البناء:
غالانت يمهد أمام بلينكن لإنهاء العملية البرية… ويكرر التعهد بإعادة سكان الشمال؟
عمليات المقاومة: خسر الاحتلال في 3 أسابيع 70 قتيلاً و600 جريح و28 دبابة
حزب الله ينعى السيد صفي الدين… وحردان: الشهداء القادة هم طليعة انتصاراتنا
كتب المحرّر السياسيّ
بينما ترجم سلاح جو الاحتلال بغارات استهدفت المباني السكنية وعناوين إعلامية وصحية وبلغت منتصف الليل اثنتي عشرة غارة، مضمون كلام وزير حرب كيان الاحتلال الذي قاله بحضور وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن عن مواصلة ما وصفه بملاحقة حزب الله، والمقصود هو تصعيد العدوان على لبنان، حتى إبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني وضمان عودة آمنة لمهجري مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، كان النصف الأهم من كلام غالانت هو الجديد، وهو النصف الذي قال فيه إن هذه الملاحقة حتى تحقيق الأهداف سوف تستمرّ بدون العملية البرية، مستخدماً تعبيراً لافتاً، «حتى بعد انتهاء العملية البرية سوف تستمر ملاحقة حزب الله حتى إبعاده إلى ما وراء الليطاني وإعادة سكان الشمال»، بما يؤكد بدء النقاش داخل القيادتين السياسية والعسكرية حول النتائج الكارثية للعملية البرية على جيش الاحتلال، وسقوط الرهان على انهيار المقاومة بعد الضربات التي تلقتها، والكلام عن إنهاء العملية البرية دون تحقيق الهدف المحدد بإبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني وإعادة سكان الشمال، وإعادة طرحه هدفاً قابلاً للتحقيق بالضربات الجوية فقط، رغم فشل هذا الرهان من قبل، يطرح سؤالاً حول استمرار الحرب كلها، بحيث يبدو هذا الاستمرار بعيداً عن أي رهانات واقعية بمقدار ما هو تعبير عن مأزق إنهاء الحرب دون صورة نصر ودون مكاسب سياسيّة قالت زيارة المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين إلى لبنان أنها غير ممكنة، وأنها تصطدم برفض لبناني صلب من جهة، وصمود ثابت ومقتدر للمقاومة من جهة موازية.
هذا المأزق وهذا الفشل، اجتمعا مع زيارة بلينكن من جهة والمحادثات الأميركية الإسرائيلية حول استهداف إيران بعدوان ينظر إليه قادة الكيان كمخرج نحو الأعلى من المأزق، ومن جهة مقابلة مع بيان غرفة عمليات المقاومة الإسلامية الذي قدم عرضاً إجمالياً عن نتائج الحرب البرية في خمسة محاور وزّعتها غرفة العمليات وفقاً لتوزيع انتشار الفرق الإسرائيلية الخمس على جهة الحدود، وهي كالتالي وفقاً لبيان غرفة العمليات، «المحور الأول: منطقة عمليّات الفرقة 146 في جيش العدو، يمتدّ من الناقورة غربًا وصولًا إلى مروحين شرقًا، المحور الثاني: منطقة عمليّات الفرقة 36 في جيش العدو، يمتد من راميا غربًا وصولًا إلى رميش شرقًا، (عيتا الشعب ضمنًا)، ومن رميش وصولًا إلى عيترون شرقًا، المحور الثالث: منطقة عمليّات الفرقة 91 في جيش العدو، يمتد من بليدا جنوبًا وصولًا إلى حولا شمالًا، المحور الرابع: منطقة عمليّات الفرقة 98 في جيش العدو، يمتدّ من مركبا جنوبًا وصولًا إلى قرية الغجر اللبنانيّة المُحتلّة شرقًا، المحور الخامس: منطقة عمليّات الفرقة 210 في جيش العدو، يمتدّ من قرية الغجر وحتى مزارع شبعا اللبنانيّة المُحتلّة». وأضافت: «أنه وحتى تاريخ نشر هذا المُلخص الميداني، لم يتمكّن جيش العدو من إحكام سيطرته بشكل كامل أو احتلال أي قرية بشكل كامل من قرى الحافّة الأمامية في جنوب لبنان، وختم بيان غرفة العمليات بالقول «بلغت حصيلة خسائر العدو وفق ما رصده مُجاهدو المُقاومة الإسلاميّة ما يزيد عن 70 قتيلًا وأكثر من 600 جريح من ضباط وجنود جيش العدو الإسرائيلي.
تدمير 28 دبابة ميركافا، و 4 جرّافات عسكريّة وآليّة مُدرّعة وناقلة جند. إسقاط 3 مسيّرات من طراز «هرمز 450» وواحدة من طراز «هرمز 900»، وهذه الحصيلة لا تتضمن خسائر العدو الإسرائيلي في القواعد والمواقع والثكنات العسكريّة في شمال وعمق فلسطين المُحتلّة».
ومساء أمس، أصدر حزب الله بياناً نعى فيه رئيس مجلسه التنفيذي السيد هاشم صفي الدين الذي استهدف بغارة المريجة قبل أسبوعين، واصفاً صفي الدين بالنسبة للأمين العام السيد حسن نصرالله، بـ «نعم الأخ المواسي لأخيه، وكان منه بمنزلة أبي الفضل العباس عليه السلام من أخيه الإمام الحسين عليه السلام، فكان أخاه وعضده وحامل رايته، ومحل ثقته، ومعتمده في الشدائد والكفيل في المصاعب، مضى على ما مضى عليه البدريّون ناصراً لدين الله، تقياً، صالحاً، رائداً، مدبّراً، مديراً، قائداً وشهيداً.
وأصدر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان بياناً حيا فيه شهادة صفي الدين ومن قبله شهادة نصرالله قائلا، إن الشهداء القادة هم طليعة انتصاراتنا.
ونعى حزب الله إلى أمة الشهداء والمجاهدين، أمة المقاومة والانتصار قائدًا كبيرًا وشهيدًا عظيمًا على طريق القدس رئيس المجلس التنفيذي العلامة السيد هاشم صفي الدين رضوان الله تعالى عليه، معلنًا في بيان أن السيد الشهيد ارتحل إلى ربّه مع خيرة من إخوانه المجاهدين راضيًا مرضيًا صابرًا محتسبًا، في غارة صهيونية إجرامية عدوانية.
وأضاف بيان حزب الله: «التحق السيد هاشم بأخيه شهيدنا الأسمى والأغلى سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ولقد كان نعم الأخ المواسي لأخيه، وكان منه بمنزلة أبي الفضل العباس عليه السلام من أخيه الإمام الحسين عليه السلام، فكان أخاه وعضده وحامل رايته، ومحل ثقته، ومعتمده في الشدائد والكفيل في المصاعب، مضى على ما مضى عليه البدريّون ناصرًا لدين الله، تقيًا، صالحًا، رائدًا، مدبّرًا، مديرًا، قائدًا وشهيدًا»، وتابع: «قدم سماحة السيد هاشم صفي الدين جلّ حياته في خدمة حزب الله والمقاومة الإسلامية ومجتمعها وأدار على مدى سنوات طويلة من عمره الشريف بمسؤولية واقتدار المجلس التنفيذي ومؤسساته المختلفة ووحداته العاملة في مختلف المجالات وكل ما له صلة بعمل المقاومة قريباً من مجاهديها، لصيقًا بجمهورها محبًّا لعوائل شهدائها حتى حباه الله بالكرامة شهيداً في قافلة شهداء كربلاء النورانيّة، ونعاهد شهيدنا الكبير واخوانه الشهداء على مواصلة طريق المقاومة والجهاد حتى تحقيق أهدافها في الحرية والانتصار».
بدوره، حيا رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان، شهادة القائد السيد هاشم صفي الدين (رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله) الذي ارتقى شهيداً مجاهداً مع كوكبة من المقاومين، نتيجة عدوان صهيوني إجرامي.
ولفت حردان الى ان ّعدونا الوجودي، العدو اليهودي الصهيوني المجرم، ومنذ قيامه على أرض فلسطين احتلالاً واغتصاباً، ارتكب مئات المجازر، وعاث إجراماً، فقتل منا عشرات الآلاف، لكنه لم يستطع إطفاء جذوة المقاومة التي تزداد توقداً وتوهّجاً وإشراقاً في ميادين الجهاد. فتحية إلى الشهداء كلّ الشهداء، وإلى المقاومين الأبطال الذين يحملون أمانة الدماء الزكية، ويقاتلون ببسالة عدواً غاصباً مجرماً يحتلّ أرضنا ويقتل شعبنا.
وأشار إلى أنّ «الشهيد صفي الدين التحق برفيقه على درب الجهاد القائد الكبير الشهيد السيد حسن نصر الله متوّجَين حياتهما بالشهادة، بعدما أدّيا قسطهما للعلى، والتحقا بالشهداء الأبرار الذين هم «طليعة انتصاراتنا الكبرى». وأكد حردان أنّ استشهاد صفي الدين ومَن معه من المجاهدين، سيزيد المقاومة تجذراً. فالمقاومون في الميدان يجسّدون مزايا قادتهم، وسيَرهم النضالية، أفعالاً بطولية نوعية، وقوة فاعلة تغيّر وجه التاريخ.
وأكّد الإمام السيد علي الخامنئي، أنّ «الكيان الصهيوني هُزم لكن الهزيمة الأكبر هي من نصيب الثقافة الغربية وسياستها وحضارتها». وقال الإمام الخامنئي خلال استقباله القائمين على مؤتمر شهداء محافظة فارس بنسخته الخامسة عشرة: إنّ «جهاد المقاومة وتضحيات قادتها مثل السيد حسن نصر الله ويحيى السنوار غيّر مصير المنطقة»، مشيرًا إلى أنّ «جبهة المقاومة تتصدّى لجبهة الشر التي تدعم الكيان الصهيوني والنصر سيكون لجبهة المقاومة». ولفت إلى أنّ «ما يحدث اليوم في المنطقة وصمود المقاومة غيّر مصير المنطقة وتاريخها».
وقال: «كان الصهاينة يعتقدون أنهم سيقضون بسهولة على فصائل المقاومة، لكن اليوم، على الرغم من استشهاد أكثر من 50 ألف شخص مدني بريء، ومن بينهم بعض القادة البارزين للمقاومة، ورغم الإنفاق الهائل والدعم الأميركي، والعار والكراهية التي تبلورت ضدهم في العالم، حتى أنه تمّ تنظيم مسيرات في الجامعات الأميركية ضد المجرمين، فإن جبهة المقاومة وشباب حماس، الجهاد الإسلامي، وحزب الله المناضلين، وباقي فصائل المقاومة، لا يزالون يقاتلون بنفس العزم والقوة، وهذا يمثل هزيمة كبرى للكيان الصهيوني».
في غضون ذلك، واصلت المقاومة في لبنان عملياتها النوعية مع تسجيل ارتفاع في وتيرتها بشكل تصاعدي منذ الأسبوع الماضي، ما يعني وفق خبراء عسكريين أن المرحلة المقبلة ستشهد عمليات نوعية أكثر إيلاماً لـ«إسرائيل» أكان على صعيد المواجهات البرية في الجنوب أو بإطلاق الصواريخ على أهداف عسكرية حساسة ومدن ومستوطنات في العمق الإسرائيلي. وأشار الخبراء لـ«البناء» الى أن هناك صعوبة كبيرة في تقدّم القوات الإسرائيلية الى داخل القرى الجنوبية، بسبب التصدي الكبير لقوات حزب الله الذين يعملون على إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي عبر الالتحام المباشر والكمائن المتعدّدة، وتوقع الخبراء أن تتضاعف الخسائر بحال نفذ الجيش الإسرائيلي اجتياحاً واسعاً في الجنوب لفرض منطقة عازلة بعمق 5 كلم لاعتبار ذلك ضمانة لإبعاد خطر حزب الله عن الحدود الشمالية.
وقصفت المقاومة «شركة تاع للصناعات العسكرية في ضواحي تل أبيب بصواريخ نوعية وأصابت أهدافها بدقة». وقصفت قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب بصلية صاروخية نوعية، كما استهدفت تجمعات ومواقع العدو.
واستهدفت تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي مرة جديدة بين بلدتي عديسة ورب ثلاثين بصلية صاروخية، وقصفت للمرة الثانية تجمعًا لجنود العدوّ «الإسرائيلي» بين بلدتي عديسة ورب ثلاثين بصلية صاروخية، وتجمعًا لجنود العدوّ «الإسرائيلي» عند مثلث «مسكاف عام» – ربّ ثلاثين – مركبا بصلية صاروخية، وتجمعًا لجنود العدوّ «الإسرائيلي» عند أطراف بلدة العديسة بصلية صاروخية، وتجمعًا لجنود العدو «الإسرائيلي» عند مثلث ربّ ثلاثين عديسة مركبا بصلية صاروخية.
