تجاوزاً لمسألة ما اذا كان التطور العسكري الذي وقع قبل ايام في سوريا بالتدخل الاميركي المباشر بحجة وزعم استخدام “الكيميائي” ، سيتكرر في سيناريوهات مماثلة قائمة على كذبة الكيميائي ، ام ان الاميركي اكتفى بما قام به، فإن الحديث عن انظمة الدفاع الجوي السوري يأخذ حيزا من الاهتمام ، في ظل اي تطور عسكري محتمل.
وموضوع قدرات الدفاعات الجوية السورية هو مدار متابعة في هذا المجال ليس بعد الضربة الاميركية فحسب بل منذ الغارة الصهيونية التي تصدت لها الدفاعات الصاروخية السورية عبر صواريخ اس-200 بحسب اقرار العدو، وهو رد اربك الكيان الاسرائيلي ووضع قواعد اشتباك جديدة واظهر الارادة السورية في استخدام القدرات العسكرية الوطنية، وقد حدا هذا التطور بوزير الحرب الصهيوني الى التهديد بتدمير الدفاعات السورية .
وهنا نذكر ان بعض المتابعين والخبراء اعتبروا ان احد اهداف الضربة الاميركية كان اضعاف الدفاعات السورية وسلاح الجو السوري وان من اهداف الضربة تدمير الدفاعات الجوية السورية في مطار الشعيرات التي استهدفت الطائرات الإسرائيلية قبل ذلك.
في هذا الاطار يجمع المراقبون الروس بحسب وكالة نوفوستي على توقع ألا يكون رد موسكو على اي عدوان اميركي على سوريا ، مماثلا، أي الطلقة بطلقة، أو استهداف المدمرات الأميركية في المتوسط، وذلك تفاديا للتصعيد الذي قد يصل إلى مرحلة المواجهة المباشرة وحرب عالمية ثالثة لن تحمد عقباها.
ويرجح إيغور كوروتشينكو رئيس تحرير مجلة “الدفاع القومي” الروسية، شروع روسيا وإيران في إمداد الجانب السوري بأحدث ما لديهما من وسائط دفاع جوي، مشيرا إلى أن ذلك لم يحدث من قبل، نظرا لعدم حاجة دمشق للدفاع الجوي وانشغال جيشها بقتال “داعش” على الأرض.
يضيف أنه سيتعين في هذا الإطار على الجيش السوري تعزيز راداراته قبل كل شيء، ولا سيما تلك القادرة على اعتراض الأهداف التي تحلق على ارتفاعات منخفضة وفي مقدمتها صواريخ “تاماهوك” الأميركية.
لا يخفى على أحد كيف أخذت كوادر الدفاعات الجوية الفيتنامية على عاتقها مواجهة الغارات الأميركية بعد تلقيها التدريب اللازم على أيدي خبرائنا العسكريين، يقول هذا الخبير الروسي، مضيفا: لا أرى أي عائق يحول دون تدريب موسكو العسكريين السوريين على استخدام وسائل الدفاع الجوي الروسية الحديثة، ووضعها في خدمة الجيش السوري المؤقتة لضمان حمايته لمواقعه الاستراتيجية بمعزل عن ضباطنا.
نشير هنا من باب التذكير الى نقطتين في هذا الاطار:
– قول مسؤول بوزارة الحرب الأميركية بعد العدوان الصاروخي الاميركي “إن النظام السوري قام بزيادة دفاعاته الجوية، في الأراضي التي يسيطر عليها غرب البلاد”، موضحاً أن “النظام زاد عدد الرادارات الفاعلة” في عدد من المناطق غرباً، وهذا يعني تمكين الجيش السوري من مراقبة التحركات الجوية على نطاقات واسعة.
– قول وزارة الدفاع الروسية، في أول تصريح أعقب الضربة الأميركية لمطار الشعيرات السوري أنها ستعزز قدرات الدفاعات الجوية السورية، فيما أصدر الرئيس فلاديمير بوتين أوامره لسفينة “غريغوروفيتش” الحاملة لصواريخ “كاليبر” بالتوجه العاجل إلى الساحل السوري.
وكان الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف أعلن بعد العدوان الأميركي عن عزم روسيا “القيام بسلسلة إجراءات لتعزيز فعالية منظومات الدفاع الجوي للجيش السوري لضمان حماية المنشآت الحيوية للبنية التحتية في سوريا”. ونقلت وكالات روسية عن الوزارة تقليلها من فاعلية الضربات الأميركية التي وصفتها بأنها “منخفضة للغاية” وقالت إن 23 صاروخا أصابت أهدافها لكن من غير الواضح أين سقطت الصواريخ الأخرى وعددها 36.
المصدر: موقع المنار + نوفوستي