة”. ولفت الى “ان تقرير الامين العام موزّع منذ أكثر من شهر وهناك رسائل متبادلة بين وزير الخارجية (جبران باسيل) والسيد بان يوضح الاخير بناء على مراسلة من وزير الخارجية من شهرين أنه (أي بان) ضد التوطين فهذا موضوع يعود الى لبنان ولا شيء آخر”.
وعن نشاطه في القمة قال الرئيس سلام: “ستكون لي كلمات ومشاركة على مستوى رؤساء الوفود أو في الجلسة العامة أو في الطاولة المستديرة التي أشارك في رئاستها. لكن نحن وسط 177 دولة فلا نعتقد انهم سيرون لبنان ويهملون 176 دولة. ولكن يمكنني القول إن حالتنا متميّزة عن كل الدول وهي تتطلب معاملة متميزة على مستوى دعمنا ومؤازرتنا. من هنا دعوتنا الى تقديم المساعدات للبنان بشكل سخيّ وكريم كي ندعم المجتمع الحاضن كي يواكب حاجات اللجوء ومستلزماته.المطلوب أن نعزز الاقتصاد اللبناني وسوق العمل عندنا بمشاريع وبشكل غير مشروط وغير مقيّد للافساح في المجال ليد عاملة لبنانية ومن ثم ليد عاملة سورية. نحن نعرف انه منذ عشرات السنين، لليد العاملة السورية حصة في لبنان سواء في القطاع الزراعي أو في القطاع العمراني فهي الاساس وتمثل الحصة الكبرى. ولكن في ظل غياب مشاريع إنتاجية وبنى تحتية وإنمائية بدأت أعداد من السوريين تذهب الى قطاعات ليست لهم او لغيرهم الحق في العمل فيها مما يشكل منافسة لليد العاملة اللبنانية”.
ويرافق الرئيس سلام الى إسطنبول وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ووزير التربية الياس بو صعب ومندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام.

انتخابات الجنوب
أما الانتخابات البلدية والاختيارية في مرحلتها الثالثة أمس في محافظتي الجنوب والنبطية، فقد تميزت بنسبة مقترعين مرتفعة وخصوصاً في جزين (53 في المئة) التي شهدت استحقاقاً مزدوجاً تمثل في النيابة والبلدية، ليسجل القضاء ختام مسيرة من التأخير المتعمد لانتخاب بديل من النائب الراحل ميشال حلو الذي توفي عام 2014، وفاز بالمقعد النيابي أمل أبو زيد الذي بات النائب الوحيد المنتخب وغير الممدد له في مجلس النواب الحالي الذي مدد لنفسه مرتين توالياً، وليكون نائبا من خارج مدينة جزين التي حاولت دائما حصر التمثيل النيابي بأبنائها، علما انه سيكون نائبا لمدة سنة فقط. وقد زار رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل عروس الشلال ليلا وقدم التهنئة لابوزيد قبل صدور النتائج النهائية، وتلقى الاخير اتصال تهنئة من العماد ميشال عون. ويأتي فوز أبو زيد تكريساً للتفاهم بين التيار و”القوات اللبنانية” ويستعيد تجربة زحلة.
كذلك زار الرئيس سعد الحريري صيدا عاصمة الجنوب الرئيس سعد الحريري ليلاً وهنأ اللائحة المدعومة من “تيار المستقبل” برئاسة محمد السعودي، بعد معركة سياسية حادة شكلت نتيجتها انتصاراً للتيار في المدينة التي تمثل الثقل السني الاساسي في الجنوب. وقال: “منذ اليوم الاول كان واضحا ان بعض القوى السياسية لم تكن تريد الانتخابات البلدية، فيما كانت كل الخطوات التي قام بها الوزير (نهاد) المشنوق، مشكوراً، بالتنسيق معنا كي نحث كل القوى السياسية على اجراء هذه الانتخابات، والحمد لله نرى انها تحصل اليوم”.
وفي القرى الشيعية حاول الثنائي “حزب الله – امل” تحويل الاستحقاق الى استفتاء للخط المقاوم على رغم التجرؤ الواسع لمنافسات شيوعية ومستقلة في عشرات القرى والبلدات حيث خاضت معارك مميزة لم تخرج عن خط المقاومة لكنها أظهرت حيوية مجتمعية وسياسية متنامية.
وفي النتائج غير الرسمية:
فوز اللائحة المدعومة من الحزب الشيوعي والنائب انور الخليل والعائلات في بلدة كفرشوبا على اللائحة المدعومة من “حزب الله” و”الاحباش”.
فوز اللائحة المدعومة من الكتائب و”القوات” والشيوعي على اللائحة المدعومة من الحزب السوري القومي الاجتماعي و”التيار الوطني الحر” في راشيا الفخار.
فوز اللائحة المدعومة من الحزب الديموقراطي اللبناني بكاملها على اللائحة المدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي في الماري – حاصبيا.
فوز لائحة “انان الغد” – جزين المدعومة من “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” والعائلات.
فوز لائحة حبيب فارس في بكاسين – جزين، وفوز اللائحة المدعومة من “القوات” في بلدية لبعا بكامل اعضائها برئاسة فادي رومانوس.
وتحدثت ماكينة الحزب التقدمي الإشتراكي عن فوز اللائحة المدعومة من الحزب التقدمي الإشتراكي كاملة في بلدة ميمس برئاسة غازي الخطيب وفوز اللائحة المدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الشيوعي كاملة في إبل السقي.
فوز لوائح “الوفاء والتنمية” كاملة في الطيري وزبقين وعيناتا.
“الفورمولا 1”
وبعيدا من السياسة والانتخابات، قدم السائق الاسباني كارلوس ساينز عرضاً بسيارته “رد بل” المنافسة في بطولة العالم للسيارات “الفورمولا 1” عند الواجهة البحرية لبيروت في حضور حشد من جمهور الرياضة الميكانيكية في لبنان قدر بنحو ثلاثة آلاف متفرج، ووسط تدابير أمنية. وقبل انطلاق العرض تفقد السيارة الرئيس سلام والرئيس الحريري وشخصيات رسمية ورياضية وفنية.
وخرج ساينز إلى شوارع بيروت للمرة الاولى في حدث تاريخي غير مسبوق شهده لبنان، ليقود سيارة “رد بول” على طول نحو كلم واحد، وعرض مهارته في القيادة وكيفية التحكم بهذه السيارة السريعة، على طول الحلبة المُخصصة لذلك مستعملاً السرعة المتوسطة وأحياناً القصوى لإثارة الجمهور وحماسته والذي استجاب للسائق في كل مرة كان يمر أمامه.

صحيفة اللواء
صحيفة اللواء

اللواء
صيدا تقترع للإنماء وجزين لأبو زيد وإشكالات في أقضية النبطية
الحريري يتعهّد بمتابعة المسيرة.. وباسيل يوظّف النتائج في التجاذب السياسي

