أبلغت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي الأربعاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ان لدى واشنطن “مخاوف” متعلقة بالتزام ايران الاتفاق النووي.
وبحسب بيان صادر عن مكتبها فان هايلي “نوهت بالخبرة التقنية للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومصداقيتها وحرفيتها وجديتها في المراقبة ومهمات التحقق في ايران”، لكنها ناقشت ايضا خلال محادثاتها مع رئيس الوكالة الياباني يوكيا أمانو “مخاوف الولايات المتحدة بشأن ضمان التزام ايران الصارم بواجباتها”.
وقال البيان ان “تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية (حول التزام ايران بالاتفاق) يمكن ان تكون جيدة بمقدار ما تسمح ايران بدخول اي منشأة تشك الوكالة في أن لها دورا نوويا”.
ولم يعط البيان شرحا أكثر، لكن من المرجح ان يكون هذا اشارة الى ضرورة زيارة الوكالة لمواقع عسكرية يشتبه بان جهودا تجري فيها لصنع راس نووي.
وتنفي ايران سعيها الى امتلاك قنبلة نووية كما ان الوكالة لم تطلب اي زيارة من هذا النوع منذ دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ في كانون الثاني/يناير 2016.
وتركز التقارير الدورية للوكالة على أنشطة ايران النووية المعلنة، وتقول فقط انها مستمرة بمراقبة التزام طهران عدم القيام بأي ابحاث متعلقة بصناعة الاسلحة، ولم تعلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية على اجتماع الأربعاء.
وحصلت إيران لدى توقيعها الاتفاق مع القوى الكبرى على وعود بالحد من العقوبات المفروضة عليها مقابل خفض أنشطتها النووية ولا سيما الامتناع عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وأكثر لأنه يمكن ان يقربها من صنع السلاح النووي، وهذا يهدف الى جعل اي نشاط سري لصنع قنبلة نووية امرا بالغ الصعوبة.
وفي المقابل تم رفع معظم العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ما عدا عقوبات أخرى مرتبطة بالقضايا غير النووية بقيت مفروضة او تم توسيعها.
ومع انتخاب ترامب الذي وصف اتفاق عام 2015 “بالفظيع”، ازداد التوتر بين العدوين اللدودين اللذين يتهم كل منهما الآخر بعدم الالتزام “بروحية” الاتفاق.
ومن المقرر ان يشهد ترامب امام الكونغرس في تشرين الأول/أكتوبر المقبل حول مدى التزام ايران بالاتفاق.
وكان ترامب قد صرح في تموز/يوليو لصحيفة “وول ستريت جورنال” انه “سيفاجأ في حال كانوا يمتثلون”.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الثلاثاء عن هايلي قولها ان “لا قرار” قد اتخذ حول مستقبل الاتفاق الذي يشمل ايضا روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا.
وكانت تعليقات ترامب حول الاتفاقية خلال الحملة الانتخابية العام الماضي ومنذ دخوله البيت الابيض محل انتقاد حاد للعديد من الخبراء النوويين.
وقالت كيزلي دافنبورت المحللة في مؤسسة الحد من التسلح “تحتاج ادارة ترامب الى من ينبهها الى كلفة تخريب الاتفاق النووي مع ايران”، واضافت “من المأمول ان تهدىء زيارة الوكالة المخاوف حول مراقبة الاتفاق وتظهر لهايلي ان الاتفاق يضع برنامج ايران النووي تحت المجهر. وان ابقاءه على هذا النحو هو الطريقة الأفضل ضد اي نشاطات نووية محظورة”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية