أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبيّنا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. الأخوات الكريمات والسيدات العزيزات، السلام عليكنّ جميعاً ورحمة الله وبركاته.
إنني، وفي البداية، وفي هذه المناسبة العظيمة، أتوجّه بالتبريك إلى عزيز الزهراء عليها السلام، إلى حفيدها العظيم، مولانا صاحب الزمان بقية الله في الأراضين (أرواحنا له الفداء) وإلى جميع المسلمين والمسلمات في العالم، وإليكنّ بالخصوص، الأخوات المشاركات في هذا الحفل السنوي المبارك لإحياء هذه الذكرى العظيمة، ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وخاتم النبيّين، المكنّاة بأم ابيها والتي قال فيها أبوها رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلّم) في أكثر من مناسبة وفي أكثر من مكان وزمان وبحسب ما تنقله كتب المسلمين من الشيعة والسنة، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، لا هوى الأبوّة، ولا هوى العشيرة، ولا هوى القرابة، إن هو إلا وحي يوحى، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): فاطمة بضعة مني وهي نور عيني وثمرة فؤادي وروحي التي بين جنبيّ يسوؤني ما ساءها ويسرني ما سرّها. وقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): أما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين. وقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): فاطمة سيدة نساء أهل الجنة. وقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): إنها أفضل نساء أهل الارض. وقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): إن الله ليغضب لغضبِ فاطمة ويرضى لرضاها.
في هذه المناسبة العظيمة أتوجه بالتحية إلى كل النساء اللاتي يتحمّلن أعباء هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الأمة والمنطقة والوطن، إلى امهات وزوجات وبنات وأخوات الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين، وإلى أمهات وزوجات وبنات المقاومين والمجاهدين والمقاتلين والمدافعين في كل الساحات والميادين، إلى كل النساء اللاتي يتحمّلن فقد الأعزّة وغياب الأحبّة وتبعات الحرب والمواجهة، من التهجير إلى الغربة إلى شظف العيش، ويواجهن ذلك بثبات وصلابة واحتساب، من لبنان وفلسطين، إلى سورية والعراق واليمن والبحرين، إلى إيران وأفغانستان وباكستان ونيجيريا، وإلى كل بلداننا وساحات التحدي والصمود، وأسأل الله تعالى لكنّ ولهنّ العون والقوّة والثبات والصبر الجميل والأجر العظيم والثواب الجزيل والنهايات الطيبة في الدنيا والآخرة.
أيتها الأخوات الكريمات والعزيزات:
حديثي اليوم على قسمين: القسم الأول أتطرق فيه إلى بعض المستجدات السياسية والضاغطة في هذه الأيام، والقسم الثاني أتحدث فيه عن المناسبة ومن خلال المناسبة عن بعض المسؤوليات الملقاة على عاتق أخواتنا والنساء بالدرجة الأولى، لكن سأقدّم، خلافاً للعادة، عادة نتكلم عن المناسبة بعدها ننتقل إلى القسم السياسي، سأقدّم القسم السياسي حتى نسهّل على وسائل الإعلام، بعدها، الذي يحب أن يكمل معنا في القسم الثاني يكمل، والذي يحب أن يغادرنا “على راحته”.
في الموضوع السياسي عندي أربع عناوين إن شاء الله (أعالجها) بالسرعة الممكنة.
العنوان الأول: قبل أيام أصدرت منظمة الأسكوا التابعة للامم المتحدة تقريراً توصّف فيه أعمال الكيان الصهيوني تجاه الفلسطينيين في فلسطين، ويتهم التقرير إسرائيل بالتمييز العنصري تجاه الفلسطينيين وبإقامة نظام فصل عنصري، وطبعاً في هذا العصر في هذا الزمن، هذه من أسوأ التوصيفات والاتهامات التي توجّه إلى دولة أو إلى نظام أو إلى حكومة، قامت قيامة إسرائيل ومعها أميركا وبعض الداعمين لإسرائيل، احتجّوا بقوة على هذا التقرير، مارسوا ضغوطاً هائلة على منظمة الأمم المتحدة، باعتبار أن الأسكوا تابع لمؤسسات منظمة الأمم المتحدة وعلى الأمين العام الجديد للامم المتحدة. ومن أجل سحب التقرير، في البداية خضعت الأمانة العامة للأمم المتحدة للضغط إلى حدود القول بأنها لم تكن على علم أو أن هذا التقرير وإعلانه لم يكن منسّقاً معها.
لكن مع استمرار الضغوط الاسرائيلية والأميركية والتهديد بقطع التمويل والمساعدات، انظروا “ما هذه المنظمة ـ الأمم المتحدة ـ عندما يعطيها أحد ما فلوس ثم يهدّد بقطع الفلوس كيف تهتزّ وتُرهب” فخضع الامين العام الجديد للضغوط وأمر الأمينة التنفيذية لمنظمة الأسكوا والمقيمة في لبنان بسحب التقرير. وهذا ليس جديداً على الأمم المتحدة، فالأمين العام السابق أيضاً خضع قبل أشهر لتهديد مماثل عندما أصدرت إحدى مؤسسات ومنظمات الأمم المتحدة تقريراً تحمّل فيه النظام السعودي المسؤولية عن قتل الأطفال في اليمن، الحادثة نفسها تكررت، هددوا بقطع المال، فسحبوا التقرير وبدّلوه، الآن الشيء نفسه.
