في اليوم السابع من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، سلّمت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس، المجندات الإسرائيليات الأربع اللواتي تم الإفراج عنهن في الدفعة الثانية من عملية تبادل الأسرى بين الحركة وكيان الاحتلال، إلى الصليب الأحمر. وصرّح جيش الاحتلال بأنه “تم تسليم المختطفات الإسرائيليات الأربع إلى الصليب الأحمر، وهن في طريقهن إلى قواتنا داخل قطاع غزة”، وفق تعبيره.
في المقابل، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن قوات الاحتلال بدأت بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجن عوفر غرب مدينة رام الله. وذكرت المصادر أن ثلاث حافلات تابعة للصليب الأحمر تقل 114 أسيراً فلسطينياً مفرجاً عنهم غادرت سجن عوفر الإسرائيلي.
وأضافت أن الحافلات وصلت إلى بلدة بيتونيا غرب رام الله، القريبة من السجن، في طريقها إلى مدينة رام الله، حيث حظيت باستقبال شعبي كبير.
الأسرى يرفعون شارة النصر من داخل الحافلات التي نقلتهم من سجن عوفر إلى بلدة بيتونيا ضمن صفقة طوفان الأحرار. pic.twitter.com/zJwf23D2Z7
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) January 25, 2025
كما أعلنت وسائل إعلام الاحتلال بدء نقل الأسرى الفلسطينيين من سجن “كتسيعوت” في صحراء النقب، تمهيداً لوصولهم إلى معبر كرم أبو سالم على حدود قطاع غزة. في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أنها تستعد لاستقبال 16 أسيراً فلسطينياً من سكان القطاع.
وفي سياق متصل، تحدث مراسل قناة المنار في القطاع، عماد عيد، عن تفاصيل عملية التبادل الثانية بين الاحتلال والمقاومة، مشيراً إلى الرسائل المهمة التي حملتها العملية، لا سيما فيما يتعلق بالتنظيم العالي لعناصر كتائب القسام وملابس الأسيرات وغيرها.
كما لفت مراسلنا إلى أن “المقاومة نجحت مجدداً في توجيه ضربة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، من خلال تسليم المجندات في منطقة غير متوقعة. فبينما كانت التوقعات تشير إلى أن التسليم سيتم في وسط القطاع أو جنوبه، جرت العملية في “ساحة فلسطين”، وهو معلم بارز من معالم مدينة غزة”.
ترقب في الضفة الغربية لعملية الافراج عن الاسرى الفلسطينيين
وهذه هي عملية التبادل الثانية من الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس” والاحتلال، وذلك ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. وتتضمن دفعة التبادل الثانية أسماء بارزة لأسرى محكومين بالمؤبد يُتوقّع الإفراج عنهم، مع إبعاد بعضهم إلى الخارج. ومن بين الأسماء المتوقّع الإفراج عنها اليوم: زكريا الزبيدي، أحمد البرغوثي، وائل قاسم، ومحمود عطاالله.
وفي هذا السياق، أشارت “القناة 12” العبرية إلى أنه “سيتم تقسيم الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم اليوم إلى مجموعتين: المجموعة الأولى في سجن عوفر، وهي مخصصة للأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم إلى الضفة الغربية، والمجموعة الثانية في سجن كتسيعوت في النقب، لمن سيتم إبعادهم إلى غزة أو مصر”.
هذا، وأعلن نادي الأسير الفلسطيني أن “رائد السعدي، أقدم أسير من جنين، سيتحرّر اليوم بعد 36 عاماً من الأسر في سجون الاحتلال الإسرائيلي”.
لكن مراسل قناة المنار في الضفة المحتلة، ديب حوراني، أفاد بأنه “تم استبعاد اسم الأسير زكريا الزبيدي من قائمة الأسرى المفرج عنهم اليوم”. وأوضح أن “المعلومات تشير إلى استبعاده على ما يبدو، وأن قوات الاحتلال قامت بتبديل اسمه.
وكما أُشير سابقاً، فإن الاتفاق ينصّ على معايير عامة وليس على أسماء محددة، ولذلك يُتوقّع تأجيل إطلاق سراحه إلى الدفعة الثانية أو اللاحقة”.
بدء عودة النازحين إلى شمال القطاع
كما ستبدأ، بالتزامن مع عملية التبادل الثانية، عودة النازحين إلى ديارهم في شمال قطاع غزة. وفي هذا السياق، قالت وزارة الداخلية في القطاع إنها أكملت الاستعدادات لتسهيل عودة النازحين من جنوب القطاع إلى محافظتي غزة والشمال.
وأوضحت الوزارة أن عودة النازحين ستكون يوم غدٍ الأحد، حيث سيتم فتح شارع الرشيد الساحلي للمشاة فقط بالاتجاهين ذهاباً وإياباً. كما سيتم، وفق إعلان الداخلية، فتح شارع صلاح الدين باتجاه واحد أمام عودة المركبات بكافة أنواعها من الجنوب إلى الشمال، حيث ستخضع للفحص قبل السماح لها بعبور الحاجز.
بدء توافد الأهالي إلى شارع صلاح الدين بمركباتهم للوصول لأقرب نقطة للعودة إلى مدينة غزة ومحافظة الشمال عبر حاجز “نتساريم” ابتداء من يوم غد الأحد. pic.twitter.com/HBZ64DvKA5
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 25, 2025
ووفقاً لوزارة الداخلية في قطاع غزة، سيتم فتح شارعي الرشيد وصلاح الدين في الاتجاهين بشكل كامل للمشاة والمركبات في اليوم الـ 22 من اتفاق وقف حرب الإبادة. وأكدت الوزارة أنها ستكون في خدمة النازحين، مشيرة إلى انتشار عناصرها في جميع المحافظات للقيام بواجبهم، بما في ذلك محافظتي غزة وشمال غزة.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت أنها ستفرج اليوم عن 4 مجندات إسرائيليات. وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، في بيان إن المجندات اللواتي سيتم الإفراج عنهن ضمن الجزء الثاني من اتفاق وقف إطلاق النار هنّ: “كارينا أرئيف، دانييل جلبوع، نعمة ليفي، وليري إلباج”.
وفي السياق ذاته، انتشرت عناصر كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”)، وسرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، استعداداً لبدء عملية تسليم الأسيرات الإسرائيليات في قطاع غزة.
بالصور | العشرات من العائلات النازحة في مدينة #دير_البلح تفكك خيامها وتنتقل لمنطقة قريبة من شمال #النصيرات ليكونوا أول العائدين إلى منازلهم فور انسحاب الاحتلال من حاجز “نتساريم” pic.twitter.com/zjtJSsr9iO
— قناة المنار (@TVManar1) January 25, 2025
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن “عائلات الأسيرات الإسرائيليات الأربع المقرر الإفراج عنهن تتوجه إلى منطقة رعيم استعداداً للقائهن”. كما قالت “القناة 12” الإسرائيلية إن الاستعدادات تجري لإطلاق سراح سجناء فلسطينيين من سجن كتسيعوت في النقب. وأفادت القناة بإبلاغ أهالي الأسيرات بتوقع الإفراج عنهن بحلول الساعة 12 ظهراً بالتوقيت المحلي.
كما قالت وسائل إعلام العدو إنه قد طُلب من أهالي الأسيرات التوجه إلى نقطة التجمع الأولى في منطقة رعيم تمهيداً لاستقبالهن.
ومن المتوقع أن يفرج كيان الاحتلال، اليوم السبت، عن 180 فلسطينياً، من بينهم 30 يقضون عقوبة السجن المؤبد، في إطار استئناف تبادل الأسرى وفق المرحلة الأولى في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. في حين قالت “قناة الجزيرة” إنها حصلت على قائمة الأسرى الفلسطينيين الـ200 المقرر الإفراج عنهم اليوم السبت، وأن “من بين الأسرى الفلسطينيين الـ200 المقرر الإفراج عنهم، 121 محكوم عليهم بمؤبدات و79 من ذوي الأحكام العالية”.
تجدر الإشارة إلى أنه بحسب بنود الاتفاق، تلتزم إسرائيل بالإفراج عن 50 أسيرًا فلسطينيًا مقابل كل مجندة إسرائيلية يتم إطلاق سراحها، بينهم 30 محكومًا بالمؤبد و20 من ذوي الأحكام العالية. وشهد “التبادل الأول” الذي تم في أول أيام الاتفاق الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 معتقلاً ومعتقلة من الفلسطينيين، جميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس المحتلة.
إعلام العدو: مشاهد الإفراج عن الأسيرات هزّت كل “إسرائيل”
وقال “موقع واللا” العبري إن مشاهد عملية تبادل الأسيرات الأربع من غزة كانت عرضاً صادماً هزّ كل “إسرائيل”. بدورها، أكدت “القناة 13” الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد مناقشة حول كيفية التعامل مع ما وصفته بـ “انتهاكات حماس”.
ونقل “موقع واللا” عن مصدر عسكري قوله إن “حركة حماس اختارت عناصر من نخبة القسام للظهور إلى جانب الأسيرات، وهم يحملون سلاح “تافور” الخاص بنخبة الجيش، الذي تم الاستيلاء عليه يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023″.
بدوره، وصف “موقع إكسبرس” الإسرائيلي ظهور أربعة عناصر من كتائب القسام بجانب الأسيرات المجندات وهم يحملون سلاح “تافور” الخاص بنخبة جيش الاحتلال بأنه “إهانة للجيش الإسرائيلي”.
“حماس” تكشف مصير “أربيل يهود”
وفي وقتٍ قال بيان لمكتب رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنهم “لن يسمحوا بعودة سكان غزة إلى مناطق الشمال حتى يتم ترتيب الإفراج عن المختطفة أربيل يهود”، قال مصدر قيادي في حركة (حماس) لـ “قناة الجزيرة” إنهم أبلغوا الوسطاء أن “أربيل يهود على قيد الحياة وسيتم الإفراج عنها السبت المقبل”.
وزعم بيان مكتب نتنياهو أن “حماس أخلت بالاتفاق، حيث كان من المفترض أن تشمل عملية التبادل اليوم ثلاث مجندات، إلى جانب أسيرة مدنية تُدعى أربيل يهود، وهي الأنثى الوحيدة من المدنيين المحتجزين في غزة”، حسب قول البيان.
من جهته، أعلن مصدر مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي لـ “قناة الجزيرة” أن “أربيل يهود أسيرة لدى سرايا القدس بصفتها عسكرية”، موضحاً أنها “عسكرية مدربة في برنامج الفضاء التابع للجيش الإسرائيلي”.
وأكد المصدر أنه “سيتم الإفراج عن أربيل يهود ضمن شروط صفقة التبادل المتفق عليها”، محملاً “الحكومة الإسرائيلية مسؤولية أي عرقلة لشروط الصفقة”.
المصدر: موقع المنار + مواقع اخبارية