مجزرة في جباليا ورشقة صاروخية على غلاف غزة… وحماس تؤكد أن نتنياهو يكذب على أهالي الأسرى – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

مجزرة في جباليا ورشقة صاروخية على غلاف غزة… وحماس تؤكد أن نتنياهو يكذب على أهالي الأسرى

غزة

في اليوم التاسع من استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة، ارتكب العدو الاسرائيلي مجزرة جديدة في جباليا البلد شمالي القطاع، راح ضحيتها 11 شهيداً. وحذرت وزارة الصحة في القطاع من نقص حاد في الأدوية الأساسية وأدوية الطوارئ، مشيرة إلى أن الاحتلال دمر معظم القطاعات الصحية، مما أدّى إلى وفاة العديد من أصحاب الأمراض المزمنة بسبب نقص الأدوية. في غضون ذلك، أطلقت المقاومة الفلسطينية اليوم مجددا صواريخ باتجاه مستوطنات الغلاف. وقالت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) في بيان إنها قصفت مستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية ردا على الجرائم الإسرائيلية.

من جهته، قال جيش العدو إنه رصد صاروخين أطلقا من وسط قطاع غزة، وأضاف أن “الدفاعات الجوية اعترضت أحدهما بينما سقط آخر في منطقة مفتوحة”. من جانبها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم رصد 4 عمليات إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه الغلاف خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. وفي اليومين الماضيين، تبنت “سرايا القدس” إطلاق رشقتين صاروخيتين. وقبل ذلك، استهدفت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) “تل أبيب” بثلاثة صواريخ بعيدة المدى.

نتنياهو يكذب

بدورها، أكدت حركة حماس اليوم الأربعاء أن “العودة للحرب كان قراراً مُبيَّتاً عند رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لإفشال الاتفاق والرضوخ لابتزاز بن غفير”، محمّلة نتنياهو المسؤولية الكاملة عن إفشال الاتفاق، ومطالبة المجتمع الدولي والوسطاء بالضغط لإلزامه بوقف العدوان والعودة لمسار المفاوضات.

وأشارت الحركة إلى أن المقاومة تبذل كل ما في وسعها للمحافظة على أسرى الاحتلال أحياء، لكن القصف الصهيوني العشوائي يعرض حياتهم للخطر. كما أكدت أن نتنياهو يكذب على أهالي الأسرى حين يزعم أن الخيار العسكري قادر على إعادتهم أحياءً، موضحة أنه “كلما جرّب الاحتلال استعادة أسراه بالقوة، عاد بهم قتلى في توابيت”.

في المقابل، زعم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أن “الضغط على حماس سيتضمن الاستيلاء على أراض في غزة وأشياء أخرى لن أخوض في تفاصيلها”، مشيراً إلى أن “على “إسرائيل” أن تكمل نصرها لضمان مستقبلها وإعادة “المختطفين”، حسب زعمه. وقال “كلما استمرت حماس في رفض إطلاق سراح “المختطفين” سنزيد ممارسة ضغط يشمل الاستيلاء على الأراضي”.

كاتس يهدد وأهل القطاع مع المقاومة صفاً واحداً

في سياق متصل، هدّد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس باحتلال مزيد من الأراضي واغتيال نشطاء إذا استمرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في موقفها.

وجاءت تصريحات كاتس في أثناء تفقده مقرّ فرقة غزة التابعة لجيش الاحتلال في غلاف غزة، حيث قال “جئت إلى هنا اليوم للوقوف عن كثب على سير القتال واستعداد قوات الجيش في الميدان لمواصلة اتخاذ القرارات قدما”.

وأضاف “هدفنا الأساسي إعادة المخطوفين، وإذا واصلت حماس تعنتها ستدفع أثمانا باهظة ومتصاعدة، ومنها استيلاء على أراض واغتيال نشطاء وضرب بنى إرهابية حتى إخضاعها بالكامل”، وفق تعبيره.

من جانبهم، أكد وجهاء ومخاتير بيت لاهيا شمال قطاع غزة أنهم “يقفون في صف المقاومة الفلسطينية المشروعة، ولا يقبلون محاولات فصل بيت لاهيا وتصديرها كجسم دخيل على الحالة الثورية”. وقال الوجهاء والمخاتير في بيان إن “المسيرات العفوية التي خرجت اليوم لا يمكن أن نقبل استغلالها في مناكفة سياسية في هذه المرحلة الحساسة من الصراع مع العدو”.

وأضافوا أنهم لا يقبلون أيضاً “استغلال مطالب شعبنا المشروعة من أطراف تابعة للطابور الخامس وأشخاص مندسين لعرض صورة كاذبة عن الحالة الوطنية”، وفق تعبيرهم.

تطورات العدوان

وفي سياق تطورات العدوان، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 39 شهيداً و124 إصابة، إلى مستشفيات القطاع جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي خلال 24 ساعة الماضية، مشيرة إلى “ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 50,183 شهيدا و113,828 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر للعام 2023”.

يأتي ذلك في حين سقط 11 شهيدا بينهم أم و5 من أطفالها وإصابة عدد آخر، إثر غارتين إسرائيليتين استهدفتا فجر اليوم الأربعاء منزلا في جباليا البلد شمالي قطاع غزة.

ودمرت الغارتان المنزل المستهدف وتضررت منازل مجاورة، في حين تواجه طواقم الدفاع المدني صعوبات كبيرة في الوصول للمفقودين أسفل ركام المنزل الذي انهار بشكل كامل.

كما استشهد رجل وامرأة وسط خان يونس جنوبي القطاع في قصف من مسيرة معادية، ونقل جثمانا الشهيدين إلى مجمع ناصر الطبي في المدينة.

وفي وقت سابق، قالت مصادر طبية إن 31 فلسطينياً استشهدوا في غارات معادية استهدفت مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء.

وشيّع فلسطينيون في وقت سابق في خان يونس جنوبي القطاع جثامين شهداء غارات إسرائيلية على المدينة.

هذا واستهدفت إحدى الغارات خيمة نازحين شمالي خان يونس، وأدت لاستشهاد عائلة بأكملها، بينما أدت غارة ثانية غربي المدينة إلى استشهاد أب ونجله. كما استشهد شقيقان في قصف على منزل جنوبي المدينة.

ووسط القطاع، استشهد 5 فلسطينيين وإصابة أكثر من 20 في استهداف مربع سكني بمخيم البريج وشارع النخيل بدير البلح.

وزارة الصحة بغزة: تدهور دراماتيكي في القطاع الصحي

من جهته، المدير العام لوزارة الصحة بغزة أكد أن “المستشفيات تفتقد أبسط المقومات و80% من المرضى لا يجدون أدويتهم”، مشيراً إلى “تدهور دراماتيكي في القطاع الصحي وننتظر وفيات في كل لحظة”. وأوضح أن هناك “4500  حالة بتر بينهم 800 طفل و540 سيدة”، مناشداً “العالم الإسلامي التحرك لوقف الموت الذي تعيشه غزة”، وأن “الوقود لا يكفي إلا لـ10 أيام وتوقف المولدات سيؤدي إلى وفاة من في العناية المركزة”.

وضع كارثي

كذلك، قالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في القطاع أولغا تشريفكو إن وصول السلع إلى القطاع متوقف منذ 3 أسابيع، وهذه أطول فترة انقطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأضافت للجزيرة أن الأزمة في قطاع غزة تجلت في نقص حاد في الأغذية ومياه الشرب، وتشريد أكثر من مليون شخص.

وفي السياق ذاته، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بفلسطين إن الفرق الطبية في غزة منهكة وتحتاج إلى حماية ودعم عاجلين. وأضاف أنه تصله تقارير عن تعرض طواقم طبية وسيارات إسعاف ومستشفيات إلى هجمات. وأكد المكتب أنه لا أحد في مأمن ويجب على العالم ألا يتسامح مطلقًا مع الفظائع.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود اليوم الأربعاء إن إسرائيل تحظر فعليا الوصول إلى المياه في غزة عن طريق قطع الكهرباء والوقود، داعية للسماح بمرور المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني لتجنب مزيد من الخسائر في الأرواح.

ونقل البيان عن منسقة المياه والصرف الصحي في غزة لدى المنظمة بولا نافارو قولها “مع الهجمات الجديدة التي أسفرت عن مئات القتلى في أيام قليلة، تواصل القوات الإسرائيلية حرمان سكان غزة من المياه عبر إيقاف الكهرباء ومنع دخول الوقود، وهما من الموارد الضرورية للبنية التحتية للمياه، بما في ذلك تشغيل المضخات”.

وأضافت أن العديد من سكان غزة يضطرون إلى شرب مياه غير صالحة للاستخدام، في حين يفتقر البعض الآخر إليها تماما.

وتتوقف محطات تحلية المياه في قطاع غزة عن العمل تباعا بسبب الحصار الإسرائيلي ووقف إدخال الوقود، وتتفاقم الأزمة بعد تدمير الاحتلال أكثر من 85% من مرافق وأصول المياه في القطاع، ليواجه السكان صعوبات جمة في إبعاد شبح العطش الذي يقترب منهم.

في حين قالت منسقة الفريق الطبي لدى أطباء بلا حدود في غزة كيارا لودي، وفق البيان، إن الأمراض الجلدية التي يعانيها الأطفال الفلسطينيون هي نتيجة مباشرة لتدمير قطاع غزة والحصار الإسرائيلي المفروض عليها. وفوق كل ذلك تعاني مدينة غزة من تراكم ما يزيد على 175 ألف طن من النفايات التي تهدد بانتشار الأمراض والأوبئة بين السكان المدنيين، وفقا لمتحدث باسم بلدية غزة.

بدورها، وصفت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بأنها إبادة جماعية، وقالت إن “الناس يسمونها حربا لكن هي في الواقع ليست حربا أبدا، إنها إبادة جماعية”.

وأضافت أن “الوضع في غزة صعب جدا والناس يتعرضون للقصف يوميا ويمنع إيصال المساعدات إليهم. وأرى أنه يجب تطبيق القانون الدولي لإنقاذ الأرواح في غزة والضفة”.

كما عبر وزير الصحة البريطاني ويسلي ستريتنغ عن شعوره بالعجز نتيجة عدم قدرته على منع ما يجري في غزة، مؤكدا أن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة “غير مبررة ولا تطاق”.

وأضاف الوزير البريطاني أن الهجمات لا تخدم مصالح إسرائيل ولا يمكن تبريرها على أنها دفاع عن النفس ويجب أن تتوقف، وقال إنه محبط للغاية أن يكون عضوا بحكومة بريطانيا ويشعر بالعجز في مواجهة هذا الصراع المروع.

من جهته، قال المدير العام لوزارة الصحة بقطاع غزة منير البرش، في مقابلة مع الجزيرة، إنّ الاحتلال الإسرائيلي دمر أغلب المرافق الصحية ويمنع دخول الإمدادات من الأدوية والوقود. وأضاف أن الوضع كارثي، وأن نقص الأدوية يؤدي إلى وفاة الجرحى وبعض المرضى أصحاب الأمراض المزمنة.

المصدر: مواقع إخبارية