رأى السيد علي فضل الله أن “الجدل السياسي بشأن القانون الانتخابي لا يزال على حاله، ولم تتبدل الصورة رغم بدء المهلة القانونية المحددة للتحضير للانتخابات النيابية، فهناك من يدعو من القوى السياسية إلى إقرار قانون عصري يلبي احتياجات اللبنانيين للتغيير، ويساهم في تجديد الحياة السياسية، ويعزز المشاركة فيها، ويمنع تهميش أي فئة، ويعتبر أن ذلك يتحقق في قانون النسبية، وهناك من يرى ضرورة التغيير، لكن بشرط أن لا يمس بمصالحه ومكتسباته التي حققها طوال السنوات السابقة، سواء داخل طائفته أو مع الطوائف الأخرى، ويرى ذلك في القانون المختلط. وهناك من يعتقد بضرورة إبقاء القانون المتبع الآن بعد تعثر الاتفاق على غيره، إضافة إلى من يمني نفسه من القوى السياسية بالتمديد، ويعتبره الأنسب، انتظارا منه لتبدل في مواقع القوى السياسية في ظل التغيرات التي قد تجري في الداخل أو في المنطقة، وتجعله قادرا على أن يفرض، ومن موقع القوة، القانون الذي يناسبه، بعدما أصبح الفراغ مرفوضا داخليا ودوليا”.
وفي خطبة صلاة الجمعة التي القاها من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، أكد السيد فضل الله “اننا في ظل كل هذه الطروحات، مع القانون الذي يضمن صحة التمثيل، ويساهم في نهوض هذا البلد وإخراجه من الركود والجمود الذي يعانيه، لكننا سنبقى ندعو إلى التوافق، ونريد فيه التوافق لمصلحة لبنان واللبنانيين، لا توافق مصالح الطبقة السابقة”.
وفي ما يتعلق بالموازنة، رأى السيد فضل الله أنه “آن الأوان لتقر هذه السلسلة حفظاً لكرامات الموظفين، وتلبية لأبسط حاجاتهم، ولا ينبغي أن توقفها قلة الموارد، لأنها لم تأخذ بعين الاعتبار عندما صرف الكثير على أمور هامشية، أو عندما تم رفع رواتب الوزراء والنواب وغيرهم. نعم، لا بد من أن يواكب ذلك تحسين المنظومة الإدارية والرقابية، ليكون العطاء مقابل عطاء”.
من جهة ثانية، أشار السيد الى أن اللبنانيين عاشوا ” خلال المرحلة الماضية التوتر بفعل التسريبات التي وصلت من مسؤولين صهاينة، بأن الكيان الصهيوني قد يقدم على ضرب لبنان”، قائلاً إنه “رغم معرفتنا بغدره، وعدم تورعه عن القيام بأي عمل عسكري عندما يشعر بأنه جاهز لذلك ويرى الظروف مهيأة، لكننا نعتبر أن هذه التسريبات تدخل في إطار الحرب النفسية، التي مع الأسف، تسوق لها جهات داخلية، فـ”إسرائيل” تدرك أن لبنان، في ظل تلاحم الجيش والشعب والمقاومة، لم يعد لقمة سائغة، وتعرف أن أي عدوان عليه لن يكون نزهة، بل سيواجه بالصمود والتحدي”. وتابع “وفي هذا المجال، لا بد من أن ننوه بالرد الصادر عن رئيس الجمهورية، الذي أكد فيه أن لبنان سيرد على أي عدوان صهيوني، وأراد من خلاله أن يثبت معادلة أن قوة لبنان لن تكون بعد اليوم في ضعفه، بل في قوته”.
وعن سوريا، قال السيد “نأمل أن تساهم الجولة الجديدة من المفاوضات، في إيجاد حل ينهي معاناة الشعب، ويعيد إلى البلد دوره. ولكن، مع الأسف، لم تنضج بعد هذه الحلول، في ظل الفرملة التي تتعرض لها من قبل قوى محلية وإقليمية، انتظارا لمتغيرات قد تحدث في السياسة الأميركية تكون لحسابها ومصالحها، وقد بدأت مؤشراتها بالظهور بالحديث عن مناطق آمنة، وما يستتبع ذلك من تقاسم نفوذ بين الدول الإقليمية والدولية، ما يعيد سوريا إلى ساحة صراع دولي وإقليمي، ويفقدها وحدتها”.
وفي السياق، اضاف السيد فضل الله “من هنا، فإننا ندعو الشعب السوري إلى التعبير عن رفضه لكل المؤامرات التي تستهدفه، من خلال إصراره على التمسك بوحدة سوريا، واستمرار سياسة المصالحات، وتعزيز فرص الحل التي تحفظ حقوق الجميع”، لافتاً الى أنه “في الوقت نفسه، لا بد من التنبيه إلى مخاطر ما يسرب في وسائل الإعلام، ومن مواقع سياسية، من العمل على إنشاء حلف من دول عربية وغير عربية بقيادة أميركا لمواجهة إيران، فنحن نشير إلى خطورة أي عمل بهذا الاتجاه، لكونه لن يساهم في علاج المشاكل والتوترات، بل سيزيدها تفاقما، ولن يستفيد منها سوى العدو الصهيوني، الذي يريد إدخال المنطقة في أتون الصراعات، لتسهيل ابتلاعه لفلسطين، وإسقاط أي موقع قوة في مواجهته. لذلك، لا بد من أن تبذل كل الجهود من أجل إعادة وصل ما انقطع بين إيران ودول عربية وإسلامية، والعودة إلى لغة الحوار التي ستؤمن، إن حصلت، مصالح الجميع، وتزيل الهواجس غير الواقعية التي تصنع في ما بينهم”.
أما في ما يتعلق بالعراق، وجه السيد فضل الله تحية الى “قواه الأمنية على التضحيات الجسام التي تقدم، والإنجازات التي تتحقق، والتي لا بد من أن تواكب بوحدة وطنية تؤمن الاستقرار الداخلي لهذا البلد، استعدادا لمرحلة ما بعد داعش، ليعود العراق قويا موحدا متضامنا”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام