هو انقلابُ الصورةِ في سوريا واِن لم يَكتمل بعد، وأبعدَ ما يكونُ عن المَنْطِقِ النُطقُ بكلامٍ قاطعٍ عن الحالِ الذي مشَت إليه الشامُ ومعها المنطقة..
انه يومٌ تاريخيٌ في الشرقِ الاوسطِ كما قال بنيامين نتنياهو، يخلقُ فرصاً جديدةً ومُهمةً جداً لاسرائيل – بحسَبِ تعبيرِه ، فماذا سيقولُ السوريون انفسُهم وجماعاتُهم المسلحة ؟ وماذا في جَعبةِ الايامِ السوريةِ بعدَ عقودٍ من الثباتِ على خطِّ العِداءِ للصهاينة ؟
أولُ القراراتِ الصهيونيةِ المبنيةِ على التطوراتِ السوريةِ المستجدة ، احتلالُ القنيطرة وجبلِ الشيخ بكاملِ قمةِ حرمون بعدَ انسحابِ الجيشِ السوريِّ منها، والسيطرةُ على المنطقةِ العازلة، وإصدارُ تحذيراتٍ لسكانِ عدةِ قرىً جنوبَ سوريا بعدمِ الخروجِ من منازلِهم لنيةِ الجيشِ العبريِّ الدخولَ اليها..
هي ساعاتٌ معدوداتٌ بعدَ دخولِ المسلحينَ دمشقَ وعمومَ المحافظات، وولادةِ سوريا جديدةٍ كما قالوا، فيما قالت الخارجيةُ الروسيةُ العارفةُ بتفاصيلِ الامورِ اِنَ الرئيسَ بشار الاسد رحلَ عن السلطةِ بعدَ مفاوضاتٍ معَ اطرافِ الصراع، واعطى تعليماتِه بضرورةِ تناقلِ السلطةِ سلمياً، بعدَ تسليمِ الجميعِ باطباقِ العالمِ على بلدٍ محاصرٍ لسنوات، ووضعِه على شفا انهرٍ من الدم، فاختارَ الاسدُ حقنَ ما امكنَ من دمِ السوريين، وسلَّمَ السلطةَ على املِ ان تَسلَمَ وَحدةُ البلاد. سَلّمَ بعدَ ان قاومَ لعقودٍ ولم يَستسلم لكلِّ الاغراءاتِ التي ارادت ان تُغيّرَ قِبلتَه السياسيةَ عن فلسطينَ وقضيتِها.. وتبقى فلسطينُ وقدسُها – ميزانَ القياسِ لصورةِ ايِّ حكمٍ جديد، كيف سيتعاملُ مع هذهِ القضية،؟ واينَها من الاولويات؟ وهل سَتُصَدِّقُ الافعالُ الاقوالَ التي كانت تترددُ على منابرِ الحكامِ الجددِ من انَ طريقَ القدسِ تمرُ من بابِ دمشق؟
على وقعِ الحدثِ كَثُرت دعواتُ الدولِ الحريصةِ على سوريا الى ضرورةِ الحفاظِ على وَحدةِ البلاد، واَن يُترَكَ لاهلِها تحديدُ مصيرِهم بايديهم لا باملاءاتٍ خارجية، فيما احتفلت دولٌ اخرى بنقلِ سوريا الى ضفةٍ مغايرةٍ لتاريخِها..
هو مشهدٌ غيرُ مسبوقٍ في سوريا منذُ أكثرَ من نصفِ قرن، فكيف سيكونُ حالُ هذا البلدِ المحوريِّ في المنطقةِ بعدَ ايامٍ وشهور؟ والاملُ باَنْ يتمكنَ اهلُه من اطفاءِ كلِّ النيرانِ والاحقادِ والاطماع ، وبناءِ وطنٍ جامعٍ في ظلِّ تحدياتِ التنوعِ العِرقيِّ والطائفيِّ والمذهبي.
المصدر: قناة المنار