في رحاب صمود لا ينكسر، وعلى أرض جبل عامل التي عانقت التاريخ بنبض المقاومة والإباء، يتجدد الوفاء لمن بذلوا التضحيات وصمدوا أمام آلة العدوان الغاشم. هنا، حيث الأمل يتشابك مع العطاء، أطلق حزب الله عملية صرف التعويضات للأسر المتضررة في منطقة جبل عامل الثانية (النبطية)، في مشهد يعكس وحدة أهل الأرض والتزام المقاومة بوعدها الراسخ لإعادة بناء ما هدمه العدوان.

وفي هذا السياق، توجه المواطنون إلى فرع مؤسسة “القرض الحسن” في النبطية، حيث تم صرف المستحقات المالية لأبناء المنطقة الذين أظهروا أسمى معاني الصمود.

وفي تصريح لموقع المنار، أكد عزّام كوثراني، مسؤول ملف مسح الأضرار في منطقة جبل عامل الثانية، أن “النصر سُطر بصبر وصمود أهلنا الشرفاء واحتضانهم للمقاومة، وببسالة المقاومين الذين أشرقت من دماء شهدائهم شمس العطاء”.

وأضاف: “أكثر من 300 مهندس ومهندسة، مدعومين بفرق ميدانية في كافة قرى المنطقة، وبمشاركة أكثر من 1000 متطوع ومتطوعة، بذلوا جهوداً جبارة لإنجاز المهمة، حيث لا ليل أوقف عملهم ولا تعب أغمض عيونهم.”

وأوضح كوثراني أن “دماء الشهداء أولي البأس انبثقت كقوة في السواعد العاملة، ما أسفر عن إنجاز مسح دقيق وسريع لأضرار نحو 55% من الوحدات المتضررة في منطقة جبل عامل الثانية، أي ما يُقارب ثلاثين ألف وحدة سكنية.”

وأشار إلى أن “عملية تسليم الشيكات وصرف التعويضات قد بدأت من مدينة النبطية، وتشمل حالياً بدلات الأثاث والإيجار لأكثر من مئة ملف، بالإضافة إلى تعويضات أضرار عدد من الوحدات السكنية.”

وختم كوثراني قائلاً: “نعاهد أهلنا بالوفاء للوعد، إنه التزام ثابت لإعادة بناء قلاع الصمود، لتكون أجمل وأبهى مما كانت عليه.”

بهذه الخطوة، يجدد حزب الله التزامه بالوفاء لأبناء جبل عامل كما كل المناطق، ليعيد بناء ما دمره العدوان، مستندًا إلى صمود الشعب وعزيمة المقاومين، إنها رسالة أمل وعمل، تؤكد أن الإرادة الصلبة قادرة على تحويل الألم إلى قوة، والدمار إلى نهضة.

المصدر: موقع المنار