أشارت الهيئة الإدارية في “تجمع العلماء المسلمين”، في بيانٍ صدر إثر اجتماعها الدوري، إلى أنه “منذ توليه السلطة في الولايات المتحدة الأميركية، يواصل دونالد ترامب إطلاق التهديدات يمنةً ويسرة، فلا تكاد دولة في العالم تسلم من تهديداته، سواء بالضم أو بالإزالة. والدولة الوحيدة التي استثناها من تهديداته وقدم لها دعمًا مطلقًا هي الكيان الصهيوني المؤقت، حيث كان مجرم الحرب، المطلوب اعتقاله من المحكمة الجنائية الدولية، بنيامين نتنياهو، أول من استقبله ليعبّر عن دعمه له شخصيًا، ولكيانه الغاصب، وليعلن عن نيته تهجير أهل غزة إلى دول المنطقة، لا سيما مصر والأردن والسعودية، تمهيدًا لتحويل غزة إلى منتجعٍ سياحيٍّ بعد شرائها، كما زعم”.
ولفتت الهيئة إلى أن “هذا الكلام، وإن كان خاليًا من الموضوعية والواقعية، فإنه يعكس غطرسةً تكشف عن نظرته إلى الشعب الفلسطيني، الذي لا يعترف له بأي قيمةٍ إنسانية. وهذا ما أثار حفيظة الدول التي زعم أنه سينقل الفلسطينيين إليها، مثل مصر، التي أفادت مصادر دبلوماسية فيها بأن التوتر في العلاقات المصرية – الأميركية بلغ أعلى مستوياته منذ ثلاثة عقود، والأردن، التي أعربت عن مخاوفها من أن تصبح وطنًا بديلاً للفلسطينيين”.
ورأت الهيئة أنه “كما انتهى مشروع صفقة القرن، الذي طرحه ترامب خلال ولايته السابقة، إلى مزبلة التاريخ، فإن مصير مقترحاته الجديدة سيكون مماثلًا، فغزة التي صمدت في وجه الصواريخ الأميركية وأطنان القذائف التي زودت بها الولايات المتحدة الكيان الصهيوني وانتصرَت، مستعدةٌ لخوض المعارك من جديد، مستلهمةً المقولة التي يؤمن بها كل مجاهد في فلسطين: جهادٌ إما نصرٌ أو استشهاد، وكما قال سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله: نحن لا نهزم، فإن انتصرنا انتصرنا، وإن استشهدنا انتصرنا”.
وهنأ “تجمع العلماء المسلمين” الحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام، داعيًا “اللجنة المكلفة بإعداد البيان الوزاري إلى أن يكون معبِّرًا عن طموحات وآمال الشعب اللبناني، وأن يتضمن تأكيد حق لبنان، حكومةً وشعبًا، في الدفاع عن نفسه بكل الوسائل المتاحة، وتحرير ما تبقى من أراضٍ محتلة، إضافةً إلى استعادة الودائع المنهوبة من اللبنانيين عبر المصارف، ووضع برنامجٍ واضحٍ لإعادة الإعمار، وقبول الهبات غير المشروطة المقدمة لهذا الغرض، لا سيما من الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
كما اعتبر التجمع أن “المعارك الدائرة على الحدود الشرقية مع سوريا، والتي يتعرض فيها بعض اللبنانيين لاعتداءاتٍ من قبل الجماعات التكفيرية والإرهابية، بغطاءٍ واضحٍ من هيئة تحرير الشام، يجب أن يوضع لها حدٌّ، وأن تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤوليتها في وقف هذه الاعتداءات، خاصةً مع تدخل الكيان الصهيوني لصالح تلك الجماعات”.
وأكد أن “المهلة التي منحها العدو الصهيوني في لبنان، والتي تنتهي في الثامن عشر من شباط، يجب ألا تُمدَّد، وما تردد عن طرح بنيامين نتنياهو، خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، مسألة تمديد المهلة على دونالد ترامب، لن يمر، إذ سيكون لبنان، جيشًا وشعبًا ومقاومةً، له بالمرصاد”.
كما شدد التجمع على أن “تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير أهل غزة إلى دولٍ أخرى، مثل مصر والأردن والسعودية، وتحويل غزة إلى مشروعٍ سياحيٍّ بالكامل، هي تصريحاتٌ غير واقعية، ولن تتحقق، فالمقاومة في غزة والضفة الغربية، بدعمٍ من الشعب الفلسطيني، تمتلك القدرة على إسقاط هذا المشروع”، مؤيدًا “قرار حركة حماس تعليق تنفيذ الاتفاق بسبب الخروقات الصهيونية”، مشددًا على أن “تهديد ترامب بإعادة الحرب لن يدفع الحركة إلى التراجع عن موقفها”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام