صواريخُ فرطُ صوتيةٍ يمنيةٌ تصلُ مجدداً الى يافا الفلسطينية، وتُوصلُ رسالةً للامةِ العربيةِ انَ التخاذلَ عن واجبِ النصرةِ للحقِ الفلسطينيِّ لا يُبررُهُ ادّعاءُ تزاحمِ الاولويات، لا بحجةِ حصارٍ من هنا او ضِيقِ امكاناتٍ من هناك..
بما امكنَ – والامكاناتُ تُحدِّدُها الخياراتُ وصِدقُ القرارات – وَصَلت صواريخُ الاسنادِ اليمنيةُ الى اهدافٍ عسكريةٍ صهيونيةٍ في عمقِ فلسطينَ المحتلة، مُنزِلةً ملايينَ المستوطنينَ الصهاينةِ الى الملاجئ ، وحكومتَهم الى وحولِ خِياراتِها ، فعادَ الدمارُ في ضواحي تل ابيب ليَظهرَ على الشاشاتِ من جديدٍ بعدَ احدِ المقاومةِ اللبنانيةِ اللاهبِ الشهرَ الماضي والذي دمرَ مبانيَ في عمقِ تل ابيب.
ومن عمقِ العقيدةِ اليمنيةِ كانَ الجوابُ انه لن يُغيِّرَ في الموقفِ او يُبدِّلَ بالحسابِ عدوانٌ صهيونيٌ على الحديدة ومرافقِها المدنيةِ الحيويةِ اليومَ ولا عدوانٌ اميركيٌ بريطانيٌ قبلَ ايام..
ففي ايامِ الواجبِ القوميِّ والاسلاميِّ لن يُعِيرَ اهلُ الحكمةِ والايمانِ ايَّ اهتمامٍ لكلِّ طبولِ التهويلِ الصهيونيةِ والاميركيةِ المدعومةِ بجوقةٍ بائسةٍ عربية، ولن يُغيِّرَ العدوانُ على صنعاءَ بمسارِ الميدانِ الذي سيبقى اولويةً يمنيةً فوقَ كلِّ اعتبار، حتى وقفِ العدوانِ على غزةَ بعدَ لبنان.
وفي لبنانَ اتفاقُ وقفِ اطلاقِ النارِ لم يُوقِفِ الخروقاتِ الصهيونيةَ المستمرةَ بشكلٍ يوميٍّ على مرأَى ومسمَعِ اللجنةِ المعنيةِ بمراقبةِ تطبيقِ الاتفاق، فيما دعوةُ الاعلامِ العبريِّ لحكومتِه بدلَ استمرارِ الاستفزازاتِ في لبنانَ الذهابُ الى عملٍ جادٍّ لاعادةِ اعمارِ البنيةِ التحتيةِ في الشمالِ عسى ان يتمَ اقناعُ المستوطنين بالعودةِ الى هناك.
هنا في السياسةِ اللبنانية، كلامٌ واضحٌ ومُتقَنٌ لرئيسِ تيارِ المردة سليمان فرنجية على بعدِ ايامٍ من الجلسةِ النيابيةِ المحددةِ لانتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ في التاسعِ من كانونَ الثاني المقبل.
كلامٌ وفَّرَ على اللبنانيين الكثيرَ من التأويلات، فحَدَّدَ المسارَ بالاعلانِ عن استمرارِه مرشحاً رئاسياً، معَ الانفتاحِ على أيِّ اسمٍ يتلاءمُ مع المرحلةِ كما قال.
المصدر: المنار