حاول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الدفاع عن نفسه خلال جلسة المحاكمة، واصفاً الاتهامات ضده بأنها “كذبة كاملة”، مؤكدًا أنه لم يتلقَ خدمات مقابل أي شيء. وانتقد التغطية الإعلامية السلبية، قائلاً إنه لو تبنى أجندة اليسار لكان قد حصل على تغطية إيجابية.
وتحدث عن عمله المتواصل لـ17-18 ساعة يوميًا، وذكر أن حياته تخلو من الرفاهية، لافتاً إلى أنه بالكاد يجد وقتًا للقراءة أو التدخين.
وفي هذا السياق، كشفت هيئة البث الإسرائيلية اليوم عن بعض ما أدلى به نتنياهو، حيث قال أمام المحكمة: أعمل من 17 إلى 18 ساعة باليوم، وأنام في وقت متاخر الساعة الواحدة.
وأضاف: أتناول الطعام في المكتب ولا أرى أطفالي وعائلتي، وأحيانا أشرب السجائر وأكره الشمبانيا وليس لدي وقت للقراءة. بدورها، ذكرت القناة 12 الاسرائيلية أن مستشاري نتنياهو سلمّوه قصاصة ورق، فيما طلب محامو الدفاع استراحة لمدة دقيقتين.
وفي ما يخص القيادة والعمل، تحدث نتنياهو عن تدريباته العسكرية، حيث تعلم أهمية تنظيم المهام يوميًا باستخدام دفتر ملاحظات شخصي. وأكد أن “رئيس الوزراء هو الشخص الأكثر أمانًا في البلاد”، مشيرًا إلى أنه خلال زيارته لبرلين، صُنف كواحد من أكثر ثلاثة أشخاص أمانًا مع الرئيس الأمريكي والبابا.
وفي معرض دفاعه عن زوجته سارة، وصف نتنياهو الهجمات ضد زوجته بـ”الظلم الكبير”، مشيدًا بدورها في مساعدة الأطفال المرضى والعائلات المحتاجة، ووصفها بأنها “امرأة ضحت بحياتها من أجل البلاد”.
وعن مبادرات زوجته، أشاد بفكرة الاخيرة لعقد لقاءات مع مدنيين في مقر إقامته الرسمي، واصفًا إياها بأنها “تتفهم النفس البشرية دون التدخل في المحادثات”.
وتُعد هذه الشهادة حدثًا تاريخيًا، كونها المرة الأولى التي يمثل فيها رئيس وزراء إسرائيلي أمام المحكمة كمتهم. وحاول نتنياهو، وهو أول رئيس وزراء لا يزال في منصبه يخضع لمحاكمة جنائية، تأجيل المحاكمة مرات عدة.
وعن سياسته الدولية، قال نتنياهو إنه لا يمكنه تذكر كل شيء، لكنه يتذكر أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما اتبع منذ دخوله إلى البيت الأبيض سياسة تقضي بأن تدفع الولايات المتحدة تحولا ضد الأفكار التي آمنت بها. وأضاف أن أوباما توجه إلى العالم الإسلامي أملا بالمصالحة مع تل أبيب.
وأشار نتنياهو في جلسة للمحاكمة، إلى أنه “بما يتعلق بإسرائيل، رأى أوباما ضرورة حيوية أن نعود إلى خطوط 1967 وأن نقيم دولة فلسطينية، وبالطبع تعيّن علي الصمود أمام ضغوط كبيرة، أمام الضغط الأول لإقامة دولة فلسطينية منذ اللقاء الأول بيننا، وكانت هناك ضغوط داخلية من جانب وسائل الإعلام التي شجعت هذا الأمر، وتطلب هذا الأمر جهدا هائلا، وليس فقط أن هذا الجهد لم ينجح، وإنما ضاعفنا البناء في في المستوطنات ولكن تعين عليّ أن أجمد” أعمال بناء كهذه.
وتابع نتنياهو أن أوباما اقترح عليه أن يحضر لزيارة سرية في أفغانستان، “وقلت له إنه عندما تنسحبون من أفغانستان ستنهار القوات التي قمتم بتدريبها، ولذلك لا يمكن الانسحاب من الضفة انطلاقا من فرضية أن الولايات المتحدة تدرب قوات السلطة الفلسطينية”.
