ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين(ع) في برج البراجنة، قال فيها: “ما نشهده في مناطقنا من ممارسات وسلوكيات، فيها الكثير من التجاوز والتعدي والتفلت الأخلاقي والقيمي والمجتمعي، يثير الريبة والقلق، ويؤشر إلى أن الأوضاع لمزيد من التأزم والانفلاش، وهذا لا ينسجم ولا يتماهى مع مبادئنا وقيمنا وديننا، ولا يجوز أن يكون مقبولا أو مسكوتا عنه من قبل أي عاقل، وأي مؤمن، ما يعني أننا أمام تحد كبير إزاء ما يجري من فوضى وعدم التزام بالقانون، ومن حالات قتل وسلب واحتيال وفساد وتجارة مخدرات. كل هذا يدفعنا إلى ردة فعل يجب أن تكون قوية وحاسمة، تبدأ بمراجعة ومحاسبة أنفسنا واعتماد منطق النصح والتوجيه وتصحيح هذه المشهديات المنفرة والخطرة، بانتظار قيام الدولة العادلة العتيدة”.
ولفت سماحته الى أن “لبنان لا يستمر بالتجاذبات الإقليمية والدولية، ولا يمكن أن يحمي صيغته ويحافظ على ثوابته وهو على هذا النحو من الصراع السياسي، وبهذه الوتيرة المتشنجة في الخطاب الطائفي والمذهبي الذي بلغ حدود التحريض وشد العصبيات وتحريك النعرات في وقت نحن بحاجة ماسة إلى تعزيز الإرادة الوطنية، والتمسك بما يوحد ويجمع، لا بما يفرق ويشتت ويقسم”.
أضاف الشيخ قبلان: “في ظل ما يرسم للمنطقة وبالخصوص في سوريا والعراق وما يطرح من خرائط لمناطق وجغرافيات آمنة وغير آمنة، يجب أن يشكل دافعا ينبهنا إلى المخاطر التي قد تلحق بنا كوطن وكشعب، إذا لم نحسم خياراتنا الوطنية، ونعمد إلى تحصين وتحسين واقعنا بالخروج من هذه الجدليات والمشاحنات السفيهة، والدخول في حوارات جدية وصادقة من أجل التوصل إلى قانون انتخابي يعيد الاعتبار للمواطن ويلغي الامتيازات ويتنازل فيه الجميع لمصلحة لبنان الوطن والدولة والشراكة”.
وختم: “إننا مع القضية الفلسطينية العادلة والمحقة، ومع إخواننا الأسرى، ومع كل تحرك ومسعى يعيد للشعب الفلسطيني حقه في العودة وإقامة دولته عاصمتها القدس الشريف. نعم نحن مع العرب حينما تكون الوجهة فلسطين، ولسنا معهم حينما تكون أجندتهم إسقاط دمشق، لذا ندعوهم إلى طي صفحة الخلافات والتصالح فيما بينهم والرهان على تضامنهم وتعاونهم والوقوف معا في مواجهة لمخططات تفتيت المنطقة والهيمنة على شعوبها ونهب خيراتها”.