عَرَّفَتْ فحوصاتُ الـ”DNA” المخبريةُ اهالي العسكريينَ بأبنائِهم الشهداء، فهل تُعرِّفُهُم اخبارُ التحقيقِ القضائي بهُويةِ المساهمينَ والمخططينَ والمحرضينَ على قتلِ ابنائِهم، حفظاً للتضحياتِ واحتراماً لعقولِ اللبنانيينَ قبلَ مشاعرِهم؟
يقفُ لبنانُ باجلالٍ امامَ شهداءَ اَعزُّوا الوطن، وما عادت رفاتُهُم الا بدماءِ اِخوتِهم العسكريينَ والمقاومينَ الذين عبَّدوا طريقَ العودةِ باجسادِهم، زرعوها في اعالي الجرود، فانبتت نصراً وتحريراً وحفظاً لكرامةِ الوطنِ ولتضحياتِ رفاقِ السلاح ..
على مرمى يومينِ سيُكرِّمُ لبنانُ الرسميُ والشعبيُ شهداءَه العائدينَ والترابَ الذي احتضنَهم الى قلبِ الوطن. وطنٌ ما زالَ المتربصون فيه كُثُراً، واِن نُظِّفَت حدودُه من الارهابيين، فانَ ذيولَهم السياسيةَ ما زالت كفيلةً بالتهديدِ والوعيد، وتحاولُ محاصرةَ اللبنانيينَ بتغريداتٍ من هنا، وعويلٍ من هناك..
ومن الجرودِ هنا، الى دير الزور هناك، قد يعرفُ المتابعونَ سببَ صراخِ البعضِ المتأوِّهِ في الاقليم، التائهِ على طولِ شريطِ الجبهات، الخائبِ الرهانِ على ارهابيينَ اسماهم معارضين، فاحالَهم الميدانُ الى مهزومين، حتى صارحَهم اليومَ المبعوثُ الدوليُ الى سوريا استيفان دي ميستورا قائلا: على المعارضةِ السوريةِ ان تدركَ انها لم تَربح الحرب..
امرٌ ادرَكَه اصدقاؤهم الاسرائيليون الذين عبَّروا عن الخشيةِ مما وُصِفَ بالانتصارِ الاستراتيجي للرئيسِ السوري بشار الاسد ولجيشِه وحلفائه في دير الزور، والذي سيمتدُ الى ما بعدَها.. اسرائيليون قلقون وهم يناورونَ عندَ الحدودِ معَ لبنان، ويستذكرونَ في هذه الايامِ هزيمةً اصابتهم قبلَ نحوِ عشرينَ عاماً في انصارية الجنوبية، اِلا انَ ما يُعَزُّونَ به النفسَ بعدَ تلك السنين، ما قالَه رئيسُ وزرائِهم بنيامين نتنياهو عن مستوىً غيرِ مسبوقٍ من التنسيقِ والعلاقاتِ بينَ كيانِه وبعضِ الدولِ العربية.. لعلَّها الخيبةُ المشتركةُ على جميعِ المستويات، التي تَزيدُ التقاربَ بينَ هؤلاءِ ..
المصدر: قناة المنار