تعد القهوة مشروبٌ لا غنى عنه بالنسبة للبعض، وما يزيد تعلقهم بها هو كثرة الدراسات في الآونة الأخيرة حول فوائدها الصحية التي لا تحصى ولا تعد.
فقد ربطت دراسة حديثَة بين التَّناول المنتظم للقهوة وانخفاض خطر الإصابة بمرض تليّف الكبد، خاصةً بين المرضَى المصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي “C”، وهم أكثر الأشخاص عرضةً لتراجُع وظائف الكبد،
وتوصلت الدَّراسة الحديثة إلى أن تناول كوبين من القهوة يوميًا يقلل من خطر الإصابة بتليف الكبد بنسبة 43%.
ويُعَدُّ التهاب الكبد الدِّهني والتهاب الكبد الوبائي بنوعيه “C” و”B” من بين أكثر أسباب الإصابة بتليف الكبد شيوعًا، وهو حالة تتميز بظهور ندبة في الكبد، ما يؤدي بدوره إلى حدوث فشل كبدي. وفي حالة الإصابة بتليف الكبد، يحلُّ النَّسيج المتليّف مكان النَّسيج السَّليم، ما يعيق قيام الكبد بوظائفه بشكل طبيعي ويصبح غير قادر على إنتاج مواد مخثِّرَة ويعجز عن القيام بتنقيَة الجسم من السموم.
ومن أجل تلافي تفاقم المرض وعلاجه بشكل مبكر قام الباحثون بدراسة أجريت على 430 شخصًا، فوجدوا أن تناول كوب واحد من القهوة في اليوم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بتليف الكبد المعروف بـ”تشمع” الكبد، بنسبة تصل إلى 22%، وأن زيادة تناول القهوة تقلل من خطر الإصابة بهذا المرض.
وتشير الدراسة الحديثة إلى أن القهوة تحتوي على أكثر من ألف عنصر بيولوجي نشط يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الصحة، ومن بين هذه العناصر المكونة الكافيين وحمض الكلوروجينيك والكافيول (القهويول) والكافيستول وغيرها، التي تجعل القهوة قادرة على تحفيز الجهاز العصبي المركزي وتخفيف الإجهاد التأكسدي والالتهابات، إلى جانب التأثير المضاد للمواد المسرطنة. ويبدو أنها قادرة على حماية الكبد أيضًا.