قُتل 28 عنصراً على الأقل من قوات الأمن السورية التابعة للإدارة العسكرية، إثر مواجهات غير مسبوقة منذ سقوط النظام، في مناطق الساحل السوري، خصوصاً في بلدة جبلة بريف اللاذقية ومحيطها.
وبحسب وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية السورية، التي تشرف عليها الفصائل المعارضة التي تسلّمت الحكم مؤخراً بعد سقوط النظام، فقد تم إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة إلى منطقة جبلة وريفها لمؤازرة قوات الأمن العام وإعادة الاستقرار إلى المنطقة، وفق البيان الرسمي.
وفي وقت لاحق، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية بأنه تم اعتقال رئيس المخابرات الجوية السابق في سوريا بين عامي 1987 و2002، اللواء إبراهيم حويجة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر أن اللواء حويجة متهم بالإشراف على اغتيال الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط قبل 48 عاماً.
وقالت قوات الأمن التابعة للإدارة العسكرية إنها تخوض مواجهات مع مقاتلين يتبعون العقيد السابق البارز في الجيش السوري “سهيل الحسن”. وأضافت أن مقاتلين تابعين للحسن قتلوا أحد عناصر قوات الأمن وأصابوا آخرين.
وبحسب مصادر سورية، فإن التوتر بدأ في بلدة بيت عانا، مسقط رأس الحسن، بعد أن منعت مجموعة من الأهالي بالقوة قوات الأمن من توقيف مطلوب للإدارة العسكرية. إثر ذلك، بدأت قوات الأمن حملة أمنية في المنطقة تخللتها اشتباكات.
وتدخلت المروحيات التابعة للنظام الجديد في المواجهات في بيت عانا والأحراش المحيطة بها، بالتزامن مع قصف مدفعي.
وفي بيان نُشر على حسابه على فيسبوك، ندّد المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، الذي يقوده الشيخ غزال غزال، بـ”تعرض منازل المدنيين لقصف الطيران الحربي”. كما دعا إلى “اعتصام سلمي في الساحات يوم الجمعة من أجل إعلاء صوت الحق في وجه الظلم”، خصوصاً في مناطق اللاذقية وطرطوس ودمشق وحمص.
ومع شيوع مقتل عناصر قوات الأمن التابعة للإدارة الجديدة، حيث يتحدر معظمهم من محافظة إدلب (شمال غرب)، معقل هيئة تحرير الشام، تجمّعت حشود مسلحة في إدلب وغيرها من المناطق السورية، خصوصاً في حمص وحماة، دعماً للإدارة العسكرية الجديدة. في المقابل، دعت مساجد في تلك المناطق إلى “الجهاد” في الساحل السوري تحت عناوين طائفية.
كما تجمعت حشود مماثلة في مدن عدة، بينها حماة وحمص (وسط)، وحلب (شمال)، والقنيطرة (جنوب)، ودير الزور (شرق).
بالتزامن، فرضت إدارة الأمن العام في مدينتي طرطوس (غرب) وحمص “حظر تجوال عام من العاشرة مساء الخميس حتى العاشرة صباحاً (7:00 ت.غ)”.
وجاء التوتر في ريف اللاذقية، الخميس، بعد أن كانت قوات الأمن قد شنت حملة أمنية في مدينة اللاذقية الساحلية منذ الثلاثاء، أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين على الأقل.
ومنذ سيطرة السلطات الجديدة على الحكم في دمشق في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، تُسجَّل اشتباكات وحوادث إطلاق نار في عدد من المناطق، فيما تنفذ السلطات حملات أمنية تقول إنها تستهدف “فلول النظام” السابق، تتخللها اعتقالات.
وتؤكد تقارير إعلامية وشهود عيان وقوع انتهاكات تتضمن مصادرة منازل أو إعدامات ميدانية وحوادث خطف، بينما تضعها السلطات في إطار “حوادث فردية” وتتعهد بملاحقة المسؤولين عنها.
ميدانياً، سُجلت مواجهات في مناطق متفرقة من جبلة، خصوصاً في محيط الكلية البحرية، كما دارت مواجهات عنيفة في أحراش بلدتي بيت عانا والدالية في ريف اللاذقية، شاركت فيها مروحيات قوات الأمن السورية الجديدة وطائرات حربية.
كما دارت اشتباكات في محيط فرع الأمن الجنائي في اللاذقية وفي حي الزراعة بالمدينة. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لسيطرة “لواء درع الساحل” على القيادة البحرية في اللاذقية، بعد مواجهات مع قوات الامن التابعة للنظام الجديد في سوريا.
وسيطر مقاتلون من “لواء الجبل” على مناطق عسكرية، ولا سيما مطار “اسطامو” ومدينة “القرداحة”، وتحصنوا في مناطق وعرة بجبال اللاذقية، التي اتخذوها منطلقًا لعملياتهم ضد قوات الإدارة الجديدة. كما يتحصن هؤلاء المقاتلون في الأبنية، خصوصًا في مدينة جبلة، التي تشهد حرب شوارع.
لواء الجبل يسيطر على مطار سطامو بالكامل . pic.twitter.com/ql5CGVvynj
— عمر رحمون (@Rahmon83) March 6, 2025
وفي حمص، ورغم إعلان الإدارة العسكرية الجديدة عن حظر تجوال عام حتى الساعة 8:00 صباحًا من يوم الجمعة، حاولت مجموعات مسلحة اقتحام الأحياء التي يقطنها سوريون من الطائفة العلوية، بالتزامن مع سماع أصوات إطلاق النار.
المصدر: مواقع