بعدما هيمنت عليها قضيتا الهجرة وتصاعد اليمين المتطرف، طغت الازمة مع تركيا على الحملة الانتخابية الهولندية قبل ثلاثة ايام من موعد الاستحقاق.
وكتب النائب اليميني المتطرف غيرت فليدرز على تويتر السبت “عقود من الحدود المفتوحة وهجرة بالجملة مع جنسية مزدوجة من دون اندماج وتلك هي النتيجة”، وذلك تعليقا على صورة لامراة تركية تلتقط صورة سيلفي وسط اعلام تركية امام قنصلية انقرة في امستردام.
وفي وقت يجول المرشحون في انحاء البلاد في محاولة لاجتذاب اخر المترددين قبل انتخابات الاربعاء، ازداد التوتر مع منع الوزراء الاتراك من حضور تجمعات مؤيدة للرئيس رجب طيب اردوغان في روتردام، الامر الذي جعل من الاندماج الثقافي العنوان الابرز للمناقشات.
ويحاول رئيس الوزراء مارك روته الذي يترشح لولاية ثالثة في بلاد تعد 17 مليون نسمة، ابعاد شبح فيلدرز قدر الامكان.
وصرح رئيس الوزراء الاحد للتلفزيون الهولندي العام “الخطر لا يزال فعليا بان يصبح حزب فيلدرز الحزب الاكبر حين نستيقظ في 16 اذار/مارس” اي غداة الانتخابات.
واضاف “شهدنا هذا الامر مع بريكست، اعتقدنا ان ذلك لن يحصل ثم شهدناه مع دونالد ترامب”.
واظهرت آخر استطلاعات الراي لمعهد موريس دي هون الاحد ان حزب رئيس الوزراء، الحزب الليبرالي الشعبي والديموقراطي، سيتصدر بـ 24 مقعدا من اصل 150 يضمها البرلمان، بتراجع كبير عن المقاعد الاربعين التي يشغلها حاليا.
لكن مونيكا سي ديان هو مديرة معهد كلينغندايل في لاهاي اعتبرت ان موقع رئيس الوزراء تعزز لدى الراي العام الهولندي بعد الاجراءات الحازمة التي اتخذها في الازمة مع تركيا.
وبعدما بنى خطابه طوال اشهر على التيار المناهض للهجرة في اوروبا، تراجع حزب فيلدرز “من اجل الحرية” في الاسابيع الاخيرة ولم تمنحه الاستطلاعات اكثر من 22 مقعدا.
وفيلدرز معروف بخطابه المناهض للاسلام وقد وعد اذا اصبح رئيسا للوزراء بان يغلق الحدود في وجه المهاجرين المسلمين ويحظر بيع المصاحف ويغلق المساجد.
وفي حال صدقت التوقعات وبات احد اكبر الاحزاب في البرلمان بعد الانتخابات، فسيكون من الصعب تجاهله.
من جهته، وفي محاولة لاجتذاب انصار حزب فيلدرز، وجه رئيس الوزراء دعوة الى احترام “القيم الهولندية” والتكيف معها او الرحيل.
والاسبوع الفائت، تجمع المئات في مسجدين لمناسبة حدثين منفصلين في امستردام وروتردام للاعراب عن قلقهم حيال تنامي التمييز الذي يطاولهم.
وتنبع اهمية الانتخابات في هولندا من كونها تسبق استحقاقين انتخابيين في فرنسا والمانيا، حيث يطغى ايضا صعود التيارات الرافضة لاوروبا او المناهضة للمهاجرين وخصوصا بعد بريكست.
ولكن مع تنافس اكثر من 28 حزبا ووجود 12.9 مليون ناخب، فان النتائج ستتاثر الى حد بعيد بتشتت الاصوات وقد يستغرق تشكيل الحكومة الجديدة اشهرا.
وتعهدت احزاب عدة رفض اي تحالف مع حزب فيلدرز.ومن شان نتائج الاربعاء ان تمهد لعمليات مقايضة كبيرة تستطيع الاحزاب الصغيرة اداء دور حاسم فيها، على غرار زعيم كتلة حزب الخضر غرونلينكس جيسي كلافر (30 عاما) المتحدر من اصل مغربي والذي يعتبره المراقبون نقيضا لفيلدرز.
وقال كلافر السبت لوكالة فرانس برس ان “سلاحي هما الامل والتفاؤل، نبني حركة اقوى من اي حزب في هولندا”.
واوضحت سي ديان هو انه في ما يتجاوز المنافسة التقليدية بين اليسار واليمين في الانتخابات. “شهدنا شعورا بانقسام ثقافي بين جيسي كلافر وغيرت فيلدرز”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية