اشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة “إلى أننا أمام “تحديات كبيرة، والانتصارات التي حققها اللبنانيون، إن على العدو الصهيوني وإن على عصابات التكفير، تبقى ناقصة ومعرضة للاهتزازات ما لم تواكب وتعزز وتحصن بنهج سياسي وطني جديد، تنخرط فيه كل الجهات والجبهات السياسية، في الموقف والممارسة لإحداث نقلة تغييرية نوعية تضع البلد على السكة الصحيحة لقيامته. فالمشهد العام لا يؤشّر إلى أن السياسيين في لبنان تعلموا من الماضي، واستفادوا من تجاربه، فهم كانوا منقسمين ولا زالوا، وهذا ما أضعف البلد، وغيب الدولة التي نريدها أن تكون أقوى من الجميع، وفي خدمة الجميع”.
ودعا الجميع إلى “إقفال ملف الخصومات، ووقف ثقافة الانقسام والنزاعات السياسية وتوحيد الجهود، وتوظيف ما تحقق في استكمال مشروع الدولة الذي يحتاج إلى مصالحات وطنية حقيقية، وارتقاءات فعلية في إدارة الشأن العام، فالاستمرار في لعبة السجالات وشد الحبال مضيعة للوقت، وهدر للفرص، وتضييع للإنجازات، في الوقت الذي تتحضر فيه إسرائيل، وتحاكي أكثر من سيناريو للانقضاض على لبنان وسرقة انتصار اللبنانيين”.
وحذر المفتي قبلان “من خطورة تمييع القضايا الحياتية والاجتماعية، ومقاربتها ببازارات وصفقات ومزايدات تدفع بالاقتصاد وبحياة الناس إلى المزيد من التدهور والمعاناة. داعيا الجميع إلى تضامن تام وتعاون مطلق، وتأكيد والتزام بأن الدولة يجب أن تنطلق، وأن الدستور يجب أن يطبق، وأن الانتخابات النيابية يجب أن تتم، من دون حجج أو ذرائع، لا بالبطاقات الممغنطة ولا بالأصوات التفضيلية، لأن عملية تداول السلطة أمر ضروري، وواجب وطني”.
وتطرق المفتي قبلان للأوضاع الإقليمية بالقول:”إننا أمام تحولات وتحديات إقليمية مهمة، وعلى السلطة وكل القيادات السياسية في لبنان أن تحسن القراءة، وأن تتخذ مواقفها وقراراتها بجرأة وشجاعة، كي تحجز دورها كشريك إقليمي لسوريا، لا أن تبقى ناعقا بأصوات من خسروا الحرب. وهنا لا بد من التنويه بمن شارك ودعم وآزر وضحى لحماية المنطقة من السقوط بيد تجار ومخربي الأوطان، كما لا بد أن نخص المقاومة بأعز التحيات والتبريكات، لأنها كانت السباقة يوم تردد الجميع، وقاتلت يوم خاف الجميع، واقتحمت يوم اضطرب الجميع، وانتصرت لأنها لم تخض حربا إلا عن بصيرة، وأهل البصائر صناع النصر في كل زمان ومكان”.
وأكد في موضوع اليمن أنه “آن الأوان لوقف هذه الحرب المشؤومة، لا لأن اليمن تعيش أزمة قتل وجوع ووجع فحسب، بل لأنها ما خسرت حربا لتخسرها اليوم، وشهر المحرم على الأبواب، وحقن الدماء واجب، وترك الخصومة دين الله، فاتقوا الله أيها العرب بالدماء والبلاد، فإنها أصعب السؤال يوم القيامة”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام