توجه النائب السابق اميل لحود في بيان “بالتهنئة الى اللبنانيين على بصيص الديموقراطية الذي أبصروه بعد طول انتظار عانوا فيه التمديد تلو الآخر، على الرغم من أن الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري شابته بعض الشوائب”.
ولفت لحود، الى أن “هذه الانتخابات كشفت عن مدى استعداد الأحزاب المتناحرة لإتمام تسوية مع خصومها ولو من أجل كرسي بلدي أو اختياري”، ما يؤكد أن “الخلافات التي دفع كثيرون ثمنها في بعض الأحيان دما وتضحيات، بالإضافة الى الأذى الاقتصادي الذي نتج عنها، كانت مجرد شكليات لتجييش الناس في زمن الأزمات ثم تجييشهم للتصويت الى التوافق في زمن المصالح”.
وشدد على ان “الذرائع كلها سقطت من أمام إجراء انتخابات نيابية، ما يؤكد من دون أدنى شك أن التمديد للمجلس النيابي له أسباب متصلة برغبة النواب بحرمان اللبنانيين من فرصة تغييرهم بحجة الظروف غير المتاحة التي شرعها المجلس الدستوري”، مشيرا الى أن “الوسيلة الوحيدة لتحسين التمثيل هي في اعتماد النسبية لتأمين مشاركة الجميع وعدم تغييب أي فئة”.
وأضاف لحود “عبرت فئة كبيرة من اللبنانيين عبر الحراك الشعبي ومواقع التواصل الاجتماعي عن رفضها لهذه الطبقة السياسية ويأسها منها، خصوصا بعد ما عاناه اللبنانيون نتيجة أزمة النفايات، إلا أن هذه الفئة بالذات لم تقبل على الاقتراع والتعبير عن الرأي والسعي الى التغيير، وعليها أن تتحمل المسؤولية لأنها لم تستفد من الفرصة”.
وسأل “ألا يجدر أن نطرح علامات استفهام عن سبب التسابق وصرف المبالغ المالية الضخمة من أجل الوصول الى مواقع بلدية، أم أن التسابق الفعلي هو على صناديق البلديات في ظل العجز الذي تعاني منه غالبية الإدارات والمجالس والصناديق الأخرى، بعد أن نظفها الأوصياء عليها بالهدر والسرقة؟”.
واستغرب “التهنئة التي توجه بها الرئيس سعد الحريري الى لائحة بيروت مدينتي”، مؤكدا أنه “كان الحري به إشراكهم بدل محاربتهم”، ومستغربا، في الوقت نفسه “تركيز البعض في حملاته الانتخابية على العالم الافتراضي أكثر من الواقعي”، متناسيا “أن ما يحتسب في ختام اليوم الانتخابي هو عدد الأصوات لا اللايكات”.
وتابع لحود “أغرب ما في هذه الانتخابات أن من يخوضها، مثل السيد سمير جعجع، تحت عنوان التوافق في منطقة، يشن حربا شعواء على حلفائه في منطقة أخرى ويجعل من الناس وقودا لمعارك مصالحه وشعاراته، ولا يتردد في حرقهم في هذه المعارك بانتظار تسوية أخرى في المستقبل، والأمر سيبقى متاحا له ولغيره من السياسيين ما دام الناس ينشطون اعتراضا على مواقع التواصل الاجتماعي طوال أيام السنة ثم يبقون في منازلهم يوم الانتخاب وفرصة التغيير، وما نخشاه أن هذا الواقع الذي بلغه الناس هو ما يشجع السياسيين على المضي في نهجهم”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام