أظهرت تقديرات أولية لمكتب الإحصاءات التابع للاتحاد الأوروبي « يوروستات» أن اقتصاد منطقة اليورو بدأ العام بنمو قوي تجاوز بكثير الاقتصاد الأمريكي.
وقال «يوروستات» إن الناتج المحلي الإجمالي لتسعة عشر دولة في منطقة اليورو في الشهور الثلاثة الأولى من العام نما بنسبة 0.5 ٪ على أساس فصلي و1.7 ٪ على أساس سنوي وهو ما يتماشى مع توقعات السوق.
والتوقعات الفصلية تعني أن معدل النمو السنوي لمنطقة اليورو سيسجل 1.8 ٪.
وأظهرت تقديرات أمريكية أن الاقتصاد حقق معدل نمو سنوي بلغ 0.7 ٪ في الربع الأول وهو أضعف أداء له منذ الشهور الثلاثة الأولى من عام 2014.
وعدل « يوروستات» بياناته السابقة للنمو الفصلي في منطقة اليورو للربع الأخير من عام 2016 صعوديا من 0.4 ٪ إلى 0.5 ٪.
وعلى أساس سنوي حقق اقتصاد منطقة اليورو في الربع الأخير من العام الماضي نموا بلغت نسبته 1.8 ٪ مقابل 1.7 ٪ في تقديرات سابقة.
ولم ينشر» يوروستات» تفاصيل نمو الناتج المحلي الإجمالي لكن خبراء اقتصاد توقعوا أن يكون نمو منطقة اليورو قائم في معظمه على الاستهلاك المحلي والاستثمار.
وبهذه البيانات يظهر اقتصاد المنطقة تماسكاً رغم جميع نقاط الغموض التي تثقل اقتصادها على غرار الانتخابات الرئاسية الفرنسية ومفاوضات انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي «بريكست».
وصرح المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية بيار موسكوفيسي لوكالة فرانس برس أن «النمو موجود وواصل الارتفاع بوتيرة ثابتة في مطلع 2017». فالنمو تعزز، بحسب قوله، بفضل السياسة النقدية التي اعتمدها البنك المركزي الاوروبي و»ثقة المستهلكين والشركات الكبرى وتحسن التجارة العالمية منذ الصيف الفائت».
لكن المسؤول الفرنسي أشار إلى أن نسب البطالة المتفاوتة جدا في منطقة اليورو – 9,5% لمجمل المنطقة في آذار/مارس، مقابل 3,9% في ألمانيا، 10,1% في فرنسا، و18,2% في اسبانيا – تثبت عدم استفادة الدول من هذا التحسن بشكل متواز.
وقال «هذه هي الفروقات الاقتصادية التي يجب معالجتها إذا أردنا إضعاف الشعبوية في أوروبا».
من جهته اعتبر المحلل الاقتصادي في مصرف «اي ان جي «الهولندي بيرت كولين ان «اقتصاد منطقة اليورو يثبت قدرته على مقاومة نقاط الغموض السائدة داخليا كما في الخارج».
بالفعل يواجه الاوروبيون سلسلة تحديات في مسارهم هذا العام، من انطلاق مفاوضات «بريكست «إلى الانتخابات الفرنسية في الربيع والالمانية في الخريف، إضافة الى السياسة الأميركية التي تبدو شديدة التقلب منذ وصول دونالد ترامب الى الرئاسة وتبنيه مواقف حمائية جدا.
في المقابل أكد كولين ان اقتصاد منطقة اليورو «أكثر صلابة مما توقع كثيرون في نهاية العام».
في 10 نيسان/ابريل قدر البنك المركزي الأوروبي ان انتعاش النمو جار في المسار الصحيح، بعد شهر على زيادة طفيفة لتوقعاته للنمو في 2017 التي عدلت الى 1,8% مقابل 1,7% متوقعة سابقا.
في توقعات الشتاء الصادرة في 13 شباط/فبراير قدرت المفوضية الاوروبية من جهتها نمو منطقة اليورو بنسبة 1,6% في 2017 و1,8% في 2018، بعد %1,7 في 2016. وستنشر توقعاتها الربيعية في 11 أيار/مايوالجاري.
و لم تقدم « يوروستات» تفاصيل النمو لكل بلد في الفصل الاول. لكن «البيانات الوطنية المنشورة سابقا تشير إلى نمو سليم في اسبانيا وبلجيكا والنمسا فيما بدا متباطئا في فرنسا بسبب عوامل مؤقتة»، على ما صرح المحلل لدى «كابيتال إيكونومكس» جاك آلن.
وتسارع النمو في الفصل الأول بعض الشيء في إسبانيا (+0,8% مقابل 0,7% في الفصل السابق) وبلجيكا (+0,5% مقابل +0,4%) والنمسا (+0,6% مقابل 0,5%).
اما في فرنسا فبلغ ارتفـــاع إجمالي الناتج الداخلي 0,3% في الفصل الأول، أي دون 0,5% المسجلة في الفترة نفسها من 2016، وذلك يعود بشكل أساسي الى نتائج مخيبة في التجارة الخارجية.
وفي ألمانيا التي لم تنشر أرقامها حتى الآن، يتوقع نمو إجمالي الناتج الداخلي بنسبة تتراوح بين 0,7 و0,8% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري بحسب «كابيتال إيكونوميكس».
في الإجـــمال في الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الاوروبـــي، شـــهد النمو الاقتصادي بعض التباطؤ في الفصل الأول فبلغ +0,4% مقابل +0,6% في الفصل الاخير من 2016.
المصدر: وكالات