أشار العلامة السيد علي فضل الله الى أنه “في الوقت الذي يستمر فيه الجدل حول القانون الانتخابي، في ظل المشاريع الكثيرة المطروحة، والتجاذب بين القوى السياسية حولها، حيث يريد كل فريق القانون الذي يناسبه ويؤمن له عدم خسارة المكتسبات التي حصل عليها”، نؤكد على “أهمية الخروج بقانون يضمن سلامة التمثيل، ويساهم في تجديد الحياة السياسية، ويبعدها عن الاستئثار”. وفي السياق، لفت السيد فضل الله الى أنه “نرى أن المرحلة لن تشهد هكذا قانون، في ظل استمرار منطق التسويات بين القوى السياسية، الذي سيفضي في النهاية إلى قانون، إن لم يكن الستين، سيكون قريباً منه، ونحن نعتقد أن هذا ما تم التوافق عليه، وما يجري الآن هو عملية إخراج له إلى العلن، مع إخفاء عيوبه وتزيينه حتى يكون مقبولاً”. وأضاف فضل الله، في خطبة صلاة الجمعة التي القاها في مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، “ولذلك نقول للبنانيين الذين يحلمون بالتغيير، ويريدون أن يروا لبنان بمستوى طموحاتهم وأحلامهم، لا تنتظروا هذا التغيير من هذه الطبقة السياسية، فلن يقر أحد قانوناً يلغي به نفسه، أو يفقده مكاسب سبق وحصل عليها”.
ونوه فضل الله “بالحملة التي حصلت الأحد الماضي في مواجهة شركتي الخلوي والغبن الذي يتعرض له المواطن منهما”، مشيراً الى أنها “خطوة إيجابية نأمل أن تواكبها خطوات على أكثر من صعيد”. ورأى السيد أنه ” إذا كان هناك من يتحدث عن نفط وغاز، فهو مسار طويل، وإن بدأ العمل به الآن، فسيحتاج إلى سبع أو ثماني سنوات لتسويقه، وما يدرينا حينها كيف ستكون أسعار النفط والغاز”.
وتعليقاً على الزيارات التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال عون الى السعودية وقطر، قال فضل الله “إنَّنا مع كل ما يعزز انفتاح البلد على محيطه العربي والإسلامي، ما دام ذلك يؤمن مصلحة لبنان واللبنانيين، ويساهم في تعزيز الاستقرار الذي حصل، نظرا إلى الدور المؤثر لهذين البلدين في الساحة اللبنانية”.
وفي الشأن السوري، أكد السيد أن “القصف الَّذي حصل أمس على دمشق، يهدف من خلال العدو الاسرائيلي إلى تأكيد دوره وحضوره في الميدان السوري، وتأثيره في الحلول التي لا يراها لمصلحته”، متابعاً أنه “رغم العدوان الصهيوني والخروقات التي حدثت وتحدث على أكثر من جهة، فإن من شأن استمرار وقف إطلاق النار، تهيئة المجال لحل سياسي منتظر ينهي نزيف الدم والدمار، ويقي سوريا ممن يراهنون على تدميرها وإعادتها إلى الوراء، كي لا تؤدي أي دور في هذه المنطقة من العالم”. وأعرب السيد عن أمله أن تدعم “كل الدول المؤثرة في الداخل السوري، هذا المسار، لكونه الممر المتاح لإيقاف هذه الحرب المدمرة، التي ستصل تداعياتها إلى خارج حدود هذا البلد، في حال استمرت، ولن ينجو منها أحد”.
إلى العراق، أعرب فضل الله عن أمله في أن “تتكلل جهود القوى السياسية العراقية، بترتيب البيت العراقي، وتعزيز الوحدة بين كل مكوناته، في مواجهة اللاعبين على الوتر المذهبي والطائفي والعرقي، ممن لا يريدون للعراق الوحدة والاستقرار والقوة”.
وفي الموضوع الفلسطيني، رأى السيد أن العملية الأخيرة التي قام بها أحد الشبان الفلسطينيين في القدس “كانت تعبيراً عن روح المقاومة التي يعيشها هذا الشعب رغم كل محاولات الإخضاع والتهميش، وإن كان الكيان الصهيوني يحاول أن يضعها في خانة العمليات الإرهابية، وأن ينسبها إلى داعش، وهي بعيدة عنه”.
وعن وفاة رئيس مصلحة تشخيص النظام في ايران علي أكبر رفسنجاني، قال السيد “ودعت إيران واحداً من أركانها الذي ترك بصماته في الجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها، وكان له دوره في تحويلها إلى دولة قوية ومؤثرة لها حضورها في هذا العالم، ومنفتحة على العالم العربي والإسلامي، وهو لم يخذلها في كل الظروف، حتى لو كان ذلك على حسابه”، مؤكداً أنه “ترك برحيله فراغاً كبيراً لم يقف عند حدود إيران، بل يمتد إلى العالم الإسلامي وإلى المستضعفين في هذا العالم، الذي حمل همومه وقضاياه”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام