في اليوم الرابع من استئناف الاحتلال عدوانه على غزة، وسعت قواته توغلها في رفح بالتزامن مع قصفها المدفعي مناطق عدة بالقطاع، في حين تجاوز عدد الشهداء 100 خلال أمس الخميس لتبلغ الحصيلة حتى الآن 591 شهيدا و1042 مصابا. وقد قالت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في غزة روزاليا بولين إن أكثر من 200 طفل فلسطيني قتلوا في القطاع منذ الثلاثاء الماضي عندما استأنف العدو عدوانه على غزة. يأتي ذلك في وقت نفت فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية بشأن قطع الاتصالات أو وقف المحادثات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى.
وفي السياق، قالت الحركة “لا نزال في قلب المفاوضات، ونتابع بكل مسؤولية وجدية مع الإخوة الوسطاء”، موضحة أنه “لا نزال نتداول في مقترح ويتكوف والأفكار المختلفة المطروحة، بما يحقق إنجاز صفقة تبادل.
وفي وقت سابق، قالت حركة حماس، إن تصريحات رئيس “الشاباك” رونين بار “تكشف تلاعب المجرم نتنياهو المتعمد بملف المفاوضات، وسعيه لإفشال أي اتفاق، ثم تعطيله بعد التوصل إليه، لأهدافه السياسية الخاصة”.
وأضافت حماس في تصريح صحفي اليوم، أن “هذه الاعترافات من داخل قيادة الاحتلال تؤكد أن نتنياهو كان ولا زال هو العائق الحقيقي أمام أي صفقة تبادل”، مشيرة إلى أن “محاولات نتنياهو إبعاد شخصيات أمنية مؤثرة عن المفاوضات، يعكس أزمته الداخلية وأزمة الثقة المتفاقمة بينه وبين منظومته الأمنية، وتكشف عدم جديته في التوصل إلى اتفاق حقيقي”.
كما بينت أن تصريحات رئيس الشاباك أكدت أن “نتنياهو سعى إلى هندسة مفاوضات شكلية تُستخدم للمماطلة وكسب الوقت، دون التوصل إلى نتائج ملموسة”.
هذا وطالبت حماس “المسؤولين الأمريكيين بالكف عن تحميل حماس مسؤولية تعطيل الاتفاقات، وتوجيه الاتهام لنتنياهو، ومسؤوليته المباشرة عن استمرار معاناة الأسرى وعائلاتهم”.
وحملت المجرم نتنياهو وحكومته المتطرفة المسؤولية الكاملة عن إطالة معاناة أسراهم وعائلاتهم، مؤكدة أن “الطريق الوحيد للإفراج عن الأسرى هو وقف العدوان والعودة للمفاوضات، وتنفيذ الاتفاق بعيداً عن المناورات السياسية الفاشلة”.
ومساء الخميس، أكد رئيس الشاباك الإسرائيلي رونين بار، أن “قرار استبعاده من فريق التفاوض انعكس سلبا ولم يؤد إلى تحرير الأسرى”، مؤكدا أن الهدف من ذلك إجراء المفاوضات دون التوصل لصفقة.
والأحد الماضي، استدعى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو رئيس الشاباك رونين بار إلى مكتبه وطلب منه الإعلان عن استقالته من تلقاء نفسه إلا أن الأخير رفض، فقرر نتنياهو إقالته وسط موجة غضب وهجوم من المعارضة.
وقال بار، في رسالة لوزراء حكومة الاحتلال، إن الادعاءات التي استند لها نتنياهو ضده في قرار إقالته مجرد غطاء لدوافع أخرى غريبة ومرفوضة من أساسها. وأشار بار إلى أن قرار إقالته جاء لمنع التحقيق في أحداث 7 أكتوبر.
وخاطب وزراء حكومة الاحتلال بقوله “أنتم غير مطلعين على معظم التفاصيل بسبب توجيهات رئيس الحكومة”. وبين بار أن نتنياهو كان يمنعه من اللقاء بوزراء حكومة الاحتلال خلال السنة الماضية.
كما ذكر رئيس الشاباك في رسالته أن “”إسرائيل” تمر بمرحلة صعبة ومعقدة ولا يزال 59 أسيرا في غزة ولم نهزم حماس”.
يأتي ذلك في حين أفادت صحيفة هآرتس الاسرائيلية اليوم ايضاً بوقوع اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين محتجين على قرار إقالة بار وإفشال المفاوضات مع حماس، حاولوا اختراق حواجز خلال مسيرة احتجاجية باتجاه مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالقدس المحتلة.
تطورات العدوان
وفي اليوم الرابع لتجدد العدوان، شنّت قوات الاحتلال عشرات الغارات، موقعة المزيد من الشهداء والجرحى. وفي التفاصيل، أفاد مستشفى العودة في مخيم النصيرات بوصول إصابة لشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى المشفى جراء قصف طائرات الاحتلال في منطقة المغراقة وسط قطاع غزة.
هذا وأطلق الطيران المروحي الإسرائيلي النار شرقي بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس. وأقدم جيش الاحتلال على نسف مبنى مستشفى الصداقة التركي لمرضى السرطان ومبنى كلية الطب في الجامعة الإسلامية وسط القطاع.
⬅️ مشاهد تظهر لحظة نسف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى الصداقة التركي في محور “نتساريم” وسط قطاع غزة pic.twitter.com/a1VruuSUA7
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 21, 2025
كذلك، نفذت قوات الاحتلال صباح اليوم توغلاً في المخيم الغربي بحي تل السلطان وسط قصف مدفعي وإطلاق نار عنيف. وقصفت مدفعية الاحتلال صباح اليوم مدينة بيت لاهيا شمالي القطاع بالتزامن مع توغل تلك القوات في المنطقة الغربية للمدينة.
وأفاد مدير المستشفى الإندونيسي شمالاً أن القطاع أمضى ليلة صعبة حيث استقبلنا 43 شهيدًا و82 جريحًا، حيث شنّت طائرات الاحتلال أحزمة نارية للتغطية على توغلها غربي بيت لاهيا.
وقصفت آليات الاحتلال بلدتي خزاعة وعبسان شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وشنت طائرات الاحتلال فجر اليوم عدة غارات غربي مدينة رفح وحي الزيتون جنوب شرقي المدينة.
وبعيد منتصف الليل شنت طائرات الاحتلال غارة غربي بيت لاهيا، وقصفت طائرات الاحتلال شارع الصناعة بحي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة.
التهجير
وعلى وقع هذه التطورات، قال وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أصدر تعليمات للجيش بالاستيلاء على مزيد من الأراضي في غزة مع إخراج الأهالي منها. وزعم كاتس أنه “كلما استمرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في رفض إطلاق سراح المحتجزين ستفقد مزيداً من أراضي غزة”.
ونقلت “رويترز” عن وزير الحرب الإسرائيلي قوله “نستخدم كل وسائل الضغط العسكري والمدني بما في ذلك إجلاء سكان غزة إلى الجنوب وتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للنقل الطوعي”.
من جهته، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه “يبذل كل ما في وسعه لتحقيق هدفي الحرب المتمثلين في القضاء على حماس وإعادة المختطفين”، حسب تعبيره.
واليوم، أفاد استطلاع أجرته صحيفة معاريف الإسرائيلية بأن 89% من أنصار الائتلاف الحاكم في الكيان المحتل يعتقدون أنه “يجب الاستمرار في القتال بقوة في قطاع غزة حتى توافق حركة حماس على صفقة”. كما جاء في الاستطلاع أن 38% من الصهاينة هم مع احتلال أراض من قطاع غزة وضمها للأراضي المحتلة “إذا لم تتم إعادة الأسرى خلال أسبوعين”.
المصدر: مواقع إخبارية