تدخل الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة يومها الـ431، على وقع مجزرة جديدة شمالاً، حيث استشهد 20 فلسطينياً على الأقل وجُرح آخرون في غارة معادية على عزبة بيت حانون، في حين استشهد آخرون بالنصيرات ورفح وحي الزيتون.
هذه المجازر المستمرة، تأتي وسط حديث في الكيان عن “قرب التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع حركة حماس”. وذلك بالتزامن مع تصريحات صادرة عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تقلل من “حالة التفاؤل” وتشكك في “صحة التقارير التي تفيد بتقدم المباحثات بشأن غزة”. في وقت قالت الخارجية القطرية إن “الاتصالات مستمرة بخصوص المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، ومن المبكر الحديث عن أي تطورات”.
أما بالنسبة للمقاومة، فقد أفادت تقارير صحافية بأن “حركة حماس” سلّمت مصر قائمة بأسماء الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين المرضى وكبار السن الذين ستفرج عنهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى أسماء عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذين ترغب المقاومة بإطلاق سراحهم ضمن الصفقة؛ في حين نقلت “فرانس برس” عن مصادر مقربة من “حماس” أن وفداً قيادياً في الحركة برئاسة خليل الحية، أطلع وزير المخابرات في مصر خلال لقاء عقد الأحد الماضي، في القاهرة، على “جهود حماس في إعداد قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة”.
وقال مصدر في الحركة لوكالة “فرانس برس إنه “لا جديد، ولم يحدث اختراق في ما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار أو صفقة الأسرى” خلال لقاء وفد حماس مع المسؤول المصري؛ علماً بأن الوفد القيادي المفاوض في “حماس” كان قد وصل إلى مصر الأحد، في زيارة استمرت أربع ساعات قبل مغادرته إلى العاصمة القطرية الدوحة.
وقالت حماس في بيان إنه تمّ خلال اللقاء “بحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة ولجنة الإسناد المجتمعي” لإدارة القطاع، مضيفاً أن “وفد حماس أكد حرصه على إنجاح هذه الجهود، وإنهاء العدوان على شعبنا”.
وفي السياق، قدّر مسؤول لدى الاحتلال، مساء أمس الإثنين، أنه “في غضون أسبوع إلى أسبوعين، سيكون من الممكن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس”، حسب زعمه، معتبراً أن “الظروف أصبحت جاهزة”، بحسب تصريحات نقلتها صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
فيما قال مصدر مقرب من حركة حماس لـ “فرانس برس” إن صفقة التبادل “ستصبح جاهزة للتنفيذ في حال موافقة “إسرائيل” على المقترح المصري”.
ومما يؤشر إلى استمرار العدو في سياسة التعنت، ما نقلته “القناة 12 ” الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين أنه “من غير الواضح ما إذا كانت حماس ستتنازل عن مطلبها بأن تتضمن الصفقة وقفًا دائمًا لإطلاق النار”، مشيرة إلى أن “حماس تدرك رفض “إسرائيل” تقديم تنازلات تتعلق بإمكانية استئناف العمليات العسكرية مستقبلًا سواء على المستوى العملي أو السياسي”، مفيدة بأن “الصفقة قد تنقسم إلى ثلاث مراحل، تشمل انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية، وفقًا لتصور حماس”.
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، يوم الخميس المقبل ليبحث هذه التطورات، وقالت القناة 12 إن “العقبة السياسية قد تشكل عائقًا” أمام إتمام الصفقة، في إشارة إلى أن نتنياهو، قد “يفشل في إقناع شركائه في الائتلاف بمقترح الصفقة”.
يأتي ذلك وسط ترقب لوصول جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن، الخميس المقبل ايضاً، إلى “تل أبيب”، حيث سيبحث مع نظرائه في الكيان “وقف إطلاق النار في لبنان، والتطورات في سورية، بالإضافة إلى المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى في قطاع غزة”.
تطورات العدوان
وبعد يوم دام استشهد فيه نحو 60 فلسطينياً في غارات للاحتلال على مناطق عدة، خاصة شمالي القطاع، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي عن ارتفاع عدد الشهداء منذ بدء الإبادة في 7 تشرين الأول/اكتوبر إلى 44 ألفاً و758 شهيداً، ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما بلغ عدد الجرحى 106 آلاف و134 جريحاً.
وأشار المكتب في تحديث لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية، إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 9905 مجازر، منها و7160 ضد العائلات، وأبادت و1410 عائلات بالكامل، حيث استشهد جميع أفرادها، ليصل إجمالي ضحايا هذه العائلات إلى 5444 شهيدا.