احتفلت صيدا بفوز استثنائي للائحة «إنماء صيداً برئاسة رئيس البلدية الحالي محمّد السعودي.
واحتفل «التيار الوطني الحر» بفوز مرشحه للانتخابات الفرعية النيابية أمل أبو زيد بفارق أصوات تجاوز 14280 صوتاً عن أقرب منافسه مقابل 7753 صوتاً للمرشح المنافس إبراهيم سمير عازار الذي سجل حضوراً سياسياً وانتخابياً يؤهّله للمنافسة في ظروف سياسية مختلفة، فيما نال المرشح الثالث العميد صلاح جبران 3230 صوتاً وباتريك رزق الله 378 صوتاً.
وفي أقضية محافظة النبطية، وصور، أبدت أوساط الماكينات الانتخابية لحزب الله ارتياحها لنسب التصويت والمشاركة، والتي وإن لامست مستوى أدنى من انتخابات العام 2010، فإنها صبّت في مجرى دعم اللوائح المتنافسة أو لوائح «الوفاء والتنمية» التي واجهها «متمردون» من أهل البيت الواحد والعائلة الواحدة والتنظيم الواحد في معرض الاعتراض على سياسات اتسمت بالبيروقراطية وفرض المرشحين الذين يلقون اعتراضات في المدن والقرى والبلدات التي شكلت لوائح منافسة، فضلاً عن بروز ظاهرة اليسار والمستقلين و«الأنتلجنسيا» الشيعية التي قالت «لا» كبيرة لتجاوز قوى المجتمع الحيّة في الأقضية الممتدة على طول الجنوب.
وإذا كان «التيار الوطني الحر» سارع للاحتفال بنتائج ما وصفه بالمعركة، بمشاركة رئيسه الوزير جبران باسيل، معلناً فوز أبو زيد الذي تلقى اتصالاً أيضاً من العماد ميشال عون، فإن المواقف التي أعلنها باسيل من شأنها أن تفتح المجال أمام تجاذبات جديدة، عندما اعتبر أن الأولوية الآن لانتخابات نيابية مبكرة وتقصير ولاية المجلس الحالي، على أن تكون بقانون إنتخاب جديد.
على أن الحدث البارز في المرحلة الثالثة للانتخابات البلدية، كان في صيدا التي لم تتأخر في الإعراب عن فرحتها لفوز لائحة «إنماء صيداً، مع طلائع صدور النتائج الأولية، هذه الفرحة التي شارك فيها الرئيس سعد الحريري من دون تخطيط مسبق، واصفاً ما حصل «بالعرس الوطني الديموقراطي»، والتي يكمل فوزها ما أراده لها الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وخاطب الرئيس الحريري والده الشهيد قائلاً: «هذه صيدا التي أحبتك ولبنان الذي أحبك من بيروت إلى طرابلس».
ولم يقتصر التجاذب السياسي على ما أعلنه الوزير باسيل في جزّين، بل حضر أيضاً في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الداخلية نهاد المشنوق، معلناً فيه جهوزية وزارة الداخلية لإجراء إنتخابات نيابية، إلا أنه أكد أن القرار لا يعود للوزارة، معتبراً أن الأولوية الآن هي لانتخاب رئيس الجمهورية، واصفاً الكلام عن إجراء إنتخابات نيابية بأنه عنوان اشتباك سياسي، معتبراً أن المشروعية السياسية لمجلس النواب مفقودة ليس بسبب التمديد له مرتين وإنما بسبب عدم قدرته على انتخاب رئيس بصرف النظر عن الجهة المعطِّلة.
ورداً على سؤال، قال الوزير المشنوق أن سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري، كان واضحاً في خطابه في عشاء السفارة، وهو قصد بأن يُؤكّد بأن المملكة على مسافة واحدة من كل اللبنانيين ومن كل المرشحين، وانه يجب الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، لكنه لاحظ اننا قد نحتاج إلى بعض الوقت لنحكم على قدرته على تنفيذ ما أعلن، لكن كان واضحاً ان السفير كان حريصاً على القول بأن قيادة المملكة على مسافة واحدة وانها معنية بأمن واستقرار كل اللبنانيين.
ومع إعلان النتائج تباعاً، بعد اقفال صناديق الاقتراع عند السابعة مساء، سارت الأمور على نحو ما كان متوقعاً، سواء لجهة فوز لائحة الإنماء في صيدا ولائحة التيار العوني في جزّين، فضلاً عن اللوائح المدعومة من «امل» و«حزب الله» في كل مراكز الأقضية والبلدات الكبرى.
وعلى هذا الأساس، وفي ضوء ذلك يمكن تسجيل القراءات التالية:
1 – حصلت في صيدا وجزين وسائر الجنوب ما يمكن وصفه بالمعارك الانتخابية ورمت القوى السياسية بثقلها لإنجاح اللوائح التي دعمتها، في غير معركة، متخطية الطابع الإنمائي والأهداف المنشودة من وراء هذه الانتخابات.
2 – حافظت القوى السياسية على الإمساك بورقة التنمية بيدها، فيما يمكن وصفه بمعركة أحجام وأرقام في عموم الجنوب.
3 – أثبتت نتائج الانتخابات الفرعية في جزّين أن الصوت الشيعي لا يزال يُشكّل رافعة «للتيار الوطني الحر» في معاركه داخل الساحة المسيحية، والتي كان آخرها معركة جزّين في بعديها البلدي والنيابي بدليل فرق الأصوات بين مجموع ما حصل عليه المرشحان عازار وجبران والتي حصل عليها النائب الفائز أبو زيد.
4- أكدت القوى المعترضة على الثنائيات في عموم الجنوب ان لديها حضوراً مشهوداً في البلدات التي خاضت فيها المواجهات، على ان يُحدّد وزير الداخلية موعداً جديداً لمعاودة الانتخابات في بلدة كفرصير التي توقفت فيها الانتخابات بسبب امتناع أهاليها عن التوجه إلى صناديق الاقتراع.
5- وليلاً زفت الماكينة الانتخابية «لأمل» بأنها تتقدّم في مختلف بلديات الجنوب، بالاشتراك مع «حزب الله».
6- ومع طي هذه الصفحة راحت الأنظار إلى محافظة الشمال والتي ستكون المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية الأحد المقبل، والتي من المستبعد أن تأتي نتائجها مغايرة للطابع الذي اتخذته في مختلف المناطق.
على ان المفارقة كانت في حارة صيدا حيث فاز رئيس البلدية الحالي سميح الزين في لائحة غير مكتملة من 9 أعضاء و3 أعضاء لحزب الله و3 من لائحة حركة «أمل».
وكان المشنوق أوضح في بداية مؤتمره الصحفي ان نسبة الاقتراع في محافظتي الجنوب والنبطية بلغت 48.15 في المائة، لافتاً إلى ان الأداء الإداري تحسن وكذلك الأمني، والتعاون بين قيادة الجيش وقوى الأمن كان ممتازا، مشيراً إلى أن كل الثغرات التي حصلت عولجت في اللحظة نفسها من قبل غرفة العمليات.
وكشف ان 60 في المئة من الاتصالات أتت من رؤساء الأقلام في حين أن30 في المائة من المراقبين و10 في المائة من الجمعية اللبنانية لمراقبة ديمقرطية الانتخابات، مشيراً إلى ان الوزارة تبلغت عن حالات رشاوى في بلدتي البرغلية وتولين.
سلام في اسطنبول
إلى ذلك، وصل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، إلى تركيا، حيث سيترأس وفد لبنان في القمة الإنسانية العالمية التي ستعقد اليوم في مدينة اسطنبول. وستكون له اليوم كلمة في المناسبة، ولقاءات مع قادة الدول المشاركة.
ويرافق سلام وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ووزير التربية الياس بو صعب.
وكانت دوائر رئاسة مجلس الوزراء وزّعت السبت جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد الخميس المقبل، وهو يتضمن 74 بنداً، بينها 16 موضوعاً من الجلسة الماضية، بالإضافة إلى لائحة بمشاريع مراسيم عادية عددها عشرة مشاريع تحتاج للاصدار من قبل مجلس الوزراء استناداً إلى المادة 62 من الدستور.
ومن أبرز البنود عرض وزارة البيئة موضوع وقف الأعمال الجارية في موقع سد جنة على نهر إبراهيم، وطلب مجلس الإنماء والاعمار الموافقة على دمج اشغال الحماية البحرية وأشغال معالجة جبل النفايات القائم وأشغال إنشاء وتشغيل خلايا الطمر الصحي العائدة لمشروع إنشاء مركز مؤقت للطمر الصحي في موقع برج حمود – الجديدة في ملف تلزيم واحد.

جريدة البناء
جريدة البناء

البناء
أميركا تحشد «سورية الديمقراطية» لداعش… والجيش السوري والحلفاء للنصرة
انتخابات الجنوب تحت سقف المقاومة بالتزكية والتنافس والفوز ومشاركة 50
صيدا أنصفت سعد… وحارتها لرئيسها… واليسار أثبت حضوره… وجزين عونية

تتصاعد درجة الحرارة الميدانية في سورية مع تراجع صوت المبادرات السياسية وتبلور المشهد نحو المواجهة، في ظلّ تهرّب جماعة الرياض بغطاء سعودي تركي وتغاضٍ أميركي عن التجاوب مع مضمون المعلن من مقرّرات فيينا حول فكّ التشابك السياسي والميداني مع جبهة النصرة، بينما أدارت واشنطن ماكينتها العسكرية لترتيب وتنظيم جماعة سورية الديمقراطية المكوّنة من جماعات معارضة سورية تحت الرعاية الأميركية، ومن جماعات التشكيلات الكردية المنضوية في لجان الحماية والاتحاد الديمقراطي الكردستاني، ترجمها حضور المستشارين الأميركيين وضباط قيادة كبار إلى شمال شرق سورية لإدارة معركة الرقة التي تراهن واشنطن على جعلها حصتها في الحرب السورية على الإرهاب، وفي المقابل أعلنت موسكو عن استئناف غارات سلاحها الجوي بكثافة، بدءاً من بعد غد على مواقع جبهة النصرة، فيما بدأت المواجهات شمال سورية، وخصوصاً على جبهات حلب في مناطق الكاستيلو وحندرات وبستان الباشا التي استعادت سخونتها بعد برود الأيام الماضية، فيما يصفه المتابعون بجولة اختبار للقوى والرهانات، فهل يغرق الأميركي وحلفاؤه في حرب استنزاف في الرقة تضطر أصحابها للخضوع لروزنامة روسيا والحلفاء الذين يخوضون الحرب على النصرة، أم يحدث العكس وفقاً للتوقعات الأميركية بتحوّل حرب النصرة إلى استنزاف وفوزهم بإحداث اختراق في الرقة؟

بانتظار جديد الميدان السوري وما سيحمل من نتائج تنعكس على الانتظار الذي يعيشه الملف اليمني والمراوحة العراقية، خاض لبنان الانتخابات البلدية في الجنوب الذي يشكل عرين المقاومة، حيث سجلت نسبة مشاركة 50 تقريباً، وتجاوزتها في كثير من المواقع، رغم حالات تزكية عديدة أضعفت نسبة المشاركة المحتسبة وسطياً، وكانت الانتخابات بكلّ ما تضمّنته فوزاً للمقاومة، التي تشارك المتنافسون في مبايعتها كخيار، وتحوّل اليوم الانتخابي الجنوبي الذي انتهى بفوز شبه كامل للوائح ثنائي حركة أمل وحزب الله، إلى مناسبة لتثبيت بعض الخلاصات السياسية أبرزها، أنّ فوز اللائحة المدعومة من تيار المستقبل ونسبة المشاركة المرتفعة قياساً بنتائج بيروت منحت الرئيس سعد الحريري زعامة صيدا مقابل خسارته صفة الزعامة، بنسبة مشاركة هزيلة في بيروت، بينما أنصفت النتائج الصيداوية التيار الشعبي الناصري وزعيمه الدكتور أسامة سعد بنسبة 40 من التصويت، رغم ضآلة الإمكانات وغياب التحالفات، بينما كانت حارة صيدا تعيد تثبيت رئيس بلديتها سميح الزين في وجه اللائحة التي دعمها تحالف أمل وحزب الله ليعلن الزين مبايعته لخط المقاومة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، مؤكداً الطابع المحلي للتنافس بعيداً عن الخيارات السياسية. ومن بين خلاصات الجنوب وقبل ظهور نتائج مؤكدة للبلدات التي قام الحزب الشيوعي بخوضها انتخابياً، وحيث تؤشر النتائج الأولية لفوز لوائح الثنائي أمل وحزب الله، تمكن اليسار من تثبيت حضوره، وتأكيد امتلاكه قاعدة شعبية يمكن تظهيرها في أماكن أخرى والاستناد إليها في الانتخابات النيابية إذا جرت على قاعدة التمثيل النسبي، أما الخلاصة الثالثة فكانت في جزين، حيث كانت الانتخابات النيابية الفرعية التي حصد نتائجها بفارق كبير مرشح التيار الوطني الحر أمل بو زيد بوجه منافسه إبراهيم عازار.

غطت الانتخابات البلدية في محافظتي الجنوب والنبطية على باقي الملفات الساخنة التي ستشكل أولوية لدى المسؤولين هذا الأسبوع، وفي طليعتها ملف العقوبات المالية الأميركية على حزب الله، وموضوع النازحين السوريين وقضية توطينهم في لبنان الذي سيكون محور كلمة ولقاءات رئيس الحكومة تمام سلام في القمة الإنسانية العالمية التي ستعقد اليوم في اسطنبول.

