ملف ساخن | اسبوع على وقف اطلاق النار.. كيف بدت الحياة في الجنوب والبقاع؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

ملف ساخن | اسبوع على وقف اطلاق النار.. كيف بدت الحياة في الجنوب والبقاع؟

النيطية - جنوب لبنان - العدوان على لبنان

حاملة كل معاني الفخر والاقتدار، كانت عودة الجنوبيين إلى حياتهم الطبيعية، في مناطق صور والنبطية.. يرفعون ركام الدمار، وكل ما اجرام الدمار، وفي عيونهم فيض من نصر مؤزر، وقلوبهم تهفو إلى اقربائهم الذين ارتقوا خلال العدوان، رافعين كل معاني الاعتزاز بشهداء المقاومة الإسلامية، الذين صنعوا هذا النصر.

والنصر نصران.. ميداني وشعبي، فشعب المقاومة الصامد، الذي أبى الانكسار رغم آلة الإحتلال التدميرية، والمدعومة بأحدث التكنولوجيا الغربية، وبدعم سياسي أمريكي وغربي واضح، يؤكد بعد أسبوع من وقف اطلاق النار، أنه شعب مقاوم، يستكمل المقاومة العسكرية بأخرى مدنية.

وتشهد مداخل الضاحية الجنوبية تدفقا للمواطنين الذين نزحوا إلى أماكن بعيدة عن الغارات الإسرائيلية التي كانت متواصلة لمدة شهرين، وباتت شوارع الضاحية باتت مفتوحة أمام المواطنين، في حين عملت الفرق المختصة بالتعاون مع المتطوعين على فتح الطرقات أمام المواطنين.

مئات العائلات تعود إلى الضاحية الجنوبية لبيروت

وعادت عشرات العائلات إلى منازلها وحياتها الطبيعية، في الأحياء التي انتهت فيها عملية إمداد الكهرباء والماء بالإضافة إلى الانترنت، كما أن بعض المحلات التجارية فتحت أبوابها.

وبالنسبة لعملية مسح الاضرار، فهي بالفعل بدأت منذ يوم أمس. وأشارت المعلومات إلى أنه جرت معالجة الأضرار الطفيفة التي طالت المباني والمحلات التجارية، في حين أن المباني المهدمة بشكل كامل، بحاجة إلى إعادة إعمار وهذا ما يأخذ وقتاً أطول.

وهناك فئة ثالثة من الأضرار، وهي المباني التي تضررت، وهي بحاجة إلى هدم ومن ثم إعادة إعمار أو إلى إعادة ترميم.

وشكل عام، فإن ‫الضاحية تعود إلى حياتها تدريجياً، وبعض الشوارع بدأت تشهد زحمة سير، والأهالي الذين نزحوا عادوا إلى مناطقهم، وهم كانوا على يقين بأن يوم النصر سيأتي وأتى بفضل الله وبفضل رجاله في الميدان وبفضل الأهالي الذين صمدوا في وجه هذا العدوان.

صور تنفض عبار الحرب والجيش يواصل انتشاره

وفي الجنوب، تعود الأسواق التجارية في منطقة صور إلى العمل، رغم الدمار الذي حل بها. وفي بلدة الشهابية، تعود الحياة إلى طبيعتها بشكل تدريجي. وخلال العدوان نفذ العدو العديد من الاعتداءات الانتقامية، حيث دمر الأسواق التجارية، والعديد من المنازل.

وتأتي عودة الأهالي إلى الجنوب، بالتزامن مع مع عمليات انتشار الجيش اللبناني في عدد من النقاط الواقعة عند الحدود، حيث بدأت سرايا من افواج المغاوير والتدخل في منطقة سوري بالانتشار لدعم القوات الموجودة هناك من اللوائي (5 و7)، تمهيدا لنشر المزيد من العسكريين.

وعلى مستوى الوضع الميداني في الجنوب، تتواصل اعتداءات العدو وخروقاته لاتفاق وقف اطلاق النار، حيث سجل خلال الاسبوع الماضي، غارات للطيران الحربي والقصف المدفعي وحملات التمشيط، وآخرها كان خلال فجر هذا اليوم باتجاه عدد من القرى الجنوبية الواقعة على الحافة الأمامية، لا سيما في القطاع الغربي، باتجاه بلدتي شمع والجبين، انطلاقا من مواقع العدو في في “الجرداح” و”حدب يارين”.

الى ذلك، واصل الطيران الاستطلاعي تحليقه طوال ساعات الليل حتى الان، ترافق مع تحليق للطيران الحربي في اجواء المناطق الجنوبية.

90% من أهالي النبطية عادوا إلى منازلهم

أما في النبطية، ورغم تحليق للطيران الحربي صباح هذا اليوم، غير أن الأجواء تبدة طبيعية في منطقة النبطية، وعودة شعب المقاومة مستمرة، الذي تمسك بخيار الصمود ونهج الشهداء، لتحقيق كافة الانتصارات وفي كافة الاستحقاقات.

فتحت العديد من المحال التجارية أبوابها في منطقة النبطية، رغم الدمار الذي حل بالمدينة، على مدى أيام العدوان، وهذا دليل الانتماء إلى هذه الأرض والصمود.

ونظمت في مدينة النبطية جولة للاعلاميين، الذين تفقدوا الدمار الحاصل بسبب العدوان، ووثقوا عودة النازحين إلى المدينة. مدير مكتب الوكالة الوطنية في منطقة النبطية سامر وهبي وفي تصريح خاص للمنار، أكد أن العدو حاول خلال (66) من حرب مدمرة ان يكسر بيئة المقاومة، لكن مشهد اليوم يكتب صفحة جديدة من المقاومة.

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب هاني قبيسي أكد للمنار أن ‫الجنوب اعتاد أن ينفض غبار العدوان، وينطلق من جديد ليحافظ على سيادة لبنان وعلى حرية هذا الوطن وعلى ديمقراطيته، بشهداء ابنائه.

ولفت إلى أن الناس في النبطية ‫تنطلق من جديد في حركة دائمة والدولة تتابع بمؤسساتها، مؤكداً أن الحاجة اليوم هي لضبط العدو الصهيوني والتزامه بالاتفاق الذي حصل لكي يوقف اعتداءته وعلى الناس الذين يعودون الى قرائهم بشكل يومي.

وشدد قبيسي على أن الوقفة الحقيقية اليوم في مدينة النبطية وفي كل قرى الجنوب هي وقفة مقاومة، ووقفة حفاظ على دماء الشهداء الذين سقطوا من مقاومين ومدنيين لكي يبقى الجنوب حرا عزيزا أبيا، كما أراد سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر، ‫الذي قال إذا التقيتم العدو الإسرائيلي قاتلوه بأسنانكم وأظافركم وسلاحكم مهما كان متواضعا.

محافظ النبطية هويدا الترك، أعلنت في تصريح للمنار أن نسبة العدو إلى النبطية بلغت حوالي (90 %)، وهي تنم عن مدى تعلق الناس بارضهم، مشيراً إلى جولات لوزراء في الحكومة للإطلاع على متطلبات هذه المرحلة.

وشددت الترك على استمرار استجابة برنامج الاغاثة للمواطنين العائدين إلى منازلهم، من خلال الدعم، ودعت الوزارات المعنية إلى سرعة الاستجابة للتعويضات.

حركة كثيفة على اوتوستراد بعلبك – رياق وعودة الحياة الاقتصادية إلى البقاع

وفي منطقة البقاع، التي تعرضت لمئات الغارات الإسرائيليى، تعود الحياة إلى طبيعتها أيضاً. واليوم هناك حركة سير كثيفة على طريق بعلبك – رياق، وهو الشريان الأساسي الذي يصل إلى مناطق البقاع.

حركة السير الكثيفة، تأتي بالتزامن مع وعودة السكان إلى بلداتهم، وإعادة فتح محلاتهم التجارية ومصالحهم، ما يعكس الاصرار على اعادة البناء. وتشهد منطقة البقاع حركة اقتصادية، سواء من خلال البدء في اعادة الاعمار أو في قطاع السياحة، حيث فتحت المقاهي والمطاعم ابوابها.

ويوم أمس، أعلنت قيادة منطقة البقاع في حزب الله البدء رسميا بكل الأعمال المتعلقة بالمسح الميداني، ‫وأيضا إعادة الأعمار ودفع بعض التعويضات المالية للأهالي الذين تضررت أو تدمرت منازلهم.

وتم تشكيل (114) فرقة من المهندسين، يعاونها مسؤولي الشعب وبعض المختصين في ملفات الكشف على المباني، ‫بالإضافة إلى تشكيل (8) مراكز في كل القطاعات في منطقة البقاع.

مستوطنو الشمال يشكون من عدم جدية الحكومة حيال عودتهم

وفي مقابل جدية تعامل حزب الله مع عودة الأهالي إلى مناطقهم في البقاع والجنوب، لا يزال المستوطنون في الشمال يرفعون صرختهم ازاء عدم جدية الحكومة في الاهتمام بشؤونهم واحتياجاتهم لما بعد الحرب.

وقالت جورجيت بيرنبيوم، مستوطنة من المطلة “أنا مشوشة جدا، وفي حالة صدمة شاملة مما رأيته في البيت، فلا يمكن ان المس شيء، فالرائحة نتنة جدا. نحن نجونا مما حصل، وانا اخاف من العودة، لقد فقدت الثقة، وقد تم تضليلنا، ويمكن ان تضلل شخصا مرة واحدة، ولكن ليس دائما.

كما قال حاييم بيرنبيوم، وهو مستوطن من المطلة “منذ ثمانية اشهر خرجت من هنا، وقد دخل الجنود، وفعلوا مجزرة في البيت، كما دخلت القوارض، وكذلك اصيبت احدى الغرف”، في حان أن شيمون عامار، مستوطن من كريات شمونة قال “ارجو أن نعود جيمعا الى بيوتنا، فلم يعد لدينا أمن، الاولاد في المدارس، ولا نزال نسمع اصوات الانفجارات ، فكيف سيعود من نزح من هنا، هذا وضع صعب والسلطات التي ستعود للشمال ان كان يهمها الشمال ، فما هي المبالغ التي يدفعونها من أجل الترميم، وماذا سترمم هذه المبالغ؟ هل ستُرمم عشرة منازل ما هذه المبالغ؟ فليأتوا لزيارة الشمال ، وليأتوا ، ويمكثوا هنا ليلة او ليلتين ويروا حاجات السكان. يكفيكم جلوسا على الكراسي في الكنيست ، وفي هذه الحرب لم ارَ أيا منهم باستثناء عضو كنيست واحد”.

ويشار الى أنَّ حكومة الاحتلال تجري اجتماعاً في مستوطنة نهاريا الشمالية يبحث اطلاق ورشة عودة المستوطنين، وترميم ما دمرته الحرب هناك.

المصدر: موقع المنار