في التفاصيل، أفادت مصادر طبية اليوم باستشهاد 13 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على وسط القطاع منذ فجر اليوم.
كما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة باستشهاد 25 فلسطينيا وسقوط العشرات بين جرحى ومفقودين في قصف الاحتلال بناية سكنية في بيت حانون. هذا واستشهد صياد فلسطيني بنيران قوات جيش الاحتلال البحرية غربي مخيم النصيرات وسط القطاع. في وقت استشهد فيه 7 مواطنين وأصيب آخرون جراء قصف المقاتلات الحربية الإسرائيلية منزلاً في المخيم.
وأفاد الدفاع المدني باستشهاد 25 مواطناً إثر تدمير طائرات الاحتلال منزلًا فوق رؤوس ساكنيه في عزبة عبد ربه شمالاً.
كذلك، أطلقت آليات الاحتلال نيرانها بكثافة تجاه منازل المواطنين في منطقة مشروع عامر شمال غربي مدينة غزة. واعتقلت قوات الاحتلال البحرية 6 صيادين من بحر دير البلح وسط القطاع.
إضافة إلى ذلك، أعلن الدفاع المدني انتشال جثماني شهيدين جراء قصف مسيّرة إسرائيلية حي الزهور شمال مدينة رفح جنوبي قطاع. واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي، تزامنًا مع إطلاق نار كثيف، منطقتي التوام والصفطاوي شمال غربي مدينة غزة.
ونسفت قوات جيش الاحتلال منزلاً في مدينة رفح، كما نسف جيش الاحتلال منازل سكنية غرب مخيم جباليا شمالاً.
ووصل إلى مستشفى شهداء الأقصى، فجر الثلاثاء، جرحى معظمهم أطفال، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً في مخيم المغازي وسط القطاع.
إلى ذلك، أصيبت طفلة 6 أشهر في قصف الاحتلال خيمة نازحين جنوب القطاع.
ولليوم الـ 67 تواليا، يرزح شمال غزة تحت حصار وتجويع إسرائيلي وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن غزة. وتواصل قوات الاحتلال لليوم الـ 49 تعطيل عمل الدفاع المدني قسرا في مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك بدون رعاية إنسانية وطبية.
29600 من طلاب غزة تأهلوا لامتحان الثانوية هذا العام
من جهة ثانية، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم العالي، صادق الخضور، أن “260 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة يتلقون تعليمهم عبر المدارس الإلكترونية، في إطار جهود الوزارة لإنقاذ مستقبل التعليم في القطاع، الذي يواجه تحديات كبيرة بسبب الأوضاع الراهنة”.
وأوضح في تصريحات صحفية اليوم، أن “الوزارة عقدت امتحانًا إلكترونيًا لنحو 29,600 طالب وطالبة من مرحلة الحادي عشر، بهدف تأهيلهم لتقديم امتحانات الثانوية العامة”.
وقال إن ذلك ضمن مساعي الوزارة لتعزيز التعليم الرقمي وضمان استمرارية العملية التعليمية في ظل الظروف الاستثنائية.
وأكد الخضور استمرار الوزارة في إطلاق مبادرات لتطوير التعليم الإلكتروني وتقديم الدعم اللازم للطلبة، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تعكس التزام الوزارة بضمان حصول جميع الطلبة على فرص تعليمية متساوية، رغم التحديات التي تعصف بالقطاع.
وأطلقت التعليم مدارس افتراضية عبر الإنترنت لجميع الصفوف الدراسية، لكنّ الدراسة الإلكترونية “غير عملية”، كما يقول طيف واسع من الطلبة، إذ أنها تعتمد على توفر الإنترنت والكهرباء المفقوديْن منذ بداية الحرب.
وطورت الوزارة رُزماً تعليمية تغطي كافة المباحث (مع اختصارها والتركيز على النقاط المهمة مراعاة لظروف الطلبة) علاوة على اعتماد مدارس افتراضية عبر شبكة الإنترنت، والبدء في التحضير لعقد دورة خاصة لمن لم يتمكنوا من تقديم التوجيهي العام الدراسي الماضي، كما أطلقت منصات تعليمية تضم الدروس كافة “مُسجلة”.
واستشهد 11,923 طالبا فلسطينيا، وأصيب 19,199 بجروح متفاوتة منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ومنذ بدء العدوان حرم الاحتلال أكثر من 788 ألف طالب بقطاع غزة من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة.
المصدر: مواقع إخبارية