انتخابات الجنوب – استفتاء على المقاومة

إلى ذلك حوّل أهالي الجنوب الانتخابات البلدية عرساً جديداً في عيد المقاومة والتحرير، حيث تميزت بنسبة الاقتراع العالية التي وصلت إلى 50 والتي شكلت محطة لتجديد الجنوبيين تمسكهم بخيار المقاومة.

وأعلن وزير الداخلية والبلديات خلال مؤتمر صحافي أن نسب الاقتراع في محافظتي الجنوب والنبطية بلغت 48,15 ، وتوزعت على الشكل التالي:

– صيدا 44 .

– قرى صيدا 57,5 .

– جزين 53 .

– صور 47 .

– مرجعيون 43,2 .

– حاصبيا 47 .

– النبطية 49 .

– بنت جبيل 42,5 .

وأشار المشنوق إلى أن اليوم الانتخابي في محافظتي النبطية والجنوب «كان أقل عمليات رشوة وأقل حماوة انتخابية أو شكاوى».

وقالت مصادر سياسية لـ«البناء» إن «نسب الاقتراع المرتفعة في مناطق الجنوب دليل على تأييد أغلبية أهل الجنوب لحزب الله وحركة أمل والقوى الحليفة وشكلت النتائج ونسبة التصويت استفتاءً على الخيارات السياسية لأمل وحزب الله وأهمها التمسك بالمقاومة، كما أسقطت رهان البعض على أي تراجع في نسبة الاقتراع لتظهيره كدليل على تراجع تأييد هذا الجمهور للمقاومة ولخيارات أمل وحزب الله السياسية».

وشدّدت المصادر على أن «النسب العالية التي أظهرتها انتخابات محافظتي الجنوب والنبطية تعني حزب الله إلى حدٍ كبير، وهذا ما دفع الأمين العالم للحزب السيد نصرالله في كلمته بذكرى أسبوع الشهيد مصطفى بدر الدين إلى دعوة جمهور المقاومة إلى الاقتراع والالتزام بلوائح التنمية والمقاومة حتى في القرى التي تمّ التوافق فيها، لأن التصويت كان على خيار المقاومة وليس على أشخاص وقطع الطريق على المدّعين بأن جمهور المقاومة اعترض على قتال حزب الله في سورية أو على تدخل الأحزاب في الانتخابات البلدية وتشكيل اللوائح إلا أن النسب المرتفعة التي وصلت في بعض القرى إلى 60 – 70 في المئة تظهر المشهد بوضوح».

.. وفوز لـ«التيار» في جزين

وفي قضاء جزين، حيث توجّه 58349 ناخباً إلى صناديق الاقتراع، لانتخاب 31 بلدية من أصل 37 بعد فوز 6 بلديات و21 مختاراً بالتزكية، شهدت المدينة انتخابات نيابية فرعية لملء المقعد الشاغر بوفاة النائب الراحل ميشال الحلو، إذ تنافس عليه أربعة مرشحين، بموازاة انتخابات بلدية واختيارية، انتهت بفوز كاسح لمرشح التيار الوطني الحر أمل ابو زيد، حيث حصل على 15000 صوت مقابل 6000 لإبراهيم عازار، 1806 لصلاح نقولا جبران، و91 صوتاً لباتريك رزق الله، فضلاً عن 130 ملغاة و55 ورقة بيضاء بحسب النتائج الأولية غير الرسمية.

وقالت مصادر مطلعة في «التيار الوطني الحر» لـ«البناء» إن «نسبة الاقتراع في جزين تخطّت الـ 50 في المئة. وأوضحت أن «نسبة التصويت والنتائج تؤكدان أن جزين لا زالت مؤيدة للتيار الوطني الحر بشكلٍ كبير وكرّرت مشهد العام 2009، حيث فاز التيار ضد تحالف القوى الأخرى مع فارق أن حركة أمل في هذه الانتخابات لم تكن ضد لائحة التيار علناً، لكن الجديد هو تصويت حزب القوات للائحة التيار وبإعلان رسمي من رئيسها سمير جعجع، وبالتالي من الطبيعي أن يفوز التيار في جزين».

وأشارت المصادر إلى أن «قراءة النسبة والنتائج في جزين تدلّ على تدعيم تحالف التيار والقوات التي التزمت بلائحة التيار إلى حد كبير، لافتة إلى أن «الانتخابات البلدية شكلت بروفا للانتخابات النيابية التي بات حصولها شبه محسوم في العام 2017، وفقاً للقانون المختلط الذي بات شبه منجز أيضاً والذي لن يعارضه التيار، لأنه يبقى أفضل القوانين في الـ2017 بعد عجز القوى السياسية عن إقرار القانون النسبي لكن تبقى تفاصيل القانون المختلط لناحية عدد المحافظات والأقضية موضع نقاش ولم يحسم».

.. وتراجع «المستقبل» في صيدا

أما في صيدا، ففازت لائحة الرئيس المنتهية ولايته محمد السعودي المدعومة من «تيار المستقبل» و«الجماعة الإسلامية» وعبد الرحمن البزري في وجه لائحة «صوت الناس» برئاسة بلال شعبان المدعومة من «التنظيم الشعبي الناصري»، ولائحة «أحرار صيدا» برئاسة علي الشيخ عمار التي يدعمها سراً مناصرو الموقوف أحمد الأسير. ووصلت نسبة الاقتراع إلى 50 في المئة. ومع بدء صدور النتائج الأولية زار الرئيس سعد الحريري مساء أمس مدينة صيدا، حيث شارك أبناءها فرحة فوز لائحة «إنماء صيدا» برئاسة السعودي.

لفت الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد إلى أننا انطلقنا من الأوضاع السيئة لنقول كلمة «لا» كبيرة لها ورفضنا أي تسويات مع المسؤولين عما وصلنا إليه.

وأشار في مؤتمر صحافي، إلى «أننا مرتاحون بصرف النظر عن النتائج، لأننا نسير في الطريق الصحيح»، لافتاً إلى أننا لا نريد المشاريع التي يلفّها الفساد من كل جانب وتعود منافعها وأموالها إلى المحاسيب كما يجري الآن.

وقالت مصادر صيداوية مطلعة لـ«البناء» إن «نسبة الاقتراع في صيدا مقبولة مقارنة مع نسبة 43 في المئة عام 2010، حيث بدأ اليوم الانتخابي بإقبال عدد كبير من الصيداويين على الاقتراع نكاية ضد آل الحريري وليس تأييداً للوائح الأخرى»، ولفتت إلى تراجع شعبية تيار المستقبل وآل الحريري في صيدا بدليل أن السعودي عام 2010 نال 19 ألف صوت أما اليوم فلم يتخطّ الـ 15000 صوتاً».

ولوحظ بحسب المصادر أن «عدداً كبيراً من شباب الجماعة الإسلامية عملت على تشطيب أعضاء من لائحة السعودي ووضع أعضاء من لائحة عمار مكانهم، الأمر الذي سيؤدي إلى مشكلة بين المستقبل والجماعة مستقبلاً».

وعلمت «البناء» أن «بعض أقلام الاقتراع كان مقفلاً لصالح اللائحة المدعومة من أسامة سعد، وبالتالي فإن الفارق بين عدد الأصوات بين اللائحتين ليس كبيراً»، كما علمت أن «زوجة الأسير نقلت رسالة منه إلى مناصريه يدعوهم فيها إلى أن لا ينتخبوا لائحة علي عمار بل وضع ورقة مكتوب عليها أحمد الأسير وتبين خلال فرز الأصوات وجود عدد كبير من الأوراق باسم الأسير، لكن لائحة عمار نالت عدداً كبيراً من أصوات مناصري الأسير».

وكشفت مصادر لـ«البناء» أن «آل الحريري عملوا على شراء أصوات الحي الوسطاني في صيدا الذين تمّ تجنيسهم سابقاً، ونقلوهم عبر حافلات من بعض مناطق الجنوب إلى صيدا للاقتراع للائحة السعودي».