ومثل رئيس وزراء العدو الإسرائيلي أمام المحكمة المركزية في “تل أبيب” للإدلاء بشهادته عن التهم المنسوبة إليه من النيابة العامة بالرشوة والاحتيال وإساءة الثقة، وذلك بعد 5 سنوات من تقديم لائحة الاتهام ضده.
وبدأت اليوم الثلاثاء المرحلة التي يقدم فيها المتهم نتنياهو ادعاءاته وأدلته للدفاع عن نفسه من الاتهامات ضده، كمتهم مركزي في ملفات الفساد 1000 و2000 و4000. ويتوقع أن تستمر إفادة نتنياهو عدة أسابيع، حيث تطلب المحكمة من نتنياهو المثول أمامها 3 مرات أسبوعياً ولساعات عدة حتى انتهاء “دفاعه”.
يُذكر أنه وبحسب إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإنه ولأول مرة في تاريخ الكيان “يكون رئيس وزراء في منصة المتهمين وهو على رأسه عمله”.
وفي الوقت نفسه، تجمع متظاهرون خارج أروقة المحكمة، بينهم عائلات الأسرى الاسرائيليين في غزة، الذين لا يكترث لهم نتنياهو مصراً على مواصلة عدوانه الوحشي على القطاع بعد أكثر من عام، دون اتمام اتفاق تبادل ووقف لاطلاق النار مع فصائل المقاومة الفلسطينية.
وقبالة المحكمة المركزية في “تل أبيب” اليوم، صرخ المتظاهرون “سنة على الاستباحة، لن ننسى ولن نغفر”، و”رشوة، احتيال، وخيانة الأمانة” وهي الاتهامات التي توجهها النيابة العامة ضد نتنياهو.
هذا وأدلى نتنياهو بإفادته أمام المحكمة في قاعة تحت الأرض تخضع لحراسة مشددة، والتي تم بناؤها من أجل محاكمة أعضاء في منظمات إجرامية. ودعت قيادة أحزاب اليمين أنصارها إلى الحضور إلى المحكمة، كما دعا مكتب نتنياهو وزراء وأعضاء كنيست إلى الحضور، بينهم ما يُسمى وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير.
وأوقفت المحكمة المركزية في القدس المحتلة المداولات في محاكمة نتنياهو في أعقاب العدوان على غزة ولبنان، بسبب إغلاق المحاكم، وبعد ذلك في أعقاب طلبات نتنياهو بتأجيل المحاكمة، ما أدّى إلى تأجيل الاستماع إلى إفادته لمدة نصف سنة، ثم تقرر نقلها إلى المحكمة المركزية في تل أبيب لأسباب أمنية تتعلق بحراسة نتنياهو.
ووصل نتنياهو إلى المحكمة عند الساعة العاشرة من صباح اليوم، إذ حاول الأخير تقليص عدد الأيام التي سيدلي فيها بإفادته أمام المحكمة، بحجة إدارته للإبادة المستمرة على غزة، والعدوان على سورية الآن، لكن القضاة رفضوا طلبه.
ورفض القضاة ادعاء رئيس الكنيست، أمير أوحانا، بأن على المحكمة أن تنسق معه موعد مثول نتنياهو أمامها، وذلك لأن نتنياهو متهم بمخالفات جنائية ولأنه تنازل عن حصانته البرلمانية، مؤكدين على حضور نتنياهو جميع جلسات المحكمة.
في التفاصيل، فإنه بالنسبة للملف 1000، فإن نتنياهو متهم بالحصول على منافع شخصية وهدايا ثمينة من رجال أعمال وأثرياء مقابل سعيه لمساعدتهم، وبينهم المنتج السينمائي، أرنون ميلتشين، الذي سعى نتنياهو لاستصدار تأشيرة دخول له إلى الولايات المتحدة لمدة عشر سنوات.
أما في الملف 2000، فنتنياهو متهم بأنه خلال محادثات بينه وبين ناشر صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أرنون موزيس، اقترح وقف توزيع صحيفة “يسرائيل هيوم” مجانا، مقابل تغطية داعمة له في “يديعوت”.
وفي الملف 4000، توجه اتهامات لنتنياهو بإبرام صفقة مع رجل الأعمال، شاؤل ألوفيتش، ناشر موقع “واللا” الإلكتروني، تقضي بتغطية إعلامية داعمة لرئيس الوزراء مقابل دفع مسألة دمج شركة “بيزك” للاتصالات وشركة “ييس” اللتين يملكهما ألوفيتش.
المصدر: مواقع إخبارية