الكيان يسأل نتنياهو: أين النصر؟ لماذا هم يعودون ونحن لا؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الكيان يسأل نتنياهو: أين النصر؟ لماذا هم يعودون ونحن لا؟

حزب الله - العدوان على لبنان
زينب حمود

اختفى السحر وانتهى عهد الرجل الذى أتقن الحركات البهلوانية اللفظية كما وصفه مستشار شمعون بيريز، الرجل الذي أجبر راعي السلام الكاذب في المنطقة – الولايات المتحدة الامريكية  أن يصفق له تصفيقاً حاراً في زيارته في تموز يوليو الماضي . تصفيقٌ ما هو إلا دليل على تحكم اللوبيات اليهودية فى الكونغرس لمصالح وأهداف مشتركة لا تغيب عن عاقل.

نشوة الاجرام التي وصل اليها الرجل المُنتحر سياسياً (أكثر من 70 % من الإسرائيليين يقولون إنه يجب أن يستقيل بحسب استطلاع للقناة 12 الصهيونية 2024 ) لم تسعفه تلك النشوة في الساعات الماضية في تبرير هزيمته والنزول عند وقف إطلاق النار حيث إنهال عليه الرصاص من الداخل وسألوه عن النصر الذي وعدهم به.

عند الساعة الثامنة من مساء السادس والعشرين من تشرين الثاني / نوفمبر بتوقيت القدس المحتية، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مباشرة بعد أن صوّت مجلس الوزراء الأمني ​​ لصالح اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان. وذكر خلال خطابه الذي ألقاه الأسباب التي دفعت حكومته للموافقة على وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان، مشيراً الى 3 أسباب رئيسية: التهديد الإيراني، تجديد القوات العسكرية والمعدات، وفصل جبهة الحرب عن حماس.

الانتقادات بدأت تشهدها الاوساط السياسية والاعلامية وحتى من قبل الاوساط الشعبية داخل الاراضي المحتلة، من أهم تلك الانتقادات، ما قاله رئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيجدور ليبرمان الذي تساءل حول النصر الكامل الذي تحدث عنه نتنياهو  وبأنه لم يقل انتصار أي طرف.

051e1307-8f79-4a5f-9985-411958f2f17d

وعارض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وقف إطلاق النار وكتب عبر حسابه في موقع “إكس”:” لماذا أعارض اتفاق إطلاق النار؟”، وتابع:” هذا ليس وقف إطلاق النار. إنها عودة إلى مفهوم التهدئة مقابل التهدئة.. وهذا الاتفاق لا يلبي هدف الحرب المتمثل في إعادة سكان الشمال إلى ديارهم سالمين”.

409da151-221c-4ab3-8e0d-e54c0802987f

 وقال زعيم حزب “يسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان ساخراً عبر منصة “إكس”: “نتنياهو قال إن الحرب ستستمر حتى النصر المطلق، لكنه لم يحدد من الذي سينتصر!”.

أما رئيس الحزب الديمقراطي ونائب رئيس الأركان السابق، اللواء يائير جولان قال: “إذا كان من الممكن إنهاء القتال في الشمال ضد حزب الله، فمن المؤكد أنه سيكون من الممكن إنهاء القتال في غزة أيضاً، وعودة 101 مخطوف ينتظروننا لإنقاذهم، لكن هذه الحكومة ترسل جنوداً إلى الحرب لإنقاذ نفسها”.

وهاجم يائير لابيد نتنياهو، وقال : “إن الحكومة لم تقدم، على مدى عام كامل، أي مبادرة سياسية، تم تدمير المستوطنات في الضفة الغربية، و الشمال دمر، وحياة المستوطنين دمرت، والجيش يتآكل بينما تروجون لقوانين التهرب، وتصفية نصر الله، وتفجيرات الضاحية”.

في حين قال وزير النقب والجليل يتسحاق فاسيرلاف: ” لم نحقق أهدافنا في الحرب “. ورفض رئيس بلدية كريات شمونة عودة مستوطنيه قائلاً :” لست مستعداً لعودة المستوطنين مثل الماشية للذبح وأنا لا أشعر بالامان لتربية أولادي في كريات شمونة “.

d20f9a45-09f9-4efb-931e-840ec4570364

أما المستوطنون فقاموا بإعادة نشر تغريدة نتياهو بعد إتفاق كاريش عام 2022 منتقداً لابيد وقتها الذي وقع على الاتفاق بأنه عندما تستسلم لنصرالله تحصل أعمال شغب في القدس في اشارة ساخرة له للنزول عند وقف اطلاق النار .photo_5346216471216383306_y

في المقابل عند مشاهدة  وفود اللبنانين تعود الى قراههم ومدنهم فجر اليوم الاربعاء السابع والعشرين من تشرين الثاني / نوفمبر سأل مستوطنو الشمال عبر منصات التواصل: ” إذا كنا وجهنا إليهم ضربة قاضية لماذا هم يعودون ونحن لا؟ “.

لن يدرك مستوطنو الشمال ان العودة الى الديار لا علاقة لها بالضربات وموازين القوى ولن يعي هؤلاء ماذا يعني أن تكون أنت صاحب الديار وصاحب الارض. ومشاهد عودة اللبنانيين ما هي الا مصداق قول الشاعر محمود درويش: ” ثبت جذورك في التراب فأنت باق ها هنا. الارض ارضك يا فتى هذي البلاد بلادنا”.

غضب عارم في الكيان بسبب قرار نتنياهو وقف اطلاق النار مع لبنان

وعم غضب عارم في الكيان العبري من قبل مؤيدي ومعارضي نتنياهو بسبب قبوله وقف اطلاق النار مع لبنان، دون تحقيق اي هدف فلا هو دمر حزب الل ولا اعاد مستوطني الشمال، وكل ما فعله عودته الى اتفاق (1701).

الاحباط والغضب عم شريحة واسعة من الساسة الموالين والمعارضين لنتنياهو ولليمين في حكومته ورؤساء المستوطنات الشمالية بعد اعلان الموافقة على اتفاق وقف اطلاق النار، وذلك أن الجميع لمس بأن الحرب على لبنان لم تحقق الاهداف والتي تمثلت بتدمير حزب الله واعادة المستوطنين بامان، فاذا بالامور تعود الى نقطة الصفر، وان اسرائيل طالبت بالهدوء مقابل الهدوء، وعادت بعد حرب ضروس الى مندرجات القرار (1701).

وقال غابي نعمان، رئيس بلدية شلومي “الجمهور لدينا غاضب جدا، وممتعض من العمل الذي جرى من فوق رؤوسنا جميعا، واتخاذ قرارات والتعامل مع سكان الشمال كأنهم ضيوف والقول لهم خذوا حقائبكم وعودوا الى الديار، ونحن لن نتصرف هكذا، ولن نتعاون بأي شكل من الاشكال مع امور تجري من وراء ظهرنا، ونحن قلقون من ان ينسحب الجيش للخلف، واللبنانيون يعودون حتى السياج مرة اخرى”.

ومن جانبه، قال ميراف كوهين، عضو كنيست صهيونية “لا يوجد هنا انجاز استراتيجي يضمن أن لا تعود الامور الى سابق عهدها، والامر الاكثر جوهرية أن هذا الاتفاق وبدلا من أن يضرب مشروعية حزب الله، فإنه يزيد من شرعيته، وكان علينا الاستفادة من هذا الوضع بالتوازي مع العمليات العسكرية وان نبذل جهودا دبلوماسية وتسخير كل العالم من اجل العمل لتصفية حزب الله كما يحدد القرار 1559، وهذا ما كان يجب أن نفعله”.

وأضاف نداف اليميلخ، مراسل سياسي للقناة نيوز 24 الصهيونية “الامر المفاجىء والمذهل جدا بأن المواقف تبدلت والذين دعوا طوال الوقت لشن هجمات بأكبر قوة والحديث عن النصر المطلق يتحدثون لصالح الاتفاق وعن مدى أهميته، والذين اعتقدوا أنه يجب انهاء الموضوع مقابل لبنان يقولون الان ان الاتفاق غير جيد، ويجب أن نواصل القتال، واحدهم هو يائير لبيد زعيم المعارضة الذي يقول انه لا يوجد لدى اسرائيل مبادرة سياسية، وان نتنياهو لم يقدم مبادرة سياسية، لذا اسرائيل جرت الى هذا الاتفاق”.

وبعيدا عن احباط وخيبة امل المستوطنين من الاتفاق، الا ان الحقيقة التي كشفت عنها الاوساط الصهيونية والتي تكلم عنها نتنياهو بنفسه هو أن الجيش الاسرائيلي بات منهكا وجنود الاحتياط وباعداد كبيرة يرفضون أوامر اعادتهم الى الخدمة، فيما بدأت تطرح تساؤلات كبيرة على نتنياهو ، لماذا يوافق على اتفاق في لبنان دون تحقيق النصر، ولا يفعل ذلك مع غزة، ويعيد المحتجزين.

وقال دورون كادوش، مراسل عسكري لاذاعة جيش الاحتلال “هناك جنود نظاميون واحتياط انهكوا على مدى اربعة عشر شهرا من الحرب، وهناك جنود احتياط دعوا للمرة الثالثة والرابعة للعمل في لبنان، وهم يحصون مئتي وسبعين ومئتين وثمانين يوم خدمة احتياط، ولو لم نذهب الى وقف اطلاق النار هذا، لكنا سندعوهم مجددا، ومن الواضح جدا ان هناك الكثير جدا من القيود على الجانب الاسرائيلي التي يجب أن يأخذها بالحسبان، لذا فإن وقف اطلاق النار هذا يساعد الجيش الاسرائيلي في الانتعاش واعادة التزود من جديد”.

وقال شارون شرعبي، اخ احد الاسرى الصهاينة في قطاع غزة “انا اعتقد انه من الواضح جدا حتى لفريق نتنياهو في الكنيست ان الاتفاق ابقى حزب الله مع قدرات كبيرة جدا من اجل التأثير وضرب امن مواطني اسرائيل، وأنا اسأل اين هو الهدف المركزي بعد اربعمئة وعشرة ايام والذي فقدنا الاهتمام به وهو اعادة المختطفين، فقد كان هناك فرصة حقيقية للربط بين الجبهتين واستعادة المختطفين الى جانب الاتفاق مقابل حزب الله، وقد ضيعنا هذا القطار الذي ربما كان سيعيد المختطفين الى الديار”.

اوساط صهيونية اتهمت حكومة نتنياهو بأنها أخفقت عندما طلبت باخلاء مستوطني الشمال، وأخفقت في اعادتهم بعد أن فشلت فشلا ذريعا في الحرب، ولن تستطيع اقناع أحد أنَّ حزب الله لن يعود الى الحدود.

المصدر: موقع المنار