أكد العلامة السيد علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، على منبر مسجد الإمام الحسنين(ع) في حارة حريك، أن العدوان الصهيوني لم يتوقف عن هذا البلد، رغم القرار الذي صدر عن هذا الكيان بالقبول بوقف إطلاق النار والتزام الحكومة اللبنانية به.
وأشار السيد فضل الله إلى أن العدو يستمر بخرق قرار وقف اطلاق النار عبر طلعاته الجوية وفي التهديد لأهالي العديد من القرى اللبنانية بمنع الدخول إليها والقصف الذي تعرضت له العديد من المواقع اللبنانية في جنوب الليطاني وفي شماله وعلى الحدود، أو في توسعة دائرة احتلاله لمساحات من الأراضي في الشريط الحدودي والتي كان قد عجز عن الوصول إليها بسبب استبسال المقاومة في الذود عنها، أو في التدمير الممنهج والتجريف للبيوت والمباني في القرى التي سيطر عليها وتحويلها إلى قرى غير صالحة للسكن.
واعتبر السيد فضل الله أن العدو يسعى من وراء خروقاته إلى إيجاد منطقة عازلة على حدود كيانه خالية من السكان وتكريس ما يدعيه من حق منحه له الاتفاق باستهداف أي منطقة في الداخل اللبناني يراها تهديدا له، وذلك بغية الظهور أمام الرأي العام داخل كيانه وخارجه بأنه لا يزال هو الأقوى والمبادر في هذه الحرب.
وبالمقابل، قال إن لبنان لبنان الرسمي يستمر بتمسكه بهذا القرار وتنفيذ بنوده وترك المجال للجنة المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار التي عليها القيام بمسؤولياتها واتخاذ كل الإجراءات التي تمنع العدو من الاستمرار في هذه الانتهاكات والتمادي فيها.
وشدد السيد فضل الله على ضرورة التطبيق الكامل لبنود الاتفاق واحترامه، وقال “يبقى على كل الدول الراعية لهذا الاتفاق وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية الإسراع بأداء دورهم وعدم التلكؤ والتباطؤ الذي لا نزال نشهده في التعامل مع خروقات العدو”.
كما دعا الدولة اللبنانية إلى الاسراع بالقيام بالدور المطلوب منها بنشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية، لكن يبقى على اللبنانيين الحذر من هذا العدو وإبقاء الجهوزية وأن تتوحد جهودهم في مواجهة أي اعتداء قد يقدم عليه بعد التصريح الذي جاء على لسان رئيس وزراء العدو بأن ما حصل هو وقف إطلاق النار فيما لم يتم بعد وقف الحرب على لبنان، وقد أثبت لبنان طوال المرحلة الماضية أنه ليس ضعيفا وليس لقمة سائغة لهذا العدو كما يشتهي.
وتابع “في هذا الوقت يستمر اللبنانيون في العمل لرفع آثار هذا العدوان الذي أصاب الحجر والبشر وهنا لا بد أن ننوه بالدور الذي قامت وتقوم به البلديات والجهات الداعمة لها، سواء في الضاحية الجنوبية أو في الجنوب والبقاع التي سارعت في أول يوم وقف إطلاق النار إلى فتح الطرقات ورفع الأنقاض رغم قلة إمكاناتها وقدراتها”.
وفي هذا السياق دعا السيد فضل الله الحكومة إلى القيام بواجبها بدعم هذه البلديات ماديا وبالإمكانات والمعدات لاستكمال دورها في رفع الركام الكبير من الأبنية.
وأضاف “فيما لا يزال المتضررون من العدوان ينتظرون من الدولة الإسراع بالقيام بواجبها اتجاههم من خلال مد يد العون لهم، وترميم المباني التي تضررت وتأمين المسكن لمن تهدمت بيوتهم بعدما أصبح واضحا مدى العبء الذي بات يلقي بكاهله على من يريد الاستئجار ولا سيما بوجود من بات يستغل هذه الحاجة لرفع بدلات الإيجار من دون أن يأخذ في الاعتبار التداعيات التي تترتب على ذلك”.
وتابع “لا بد أن ننوه بالمبادرات التي انطلقت من قبل أفراد وجهات والتي ينبغي أن تتعزز وتتوسع ولتكن مسؤولية عربية وإسلامية وإنسانية بدل من أن يُلقى هذا العبء على عاتق المقاومة وحدها واعتبارها هي المعنية بكل ذلك، وكأنها هي من هدمت البيوت والمحال التجارية والمؤسسات، على الرغم من أنها أعلنت أنها لن توفر جهدا في إعادة بناء ما تهدم”.
واردف “في الوقت نفسه، نجدد دعوتنا لكل القوى السياسية في المجلس النيابي لتلبية الدعوة التي أعلنها رئيس المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية للتوافق على رئيس قادر على قيادة هذه المرحلة الصعبة والمليئة بالتحديات من الداخل والخارج والبدء بمرحلة انتظام عمل المؤسسات الدستورية، بعدما أصبح واضحا أن هذا لن يتم إلا بتوافق بين وبتضافر جهودهم جميعا”
وأكد أنه “من المؤسف أن هناك لا يزال يراهن على تحولات قد تحصل في الداخل والخارج تفضي بتغييرات لمصلحته فيما أثبتت الوقائع عدم صحة هذا الرهان وواقعيته، وأن هذا الوطن لا يبنى بسيطرة فريق على فريق آخر أو طائفة على أخرى بالغلبة”.
وختم السيد فضل الله “نصل إلى فلسطين، حيث يستمر العدو الصهيوني بمجازره وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، مما يندى له جبين الإنسانية.ومع الأسف يجري كل ذلك من دون أن تتحرك الدول العربية والإسلامية للقيام بأي إجراء صارم لمنع هذا العدو من الاستمرار بعدوانه أو من يد تمتد للشعب الفلسطيني لتخفف من عبء معاناته ليترك هذا الشعب وحيدا يعاني أمام جلاديه، في وقت لا تزال فيه المؤسسات العالمية والقانون الدولي ومنابر حقوق الإنسان عاجزة عن وقف حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من سنة على الشعب الفلسطيني. ويبقى الأمل على صمود هذا الشعب وتضحيات مقاومته التي لا بد أن تثمر وتحقق له أمانيه”.
المصدر: الوكالة الوطنية