سيتعرّض معظم الناس للإصابة باضطرابٍ نفسيٍّ في مرحلةٍ ما من مراحل حياتهم
إذ يشير بحثٌ نُشِرَ في وقتٍ سابق من العام الجاري بمجلّة Journal of Abnormal Psychology إلى أنَّ نحو 80% من الأشخاص سيمرّون بمشكلةٍ نفسية يُمكن تشخيصها كمرضٍ نفسي، مثل الاكتئاب، ووجدت الدراسة أيضاً أنَّ تلك الحالة تكون مؤقتة بالنسبة لأغلبية الأشخاص.
وفي مقالٍ نُشِرَ بمجلة Scientific American العلمية الأميركية، كتب الباحثان آرون روبن وجوناثان شايفر، أنَّ هذا يعني أنَّ مشاكل الصحة النفسية قد تكون أكثر شيوعاً من مشاكل الصحة الجسدية.
إذ بينت الدراسة التي أجرياها أنَّك أكثر عرضةً للتعرّض لنوبةٍ من المرض النفسيّ من احتمالات الإصابة بداء السكري، وأمراض القلب، وأيّ نوعٍ من السرطان، مجتمعةً.
وللتوصّل لتلك النتائج، درس الفريق جيلاً من النيوزلنديين من نفس البلدة الصغيرة منذ الولادة وحتى بلوغهم منتصف العمر، وتابعوا حالتهم كل بضع سنواتٍ لقياس ظهور أية أعراضٍ لمشاكل الصحة النفسية ممّا قد تكون قد ظهرت في السنوات السابقة، وتضمّنت تلك الأعراض اعتلال الأداء في العمل، أو العلاقات، والشعور الحاد بالكرب، وغيرها.
وكتب مؤلفو الدراسة في مجلة Scientific American: “في مجموعة المشاركين بالدراسة، كان هُناك 17% فقط من المشاركين لم يصابوا باضطرابٍ بالصحة النفسية، ولو بشكلٍ وجيز، بحلولهم منتصف العمر. ولأنَّه لا يمكننا التأكد أنّه حتى هؤلاء لم يتعرّضوا لاضطراباتٍ نفسية في الأعوام الفاصلة بين عمليات التقييم، فقد تكون النسبة الفعليّة لمنّ لم يعانوا من المرض النفسي أقلّ من ذلك أيضاً”.
وأشاروا أيضاً إلى أنَّ أغلبية المارّين بمشاكل نفسية لا يسعون للعلاج النفسي، وهو الأمر الذي قد يكون خطِراً، وذلك لأنَّ أكثرية حالات الانتحار ترجع لأمراضٍ نفسية لَم تُعَالَج، وفقاً لمنظمة التحالف الوطنيّ لعلاج أمراض الصحة النفسية في أميركا.
كما تقدّم نتائج الدراسة دليلاً أبعد على كون المرض النفسيّ قضيةً خطيرة ومقبولة مثلها مثل أيّة مشكلة صحيّة أخرى، وتشير أبحاثٌ مسبقة إلى أنَّ الاضطرابات النفسية مازالت تحيط بها وصمة عارٍ هائلة، وأنَّ هذا الموقف كثيراً ما يمنع الناس من السعي للحصول على المساعدة الطبية.
لكنّ الحقيقة أنَّ الناس معرّضون للإصابة بتلك الأمراض، ويرجع هذا غالباً لعوامل بيولوجية وبيئية، لذا لا يجب على أحد الشعور بالعار لكونه يمرُّ بها.
المصدر: هافينغتون بوست