اقام رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون مساء اليوم مأدبة عشاء في قصر بعبدا على شرف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والوفد المرافق. وشارك في المأدبة الى الرئيسين عون وعباس، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، والوزراء: ميشال فرعون، علي حسن خليل، جان اوغاسبيان، يعقوب الصراف، جبران باسيل، حسين الحاج حسن، نهاد المشنوق، جمال الجراح، بيار رفول، نقولا تويني، طارق الخطيب، بيار بو عاصي، اواديسكدنيان، سيزار ابي خليل، رائد خوري.
وشارك ايضا قادة الاجهزة العسكرية والامنية، وعدد من المدراء العامين وكبار موظفي القصر الجمهوري وشخصيات اعلامية، اضافة الى الوفد الفلسطيني المرافق للرئيس عباس.
وقبل بدء العشاء، عقد لقاء ضم الرئيسين عون وعباس في حضور الرئيسين بري والحريري، تم خلاله استكمال المباحثات التي اجراها الرئيس الفلسطيني بعد الظهر في قصر بعبدا مع الرئيس عون.
السجل الذهبي
وقبل دخوله الى قاعة العشاء، دون الرئيس عباس في السجل الذهبي النص التالي:
“تغمرني السعادة وانا ازور لبنان الشقيق في عهد فخامة الرئيس العماد ميشال عون، وأتيقن بأن زيارتي هذه ستوثق علاقتنا الاخوية، وستعزز سبل التعاون المشترك بين بلدينا وشعبينا، مؤكدين مجددا وقوفنا الى جانب لبنان الذي لن ننسى مواقفه وتضحياته لنصرة القضية الفلسطينية واستضافته الموقتة لشعبنا على ارضه لحين عودتهم، وسنظل دوما الى جانب لبنان في كل ما يتطلع اليه من طموحات واهداف سامية تعزز وحدة لبنان والوئام بين ابناء الشعب الواحد والصمود في وجه التحديات الراهنة.
مع اطيب تمنياتنا لفخامة الرئيس العماد ميشال عون بالصحة والسعادة والنجاح في مهامه، ولشعب لبنان وحكومته ومجلس نوابه دوام التقدم والازدهار والمستقبل”.
مأدبة العشاء
وخلال العشاء، القى الرئيس عون كلمة جاء فيها:” فخامة الرئيس محمود عباس، تحلون اليوم ضيفا على لبنان في ظل ظروف صعبة تمر بها المنطقة. ولا شك ان ما يعاني منه الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الاسرائيلي والممارسات المدانة المستندة الى مفهوم القوة، سيبقى حاضرا في كل فكر حر وقلب نابض بالديمقراطية يتوق الى الحرية والاستقلال والتجذر في الارض واستعادة الحقوق المشروعة.
نحن سنواصل العمل للوصول الى السلام الذي تستحقونه، لانه منذ مئة عام الى اليوم لم يعرف احد منا الراحة والاستقرار”.
كلمة عباس
والقى محمود عباس الكلمة التالية:”يسعدني ويشرفني ايها الاخوة والاخوات والاهل الكرام، ان ازور مجددا لبنان الشقيق، بلد العزة والكرامة والصمود، بشعبه وقيادته وقواه الوطنية، الذي سيبقى منارة الاشعاع الحضاري والثقافي في منطقتنا وفي العالم بأسره.
ان ما يزيدني سعادة هذا المساء ان اكون اول الضيوف والزائرين، وهذا تعبير عن حبنا وتقديرنا لشعب وقيادة لبنان التي تعاملت بوعي كامل وتوحدت للاستحقاق الدستوري بانتخاب فخامة الرئيس العماد ميشال عون، الامر الذي جنّب لبنان الكثير من المخاطر، واتاح الفرصة لأن تنطلق الحكومة بقيادة الاخ سعد الحريري نحو البناء والتنمية وبدعم من مجلس النواب برئاسة الاخ نبيه بري ومباركته جميع القوى الوطنية، ليواصل لبنان اداء رسالته الوطنية والقومية.
وبهذه المناسبة، اجدد شكري للشعب اللبناني على احتضانه للشعب الفلسطيني واستضافته الموقتة لحين العودة، وعلى وقوف لبنان الى جانب القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية وفي جميع المراحل. واود هنا ان اشيد بالتنسيق اللبناني الفلسطيني في معالجة اوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، واؤكد على اهمية ما تقوم به اجهزة الدولة والجيش اللبناني من دور متميز في هذا الصدد.
فخامة الرئيس، اصحاب الدولة والمعالي،
اننا نواصل جهودنا وعملنا من اجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي لبلادنا وتحقيق شعبنا لحريته واستقلاله، من خلال الادوات السياسية والدبلوماسية، ولقد احرزنا العديد من الانجازات في مجال تعميق جذور دولة فلسطين في النظام الدولي. ومن ناحية اخرى، نواصل بناء مؤسساتنا الوطنية والنهوض باقتصادنا ودعم صمود اهلنا في القدس وقطاع غزة والشتات، ومواصلة العمل لتوحيد ارضنا وشعبنا وتحقيق المصالحة الوطنية، الامر الذي سيزيد قوتنا ويساعدنا على تحقق طموحات شعبنا ونيل حريته واستقلاله في دولته بعاصمتها القدس الشرقية، وتطبيق مبادرة السلام العربية كما جاءت في قمة بيروت عام 2002.
فخامة الرئيس، الاخوات والاخوة،
نجدد الشكر لكم على ما لقيناه اليوم من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، متمنيا لكم يا فخامة الرئيس الصحة والسعادة والنجاح، ولبلدكم وشعبكم الشقيق مزيدا من التقدم والازدهار”.
تجدر الاشارة الى ان طاولات العشاء ازدانت بلوحات وصور لاشجار لبنانية وفلسطينية، مع ترتيب للزهور من وحي هذه الاشجار.
وبعد العشاء، غادر الرئيس الفلسطيني قصر بعبدا الى مقر الاقامة في فندق هيلتون – حبتور.