طبعاً الامينة العامة التنفيدية لمنظمة الأسكوا، سيدة عربية اسمها السيدة ريما خلف، رفضت سحب التقرير وقدّمت استقالتها من أمانة الاسكوا، وقبل الامين العام لمنظمة الاسكوا الاستقالة مباشرة.
نحن هنا أمام مشهدين، المشهد الأول، مشهد خضوع المؤسسة الدولية لأميركا وإسرائيل وهذا ليس شيئاً جديداً، وإنما نحن بحاجة في العالم العربي والعالم الاسلامي والعالم الثالث دائماً إلى أحداث لتذكّرنا بحقيقة هذه المنظمة، إنها منظمة ضعيفة هزيلة ذليلة خاضعة للإرادة الأميركية والإسرائيلية وإنها أعجز من أن تأخذ موقفاً أو تدافع عن حق أو تعيد أرضاً محتلة أو تحفظ كرامة… هذا المشهد الأول، وبالتالي هذا المشهد يعني للجميع أنه لا يمكن الرهان على هذه المنظمة وعلى قراراتها لتعيد إلينا أرضنا المحتلة في فلسطين أو في لبنان أو في الجولان، لتطلق سراح المعتقلين من السجون لتدافع عن حقوق الإنسان في منطقتنا، لتحمي الأم والطفل والثقافة والحضارة من خلال كل المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، هي أعجز من أن تفعل ذلك.
هذه الحادثة تؤكد وتشهد على ذلك، والمشهد الثاني، هو موقف سيدة عربية تضحّي بمنصبها، ولعله مصدر عيشها وأيضاً تضحي بموقعها وقد تتحمل في الآتي القريب اتهامات المعاداة للسامية، لأن كل شخص يحاسب إسرائيل يتهم بمعادات السامية، هذه السيدة اتخذت موقفاً إنسانياً وأخلاقياً وقانونياً سليماً جداً، وعبارة عن جرأة وشجاعة وإنصاف وانسجام مع الذات والضمير.
وأنا باسم كل المقاومين أحييها على هذا الموقف الكبير وأرجو أن يلقى هذا الموقف الشجاع في هذا الزمن العربي الصعب والرديء كل التقدير من قبل شرفاء هذه الأمة وأحرار هذا العالم، كما نطالب جامعة الدول العربية كما منظمة التعاون الإسلامي والدول العربية والإسلامية خصوصاً بعدم القعود والتراخي والتخاذل ومتابعة تثبيت هذا التقرير في الأمم المتحدة لأن لها نتائج مهمة على قضية فلسطين وشعب فلسطين وردع العدو وجزءاً من المعركة السياسية والإعلامية والحضارية والنفسية مع هذا الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين.
في هذا السياق يؤكد الفلسطينيون المستهدفون بالتمييز العنصري وبنظام الفصل العنصري، يؤكدون مجدداً ودائماً على روح الثبات والمقاومة وصلابة الموقف، كما شهدنا بالأمس في تشييع الشهيد المقاوم باسل محمود الأعرج في بلدته الولجة، القريبة من مدينة القدس داخل الأراضي المحتلة، وذلك الحضور الشعبي والشبابي للرجال والنساء والشباب والشابات المميز، هذا الحضور المميز والهتافات القوية والحاسمة من موقع المقاومة الواحدة في لبنان وفي فلسطين أيضاً نتوجه بالتحية والتقدير إلى روح هذا الشهيد الكبير، باسل محمود الأعرج إلى عائلته الصامدة والشجاعة وإلى أهل بلدته وإلى كل رفاقه ومن شهدنا يوم أمس، في تشييع الشهيد في التحدي الواضح للقمع الصهيوني، شهدنا قبضاتهم المرتفعة وأصواتهم العالية في تشييع الشهيد. هذا هو الخيار الحقيقي والأمل الوحيد لشعب فلسطين ولبنان وشعوب المنطقة، المتاح أمامنا، لتحرير أرضنا ومقدساتنا، وحفظ وجودنا وحقوقنا، وليس الانتظار الممل والخائب على أبواب المنظمات الدولية التي هي بحد ذاتها ذليلة وعاجزة فضلاً عن أن تكون قادرة عن فعل شيء هذا العنوان الاول.
العنوان الثاني نحكي في باللهجة اللبنانية، “بالعامية شوي”. ملف الضرائب والسلسة، سلسلة الرتب والرواتب، هذا الملف الآن يشغل اللبنانيين جميعاً، كل الشعب اللبناني “قاعد ناطر ليشوف شو بدو يصير بهيدا الملف”.
اسمحوا لي في البداية أن أقول إنه يجب مقاربة هذا الملف ومعالجته بعيداً عن المزايدات وبعيداً عن تصفية الحسابات. طبعاً هناك شيء صار بفي لأيام الماضية على مواقع التواصل الإجتماعي هناك جزء منه أكاذيب. يعني مهما كان هناك أحد مثلا يريد تصفية حساب مع قوى سياسية معينة، هناك خصومة بينه وبينها، لا يجوز بكل اأحوال أن يضع أكاذيب ويبني عليها ويوجه سهام الاتهام.
إذاً، بعيداً عن الأكاذيب لانه حُكي كتيراً عن ضرائب ليس لها أساس، ليست صحيحة أصلاً، ليس موجودة على جدول الأعمال في مجلس النواب، وأيضاً بعيداً عن المزايدات، وأنا أريد أن أقل لكل القوى السياسة ولكل الناس المتابعين في لبنان إن الشعبوية في هذا الملف لا تفيد، لأن الذي يريد استخدام الشعبوية يربح في محل ويخسر في محل آخر أو يخسر في محل ويربح في محل آخر على المستوى الشعبي.
لماذا؟ لأنه كما أن هناك ملايين، مليونين ثلاثة..، من الناس المتهيّبين والرافضين للضرائب على الفقراء وعلى ذوي الدخل المحدود كمان بالمقابل في 260 الف عائلة بالحد الادنى يعني ما يقارب المليون لبناني ينتظرون سلسلة الرتب والرواتب من سنوات، ويعتبرون هذا حقهم الطبيعي، وصحيح هذا حقهم الطبيعي.
إذاً، فإن مقاربة الموضوع بشكل شعبي أو شعبوي لا توصل إلى أي مكان، ولا يربح. هذا يربح بمكان وبخسّر بمكان. المطلوب مقاربة هذا الملف بإنصاف وبعدالة، يعني بإنصاف 260 ألف عائلة وبإنصاف للفقراء وذوي الدخل المحدود. والإنسان في هذا الموضوع يتصرف بما يمليه ضميره ومسؤوليته الوطنية والأخلاقية والدينية، وأيضاً المصلحة الوطنية. هذه كبداية، هكذا يجب أن نقارب هذا الملف.
حسناً، نحن نقارب الموضوع من زاويتين: في سلسلة الرتب والرواتب نحن نؤيدها وندعمها بقوة، بل ما هو مطروح في مجلس النواب، نحن نحاول ونسعى لأن نقوم بتحسينه أيضاً إذا أمكن. إذاً لا نقاش في هذا الموضوع، ونحن جادون وصادقون ولا نجامل 260 ألف عائلة أو موظفين. لا، بالحقيقة، هذا حق طبيعي يجب الاعتراف به ويجب تحقيقه، وهو ليس موقف سياسة ومجاملة.
من جهة ثانية هناك موضوع تمويل السلسلة. أيضاً يجب أن يكون هناك عمل جاد لتمويل السلسلة لأن “تطيير” التمويل سيؤدي إلى “تطيير” السلسلة. يعني إذا أراد أحد ما أن يزايد شعبوياً ليطيّر تمويل السلسلة فهذا يعني أن السلسلة “طارت” وسيخسر 260 ألف موظف، أي مليون إنسان.
هذان الموضوعان يجب مقاربتهما بشكل سليم. بالنسبة لنا نحن نقول ما يلي:
في موضوع الضرائب، هناك نوعان من الضرائب:
هناك ضرائب على الأملاك البحري، ضرائب على الكماليات، ضرائب على الأغنياء الكبار والشركات الكبرى. ما المشكلة أن يكون هناك ضرائب؟ في كل دول العالم هناك ضرائب. في كل دول العالم لا يقدر أحد أن يأخذ موقفاً بالمطلق ضد أي ضريبة. غير ممكن. أصلاً أي دولة لا يمكن أن تدار وتقام إلا إذا كان هناك ضرائب, لكن الضرائب يجب أن تكون عادلة، يجب أن تكون منصفة، يجب أن لا نزيد الضرائب. نحن لا نتحدث هنا بالنظريات. الفقراء وذوي الدخل المحدود هناك ضرائب مفروضة عليهم من سنوات وعشرات السنين.
نحن لا نقول: لا تفرضوا ضرائب بالمطلق. أصلاً الضرائب موجودة.
نحن نقول: لا تزيدوا الضرائب على الفقراء وذوي الدخل المحدود.
هذا الموقف بالنسبة لنا. وأنا أحب أن أذكّر: منذ عام 1992، منذ أن دخلنا إلى المجلس النيابي، نحن ملتزمون التزاماً مبدئياً حاسماً قاطعاً بهذا الموقف، ولم نصوّت في يوم من الايام ولم نرضَ في يوم من الأيام بإضافة أي ضريبة على الفقراء وذوي الدخل المحدود، وهذا ليس له علاقة بأي عهد وبأي حكومة وبأي مجلس النواب، ولا ما هو وضع البلد.
بالنسبة لنا هذا موقف أصلي مبدئي حاسم من 1992، منذ أول مشاركتنا في المجلس النيابي. إذاً ليس له علاقة بالأحداث والنقاشات الجارية.
الآن يأتي السؤال المهم: إذا لم نفرض هذه الضرائب كيف نموّل السلسلة؟
حصلت نقاشات في لجان مصغرة، في لجنة المال والموازنة النيابية، في اللجان المشتركة. عُرضت بدائل ولكن هناك ناس لا يريدون أن يسمعوا ولا يريدون أن يقبلوا.
يا أخي هناك بدائل، هناك خيارات لتمويل السلسلة، واقعية وواضحة، ولكنها تحتاج لقرار، تحتاج لقليل من الجرأة، تحتاج أن يتنازل بعض الناس عن امتيازات، أن يتنازلوا عن بعض النفقات التي لا داعي لها. عندما يقال إن الوضع المالي في البلد صعب فطبيعي أن يذهب الناس إلى بعض التقشف، لكن هناك بعض الناس لا يريدون أن يكون هناك تقشف ويريدون أن يكملوا كأن البلد ليس فيه مشكلة، ويريدون تحميل الضرائب للفقراء. هذا غير منطقي وهذا غير مقبول.
على كل حال هذا الملف يجب مقاربته ومعالجته بالطريقة التي توصل إلى نتيجة، هل نريد في هذا الملف ـ وأنا أسأل الجميع: هل نريد أن نأكل العنب أو نقتل الناطور؟ نحن نريد أن نأكل العنب، نحن لا نريد قتل الناطور. نحن لا نريد أن يُستخدم هذا الملف لتصفية حسابات سياسية مع أي أحد.
لذلك ما عرفته من خلال تواصل الأمس واليوم أنه تم اتفاق أو سيتم الاتفاق على لقاء مصغر تتمثل فيه الكتل النيابية الأساسية في المجلس النيابي كي يقوموا بإعادة نظر ونقاش. نحن من جهتنا سنقدّم طرحاً كاملاً حول البدائل. لن أتحدث عن هذه البدائل الآن في وسائل الاعلام كي لا يقال إننا نزايد على أحد ولا نريد أن نضغط على أحد ولا نريد أن نحقق كسباً سياسياً أو إعلامياً. نحنا نريد أن نأكل العنب بسلسلة الرتب والرواتب ل 260 الف عيلة و لانريد أن نطعم الحصرم لملايين ـ للأسف الفقراء ـ وذوي الدخل المحدود في البلد. لذلك لن أأذكر الأمثلة الآن، سأتركها للنقاش في اللجنة.
لكن أنا أخاطب مسبقاً اللجنة التي ستجتمع وتناقش: يجب أن تقبلوا بأخذ قرارات جريئة، بإلغاء بعض الامتيازات، بزيادة الضرائب في بعض المجالات التي تتحمل أكثر، ببعض التقشف.
أنا أقول لكم بكل صدق: يمكن تمويل سلسلة الرتب والرواتب المطروحة أمام المجلس النيابي دون أن يزاد أو يضاف ليرة واحدة على فقير أو ذي دخل محدود في لبنان، لكن هذا يحتاج إلى ممارسة جدية من قبل القوى السياسية والكتل النيابية، هو يحتاج إلى جدية لمرة واحدة .كونوا مع الفقراء والمحرومين والمستضعفين وذوي الدخل المحدود واتخذو موقفاً قوياً وجريئاً.
أما الذين يكدّسون الذهب والفضة من حساب ومن جيوب الناس ويمكنكم أن تفعلوا ذلك. شرفنا جميعاً في أن نكون مع هؤلاء الناس وقريبين من هذه الفئات. هنا القوة وهنا الشرف وهنا الكرامة، وأنا أطالب بالمناسبة جميع القوى السياسية التي أعلنت على مدى أسابيع أنها ترفض أي زيادة ضريبية على الفقراء وذوي الدخل المحدود، أن تفي بوعودها التي أعلنتها وهي قادرة أن تفي بوعودها وأن تقر السلسلة وتمويل السلسلة، ولكن المطلوب القليل من الجدية والقليل من الجرأة والقليل من الإنصاف. هذا العنوان الثاني.
العنوان الثالث: قانون الانتخاب.
اليوم ضاق الوقت، ضاق كثيراً. اللعب على حافية الهاوية بات خطيراً أيضاً. بعض القوى السياسية يؤجل ويؤجل إلى أن نصل إلى حافية الهاوية. هذه اللعبة خطيرة جداً. اليوم عندما يوضع اللبنانيون أو الشعب اللبناني أمام خيارات متل الفراغ أو التمديد أو العودة إلى قانون الستين فهم يوضعون أمام خيارات سيئة جداً ـ وأتمنى أن يسمعوني جيداً ـ خطيرة جداً، خطيرة على البلد.
الوقت انتهى، اللعب على حافة الهاوية بات مغامرة كبيرة، ليس لقوة سياسية معينة، بل لكل القوى السياسية وعلى مستوى البلد، وخطير على البلد، لذلك خلال ما تبقى من أيام يجب مقاربة قانون الانتخاب بطريقة مختلفة.
طبعا نحن موقفنا المبدئي الذي دائماً كنا نعلن عنه وعندما نُسأل في الجلسات نقول لهم بقول صدق وبماذا تريدوننا أن نحلف ايمان مغلظة، نحن لا نقوم باقتراح قانون انتخاب على قياسنا ولا حتى على قياس حلفائنا. نحن نفتش عن قانون انتخاب ليس لمرة واحدة، الذي يسنّ قانوناً لمرة واحدة يعني أنه يسن قانوناً على قياسه، يعني أنه يرى أن ظروفه الآن مناسبة، فيعمل قانوناً لمرة واحدة، مثلما كان يحصل في السابق.
نحن نقترح قانوناً دائماً للانتخابات على أساس عادل. ما نطمح اليه حقيقة هو تمثيل عادل لجميع فئات الشعب اللبناني، وأوسع تمثيل ممكن حتى للأحزاب الصغيرة وللجماعات السياسية الصغيرة وللقوى السياسية المحدودة الشعبية، “نبقى فاتحين لها الباب”، أوسع مشاركة ممكنة في مجلس النواب .هذه مصلحة وطنية وهذه ليست مصلحة حزب أو طائفة أو مذهب أو تيار.
عدالة التمثيل التي نتمسك بها جميعاً هي مصلحة وطنية، وهي من مصلحة الجميع. لكن النقاش هو ما يحقق عدالة التمثيل والتمثيل الواسع؟ هنا تعود الناس لتقيس على أحجامها، نحن عندما تحدثنا عن النسبية، بمعزل هل تريدون نسبية لبنان دائرة واحدة؟ هل تريدون محافظات خمس؟ هل تريدون أكثر من محافظات خمس؟ هل تريدون الصوت التفضيلي؟ كيف يكون الصوت التفضيلي، هذه كلها قابلة للنقاش. نحن نتكلم بمبدأ النسبية. القانون الذي يحقق عدالة تمثيل في لبنان للجميع وأوسع تمثيل للجميع، هو القانون الذي يعتمد على النسبية الكاملة. لا نريد أن نزيد حصتنا ولا نريد أن ننقص حصتنا.
نحن تنقص حصتنا وغيرنا يجب أن يقبل بأن تنقص حصته لمصلحة أن يأتي آخرون أيضاً إلى المجلس النيابي ويتمثلوا ويحضروا ويشاركوا في وضع القوانين وفي إعطاء الثقة، في مناقشة الحكومة، في انتخاب رئيس جمهورية، في تحديد سياسات البلد، ما هي المشكلة أن يكون جميع الناس في المجلس النيابي؟
ولكن يجب أن تتواضع بعض القوى السياسية قليلاً، الذي كان قد أخذ أكبر من حجمه يجب أن يقبل بأن يرجع إلى حجمه الطبيعي، هذه هي مشكلة قانون الانتخاب بالتحديد، هذه هي مشكلة قانون الانتخاب الحالي.
إذا أردنا أن نتكلم بالعدالة والإنصاف، هذه العدالة والإنصاف. اذا ضاق الوقت ولا يوجد حل آخر، نعم سندخل، ليس من باب العدالة والانصاف، وإنما من باب المعالجة، ماذا يعني المعالجة؟ يعني الاتفاق على قانون انتخاب جديد، لعدم العودة إلى الستين، لعدم الذهاب إلى التمديد، ولعدم الذهاب إلى الفراغ.
عندما نتحدث عن المعالجة يعني بطبيعة الحال يجب أن نتكلم عن تسوية، عندما نتكلم عن تسوية يعني بطبيعة الحال القوى السياسية كلها معنية بتقديم تنازلات. إذا استمر كل شخص بالتمسك بالفكرة الخاصة به وبالقانون الخاص به بالمطلق لن نصل إلى قانون جديد و”لح يفوت البلد كله بالحيط” (سيدخل في أزمة)، لا يستهيننّ أحد ـ وأكرّر ـ لا يستهيننّ أحد بالمصير الذي سيذهب إليه البلد إن لم تحسم القوى السياسية والكتل النيابية أمرها في إقرار قانون انتخابي جديد.
كلمتي اليوم فقط لأكتفي بهذا المقدار، لأقول: خلال الأيام المتبقية يجب أن يكون العمل ليلاً ونهاراً لوضع هذا القانون والاتفاق عليه، ليل نهار، هذا من أوجب الواجبات الوطنية، بل هو أوجب من الموازنة ومن السلسلة ومن تمويل السلسلة، مع أهمية هذه الملفات، لأن الموازنة والسلسة تحمل تأخيراً بعد لأسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة أو ما شاكل، وهي انتظرت سنوات، أما قانون الانتخاب فهو مصير البلد، مصير النظام السياسي، مصير الدولة، ولم يعد يتحمل الوقت. المنطقي ـ أنه إذا كنتم لا تريدون أن تذهبوا إلى العدالة والإنصاف ـ أن نقبل جميعاً بتقديم تنازلات ما، أن نقدم تنازلات ما لنحاول أن نتفق من خلال ما تبقى من أيام قليلة على قانون جديد للانتخاب.
النقطة الأخيرة بالشق السياسي: هذه الأيام هي مناسبة تعني أن الأحداث في سوريا والحرب على سوريا دخلت عامها السابع. يعني هناك أعوام ستة مضت بكل ما فيها من مآسٍ وحروب ومؤامرات ومواجهات وتضحيات جسام.
مع انتهاء العام السادس وبداية العام السابع يتطلب الأمر منا وقفة أيضاً قصيرة في هذه المناسبة، لأنها تعنينا بالدرجة الأولى.
كل الذين اجتمعوا في الأشهر الأولى من بداية الأحداث قبل ست سنوات من قوى دولية، من دول كبرى وقوى دولية ودول اقليمية، اجتمعوا، 140 دولة 130دولة 120 دولة تحت عنوان أصدقاء سوريا وتآمروا وفعلوا كل ما يستطيعون أن يفعلوه وراهنوا على إمكانية السيطرة على سوريا عام 2011 خلال شهرين أو ثلاثة أشهر.
اليوم مع انتهاء العام السادس هم أمام حقيقة دامية ومؤلمة، هي الخيبة، هي الفشل. بعد ست سنوات، هذه الدول الكبيرة والعظيمة والمهمة في العالم وفي الإقليم وصلت إلى الفشل الذريع في تحقيق هدفها خلال ست سنوات. عشرات المليارات من الدولارات، من المال العربي، تركيا لم تدفع الأموال، فرنسا وبريطانيا لم يدفعوا الأموال، كل المال الذي دُفع للحرب في سوريا هو مال عربي، كان يمكن أن يُزيل الفقر من العالم العربي، كان يمكن أن يخرج الصومال من المجاعة واليمن من المجاعة، كان يمكن أن يبني بيوت الفلسطينيين في غزة، كان يمكن أن يثبّت الفلسطينيين في بيت المقدس، كان يمكن أن يؤمن مئات آلاف فرص العمل للشباب العربي العاطل عن العمل، كان يمكن أن يمحو الأمية لمئات الملايين، للأسف عشرات ملايين الرجال والنساء في العالم العربي أميون وأميات، لم يُنفق دولار واحد في هذا المجال، وعشرات مليارات الدولارات من المال العربي أنفقت على الحرب في سوريا، على سوريا وعلى نظامها ودولتها وجيشها وشعبها وعلى محور المقاومة فيها، ومئات آلاف الأطنان من السلاح والذخيرة، وجاءوا من كل أنحاء العالم بعشرات آلاف المقاتلين، أبيض وأسود وأسمر وأحمر وأصفر والذي تريدونه، لم يدعوا لوناً، لم يدعوا لغة، لم يدعوا عرقاً، من أقصى أقاصي الدنيا أتوا بالمقاتلين، الأميركان وحلفاؤهم والمتآمرون دفعوا المال وقدموا التسهيلات وجاءوا بعشرات آلاف المقاتلين ليقاتلوا في سوريا من أجل تحقيق هدف واحد ومحدد، إسقاط سوريا، إخراجها من محور المقاومة والسيطرة عليها، على قرارها وعلى سيادتها وعلى شعبها وعلى خيراتها المودعة في أرضها وعلى كونها الممر الإستراتيجي إلى البحر المتوسط وإلى أوروبا وعلى موقعها الإستراتيجي في الصراع مع العدو الإسرائيلي.
اليوم النتيجة واضحة، خيبة وفشل وتراجع.
دعونا نتذكر قليلاً في بداية العام السابع، نتذكر بداية العام الأول، نحن لا ننكر أن جزءاً من الناس كانوا حقيقة يريدون إصلاحات ويريدون تغيير بعض الوقائع في سوريا، ولكن الذي دخل بقوة وغيّر كل هذا المسار هو القوى التكفيرية التي جيء بها من كل أنحاء العالم ورفضت أي حوار سياسي منذ الأسابيع الأولى ورفضت أي حل سياسي ورفضت أي تواصل وحسمت خيارها وذهبت إلى المواجهة المسلحة الدامية والواسعة والشاملة ورفعت شعارات طائفية وشعارات مذهبية وكشفت النقاب عن أهدافها وعدائها للمقاومة منذ الأسابيع الأولى.
حسناً، من الذي جاء بتنظيم القاعدة؟ لمَ أدخلوه إلى سوريا؟ ماذا كان إسمه؟ الدولة الإسلامية في العراق، أضافوا لها بعد ذلك والشام، بعد ذلك اختلف هؤلاء الذين اسمهم الدولة الإسلامية في العراق والشام، اختلفوا، أصبحوا جهتين، داعش وجبهة النصرة، ولكن كلهم بالحقيقة تنظيم القاعدة الموضوع عند الأميركان على لائحة الإرهاب ومجلس الأمن الدولي على لائحة الإرهاب وعند السعودية على لائحة الإرهاب وعند الأوروبيين على لائحة الإرهاب. هم جاءوا بعشرات آلاف المقاتلين الذين هم صنفوهم على لوائح الإرهاب، قدموا لهم المال والسلاح وفتحوا لهم الحدود وجاءوا بهم إلى سوريا. وهم يعترفون أنهم من صنعوا هؤلاء وهم من صنعوا داعش لتقاتل المقاومة ومحور المقاومة.
اليوم المشهد بات مختلفاً، أنا لا أريد أن أطيل كثيراً بهذه النقطة، أريد أن أقف فقط عند المستجدات، أريد أن أُذكّر بداية، بالعام الأول لم يكن يحتاج الموضوع لا كثير من الفهم السياسي ولا لأحد أن يتنبأ ويتوقع، أي أحد قد قرأ التجربة المعاصرة بأفغانستان وغير أفغانستان كان يمكن أن يصل للنتيجة التالية التي أنا قلتها لهم في الأشهر الأولى، خاطبت تنظيم القاعدة بالإسم والدولة الإسلامية في العراق والشام داعش وجبهة النصرة التي انفصلت عنها وقلت لهم: أنتم من كل الجنسيات جيء بكم إلى سوريا لتجميعكم في سوريا، جيء بكم إلى سوريا – الآن أي أحد يمكن أن يرجع إلى قبل ست سنوات – جيء بكم إلى سوريا لتجميعكم في سوريا ولاستخدامكم بالقتال لتحقيق الهدف الأميركي الإسرائيلي في المنطقة، وعندما يتم استنزافكم، سواء ربحتم أم خسرتم، سيتم القضاء عليكم. تجميعكم من أجل القضاء عليكم بعد استخدامكم، ولذلك دعوتهم في البداية أن ينتبهوا وأن يستيقظوا وأن لا يتحولوا إلى حطب، إلى حطب ووقود في نار أميركا وإسرائيل وبعض الدول الإقليمية وهي التي تتآمر عليهم أيضاً وسيدفعون الثمن.
لكن العصبية والغباء والجهل والحماقة لم تعطِ لهؤلاء أي فرصة، هم اعتبروا أنفسهم أذكياء جداً وظنوا أنهم يستغلون أميركا وتركيا والسعودية ودول العالم ودول الغرب ليتاح لهم فرصة إقامة مشروعهم الذاتي في سوريا، وكتبوا هذا في مشاريعهم الاستراتيجية، وكان هذا قمة الغباء.
اليوم ماذا يجري؟ بعد أن تحولت داعش إلى عبء على المشروع الأميركي هنا، داعش إلى نهاياتها في العراق، أسابيع، أشهر، انتهى، داعش لم يعد لها أي مستقبل عسكري أو سياسي في العراق، وأيضاً في سوريا، داعش لن يكون لها أي مستقبل سياسي أو عسكري في سوريا، في أحسن الأحوال يبقى لهم مجاميع، خلايا نائمة، ينفذون عمليات انتحارية، “بيفشّوا خلقهمط لأن العمليات الإنتحارية التي تستهدف المدنيين في بغداد أو تكريت أو دمشق أو حمص أو غيرها هي تعبير عن الفشل الإستراتيجي والفشل العسكري، عندما يزنّر قائدٌ انتحاريين ليقتل أطفالاً ونساءً وروادَ مطاعم وأناساً يسيرون في الطرقات، طلاب مدارس، هذا فاشل استراتيجياً وفاشل عسكرياً، هذا ينتقم، هذا لا يقاتل، هذا مستقبل داعش.
مستقبل النصرة نفس الشيء، اليوم داعش تُقصف من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ومن بريطانيا ومن تركيا ومن الأردن، وأيضاً تقصف من روسيا ومن القوة التي تواجهها في سوريا. وجبهة النصرة أيضاً، جبهة النصرة التي جاء بها الأميركيون وحلفاؤهم في تركيا ودول الخليج، جبهة النصرة الآن تُقصف في إدلب وفي غرب حلب، أليس هذا الذي قلناه قبل ست سنوات؟
الآن بدأت ترتفع أصوات في إدلب وفي غرب حلب أن هذه أميركا وهذا خداع أميركا ونفاق أميركا، “صح النوم”، بعدما دمرتم سوريا؟ بعدما دمرتم العراق؟ بعدما تدمرون اليمن؟ الآن استيقظتم؟ أن هذه أميركا المخادعة المنافقة التي تستخدمكم وبعد ذلك تذبحكم؟ هذه هي الحقيقة، ومع ذلك، طبعاً إسرائيل تتدخل في كل يوم وبحجج متنوعة، بحجة ضرب سلاح لحزب الله مثل ما ادّعوا أمس، بأي حجة، بحجة أنه سقطت قذيفة في الجولان المحتل أو ما شاكل، تتدخل وتقوم بقصف مواقع الجيش السوري من أجل تقديم الدعم والمساندة لداعش أو لهذه الفصائل الإرهابية.
اليوم هذا المشروع الاستكباري الإحتلالي، مشروع الهيمنة والتسلط على سوريا، أنا أقول لكم بكل صراحة فشل، وسوريا انتصرت ولكنها ما زالت تنتظر الإنتصار الكبير والحاسم.
بقية الفصائل، داعش إلى زوال وجبهة النصرة إلى زوال والفصائل الإرهابية التكفيرية إلى زوال. المسألة مسألة وقت، حتى العالم الذي دعمهم وموّلهم وساعدهم وساندهم الآن تخلى عنهم ويقاتلهم لأن السحر انقلب على الساحر، لأن العالم اكتشف أن هذه الأفعى التي جاء بها بدأت تصبح خطيرة عليه وسامة له، في باريس وفي لندن وفي ألمانيا وفي بلجيكا وفي داخل تركيا وفي داخل أميركا وفي داخل السعودية وما شاكل.
بقية فصائل المعارضة السورية، ما هي الحال التي هي عليها الآن؟ لا قائد ولا قيادة ولا جهة موحدة ولا مشروع وطني ولا يعرفون ماذا يريدون، تشتت وضياع وتيه بين السفارات وأجهزة المخابرات.
نعم يبقى رهان على شخصيات وطنية في المعارضة أو أطر وطنية في المعارضة أن تكون شريكاً في الحل السياسي والحوار السياسي لإعادة بناء سوريا من جديد.
اليوم في ذكرى ولادة بضعة رسول الله الذي بعث رحمة للعالمين، اسمحوا لي أن أجدد الخطاب لكل أولئك الذين يقاتلون في سوريا، في جبهة العدو وهم يظنون أنهم يقاتلون في جبهة الإسلام أو جبهة الأمة أو جبهة الوطن، وهم مشتبهون مئة بالمئة. اسمحوا لي أن أناديهم وأخاطبهم وأقول لهم: هذا المشروع فاشل، قتالكم لا جدوى منهم ولا أفق له سوى المزيد من القتل والقتال والدمار ونزف الدم في الطرفين، والذي يستفيد منه أميركا وإسرائيل.
أنظروا إلى نتنياهو، ذهب حبواً إلى موسكو، لماذا؟ ذهب ليتوسل عند الرئيس بوتين لأنه خائف من هزيمة داعش في سوريا، لأن هزيمة داعش عند نتنياهو هي انتصار للمقاومة ولمحور المقاومة، لأن هزيمة داعش في سوريا عند نتنياهو هي فشل للمشروع الذي دعموه على مدى ست سنوات، فذهب ليتدارك، أنه ماذا تفعلون بداعش، “طوّلوا بالكم” على داعش، وإذا حسمتم هزيمة داعش ماذا ستفعلوا بإيران وحزب الله والرئيس الأسد وببقية محور المقاومة.
لا تصدقوا أنكم في جبهة الإسلام ولا في جبهة الأمة ولا في جبهة الوطن، من حيث تعلمون أو لا تعلمون قاتلتم على مدى ست أعوام في جبهة أميركا وإسرائيل وجبهة الذين يتآمرون عليكم لقتلكم وسجنكم وذبحكم، ألا توقظكم كل هذه الدماء في سوريا والعراق؟ ألا يكفيكم هذا لتعيدوا النظر؟
أدعوهم إلى إلقاء السلاح، إلى الوقف الحقيقي للقتال، إلى وقف اطلاق النار، إلى البحث عن معالجة إنسانية وسياسية حقيقية، إلى الخروج من جبهة النفاق إلى جبهة الإسلام ومن جبهة إسرائيل وأميركا إلى جبهة الأمة ومن جبهة العدو إلى جبهة المقاومة، وما زال هذا الأمر متاحاً. التوقف عن مواصلة هذا التدمير، لا أفق لمشروعكم، محور المقاومة كما قلنا في الأيام الأولى وفي الأشهر الأولى، اليوم بعد ستة أعوام، منذ البداية قلنا إن محور المقاومة لن يهزم في سوريا ولا في العراق ولا في اليمن ولن ينكسر وها قد مضت الأعوام الستة ومحور المقاومة ينتصر في سوريا وينتصر في العراق ويصمد في اليمن وسينتصر إن شاء الله الإنتصار الحاسم والكبير.
لكن المطلوب أن يتدارك هؤلاء أنفسهم ودماءهم وأموالهم ومستقبلهم وآخرتهم أيضاً، ويعيدوا النظر في كل هذا السلوك الدامي المستمر في العراق وفي سوريا واليمن وغيره.
هذا المقدار بالسياسة، أبقي القليل من الوقت لأتكلم عن المناسبة، الآن وسائل الإعلام أحرار يكملون معنا أو يتركوننا كما يريدون.
المصدر: العلاقات الاعلامية