سلام: اللبنانيون متفقون على عدم التوطين

على صعيد آخر، وصل الرئيس سلام، إلى تركيا، حيث سيترأس وفد لبنان في القمة الإنسانية العالمية التي ستعقد اليوم في مدينة اسطنبول. وستكون له كلمة في المناسبة، ولقاءات مع قادة الدول المشاركة.

وأكد سلام في تصريح من اسطنبول أن «اللبنانيين متفقون على أن لا توطين»، مشيراً إلى انه «يجب على الجميع أن يتعاملوا مع الأمر بعيداً عن المزايدات».

مواقف عسيري محطّ متابعة

سياسياً، بقيت المواقف اللافتة التي أطلقها السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري خلال «عشاء اليرزة» الجمعة الماضي، محط متابعة الأوساط السياسية. فقد دعا عسيري إلى إيجاد الإرادة السياسية والحلول التوافقية للاستحقاق الرئاسي، «بحيث يحلّ عيد الفطر المبارك، ويكون للبنان رئيس عتيد يقود السفينة إلى ميناء الطمأنينة والازدهار، ويحقق آمال وتطلعات كافة اللبنانيين». مؤكداً أنّ السعودية «بكافة قياداتها كانت وستبقى الداعم الأساسي للوفاق الوطني والاستقرار السياسي والأمني في لبنان، ولصيغة العيش المشترك الإسلامي ـ المسيحي. وغير صحيح ما يشاع أنها تخلت عن لبنان».

السعودية تصحّح أخطاءها في لبنان

واعتبرت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن «هدف السعودية من خلال هذا العشاء الظهور على أنها عراب أهل السنة ولمعظم القوى السياسية في لبنان، ومن ضمنهم حلفاء حزب الله في 8 آذار، وهي بذلك تعوّض عن الأخطاء التي ارتكبتها خلال عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان، خصوصاً طريقة إذلال قوى 14 آذار بعد تجميد المساعدات العسكرية السعودية للجيش اللبناني».

وشدّدت المصادر على أن «حضور حلفاء حزب الله طبيعي، لأن الحزب وعلى لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله أعلن أن الحزب لا يلزم حلفاءه بمواقفه السياسية، فضلاً عن أن حركة أمل والرئيس نبيه بري ليس في معركة مع السعودية، كما أن خطوط التواصل بين العماد عون والسعودية مفتوحة منذ وقت طويل، كما أن عون فتح حواراً مع الرئيس سعد الحريري وذهب وزير الخارجية جبران باسيل إلى السعودية لاستيضاح موقفها من رفض عون للرئاسة، فضلاً عن أن عون مرشح لرئاسة الجمهورية ومن حقه أن يكون على علاقة جيدة مع جميع الدول الإقليمية لا سيما السعودية، لكن لا يعني تخليه عن مبادئه وتحالفاته». لكن المصادر استبعدت أن «تترجم هذه الخطوة ومواقف عسيري قريباً بحل الأزمة السياسية في لبنان وإنجاز الاستحقاقات وأهمها الرئاسي».

كوهين إلى لبنان

أما في ملف العقوبات الأميركية المالية على «حزب الله»، علمت «البناء» أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قطع شوطاً كبيراً في معالجة الأزمة خلال لقاءاته أكان مع المسؤولين الغربيين، أم على صعيد تواصله مع المعنيين في الداخل»، متوقعة أن «تفضي جهوده إلى نتائج إيجابية في وقت قريب»، موضحة أن «استمرار الأزمة لا يشكل ضرراً على المواطنين فحسب بل على المصارف أيضاً بسبب مخاوف المواطنين من تجميد أموالهم، الأمر الذي سيدفعهم إلى عدم وضع أموالهم في المصارف».

ومن المتوقع أن يصل إلى لبنان الأسبوع المقبل، مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين، للإطلاع عن كثب على كيفية تطبيق القانون الأميركي لبنانياً، وللتشديد على ضرورة الالتزام بمندرجاته. في حين كان من المقرّر أن يوفد كوهين إلى بيروت مساعده دانييل غلايزر.

البث المباشر