حذرت الأمم المتحدة UN من أن الروبوتات قد تزعزع استقرار العالم من خلال الحرب والبطالة، وذلك قبيل افتتاح مقر لاهاي لمراقبة تطورات الذكاء الاصطناعي.
وسيهدف المركز الجديد إلى تحديد وتخمين التهديدات المحتملة فيما يخص الذكاء الاصطناعي والروبوتات من حيث خطر البطالة الجماعية، كما أنه سيسعى أيضاً إلى التوصل لأفكار حول كيفية استغلال التقدم فى هذا الميدان للمساعدة فى تحقيق أهداف الأمم المتحدة.
وقد سمح التقدم السريع في مجال الروبوتات، إلى جانب صعود قوة الحوسبة خلال النصف الأخير من القرن العشرين، بزيادة المهام المُسنَدة إلى الروبوتات والأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، جنباً إلى جنب مع زيادة الاستقلالية التي تعمل بها هذه التكنولوجيات.
ويعتبر ذلك مفيداً للتنمية العالمية والتغيير المجتمعي، على سبيل المثال، من خلال الإسهام في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، إلا أنه يثير تساؤلات وتحديات قانونية وأخلاقية واجتماعية، قد يكون بعضها خطيراً على رفاهية الإنسان وسلامته وأمانه.
وقد بدأ معهد الأمم المتحدة الإقليمي لبحوث الجريمة والعدالة في عام 2015 برنامجه بشأن الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ويعتقد المعهد أنه سيكون من الممكن إحراز تقدُّم في المناقشات المتعلقة بالروبوتات وإدارة الذكاء الصناعي، عبر الاستعانة بالمعارف والعلوم من الخبراء في هذا الميدان؛ لتثقيف وإعلام أصحاب المصلحة، ولا سيما صانعو السياسات.
مخاطر وفوائد الذكاء الاصطناعي
وكانت السيدة سيندي جي سميث، مديرة معهد الأمم المتحدة الإقليمي لبحوث الجريمة والعدالة، قد أعلنت خلال الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في 29 سبتمبر/أيلول 2016، أن معهد الأمم المتحدة الإقليمي لبحوث الجريمة والعدالة يقوم حالياً بافتتاح أول مركز للذكاء الاصطناعي والروبوتات داخل نظام الأمم المتحدة.
وأوضحت أن “الهدف من المركز هو تعزيز فهم الازدواجية الحاصلة بين مخاطر وفوائد الذكاء الاصطناعي والروبوتات، من خلال تحسين التنسيق وجمع المعارف ونشرها والأنشطة التوعوية والتوعية، حيث يُفتتح المركز بمدينة لاهاي في هولندا”.
وتتمثل النتيجة الرئيسية للمبادرة المذكورة أعلاه في أن يتمتع جميع أصحاب المصلحة، بمن فيهم صانعو السياسات والمسؤولون الحكوميون، بمعرفة وفهم أفضل لمخاطر هذه التكنولوجيات وفوائدها، وأن يشرعوا في مناقشة هذه المخاطر والحلول الممكنة بطريقة مناسبة ومتوازنة.
وينشئ معهد الأمم المتحدة الإقليمي لبحوث الجريمة والعدالة مركزاً للذكاء الاصطناعي والروبوتات بمدينة لاهاي في هولندا بدعم من حكومة هولندا ومدينة لاهاي، بحيث يكون المركز بمثابة مورد دولي بشأن المسائل المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والروبوتات.
وتشير تقديرات شركة برايس ووترهاوس كوبرز PwC إلى أن 30 في المائة من الوظائف في بريطانيا قد تكون مهدَّدة بسبب الذكاء الاصطناعي، ويمكن أن يصل هذا التهديد في بعض القطاعات إلى نسبة نصف الوظائف، ودعت دراسة أجرتها مؤخراً نقابة المحامين الدولية إلى أن الروبوتات قد تجبر الحكومات على إصدار تشريعات بشأن حصص العاملين في المجال الإنساني.
وكان البروفيسور ستيفن هوكينغ قد حذر العام الماضي من أن الذكاء الاصطناعي القوي سيثبت أنه أفضل شيء أو أسوأ ما قد يحصل للبشرية، حيث إن هناك العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وروسيا وإسرائيل، التي تسعى إلى تطوير تكنولوجيا أسلحة ذاتية التحكم لديها القدرة على تحديد مسارات عملها بشكل مستقل دون الحاجة إلى التحكم البشري.
المصدر: هافينغتون بوست