كما استهدفت تجمعات لقوات العدوّ «الإسرائيلي» في موقع مسكفعام وعند أطراف بلدة ربّ الثلاثين وعند الأطراف الشرقية لبلدة الطيبة، وفي بساتين المنارة بصلية صاروخية.
كما استهدفت قاعدة «زوفولون» للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية، وتجمعًا لجنود العدو الصهيوني بين موقعي السماقة ورويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بصلية صاروخية، وتجمعًا لجنود العدو الصهيوني في مستعمرة «مسكاف عام»، وتجمعًا لجنود العدو الصهيوني في محيط موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وتجمعًا لجنود العدو الصهيوني بين بلدتي العديسة ورب ثلاثين، وبين بلدتي العديسة ورب ثلاثين وموقع المرج، وقصفت للمرة الثانية تجمعًا لجنود العدوّ الصهيوني في مستعمرة مسكفعام وتجمعًا لجنود العدوّ الصهيوني في أطراف بلدة حولا بصلية صاروخية.
في المقابل واصل العدوّ الصهيوني اعتداءاته على المناطق اللبنانية واستهدافاته للمدنيين الآمنين خصوصًا في الجنوب والبقاع والبقاع الغربي وفي الضاحية الجنوبية لبيروت.
واستهدف بغارة شقة في مبنى في الجناح تعود لقناة الميادين، وأعلنت إدارة القناة عن «عدوان إسرائيلي استهدف مكتبها في بيروت»، لافتةً الى أننا «نحمّل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية العدوان على مكتب صحافي معروف لقناة إعلامية معروفة».
وأكدت القناة، أنها «كانت قد أخلت مكتبها منذ بداية العدوان على لبنان».
وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي ٤ غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت منطقة الكفاءات الحدث في ضاحية بيروت الجنوبية. وأفيد عن اندلاع حريق كبير في مكان الغارة على الضاحية.
في الجنوب، أغار الطيران الصهيوني على بلدات البازورية، المحمودية، الخيام، عربصاليم، الطيبة، وبافليه، وعلى أطراف بلدتي كفرمان وبلاط، كما أغار طيران العدو على البساتين المحيطة في منطقة القاسمية.
كما شنّ سلسلة غارات استهدفت مدينة صور بعد صدور إنذار بإخلاء أحياء سكنية كبيرة، وجاءت الاستهدافات على الشكل التالي: مؤسسة الشهيد، معهد الآفاق، القرض الحسن، الهيئة الصحية، مبنى البلدية القديم، شارع أزهار السلام، شارع الدينية قرب مياه حمتو.
وأفيد عن سقوط شهيدين في غارة على ميفدون وتدمير حسينية النساء في البلدة.
أما في البقاع، فقد شنّ الطيران الحربي الصهيوني غارات استهدفت بلدة شمسطار، النبي شيت، طاريا، وزبود.
وفي البقاع الغربي، استهدفت الغارات جبل أبو راشد الواقع بين البقاع الغربي ومنطقة جزين، وبلدة لبايا. كما شنّ طيران العدو سلسلة غارات على عدة مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت شملت الليلكي، حارة حريك، وبرج البراجنة.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد 19 شخصًا وإصابة 35 آخرين بغارات مسائية على محافظات النبطية والجنوب وبعلبك الهرمل.
وحتى يوم الثلاثاء، وصل عدد الشهداء منذ بداية العدوان على لبنان إلى 2546، فيما بلغ عدد الجرحى 11862، بحسب إحصائيات وزارة الصحة اللبنانية.
الى ذلك، سجل موقف لافت للمتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري يحمل مؤشرات على تغيّر ما في حسابات قيادة الاحتلال للحرب على لبنان بعدما ظهر بأن حزب الله لم ينهر بل استعاد قوته واستعداداته للتأقلم مع حرب طويلة وأنه لا يزال يستطيع الضرب بعمليات نوعية في عمق الكيان الإسرائيلي، وقال هاغاري: «إننا نحاول إنهاء المعركة في لبنان بأسرع وقت ممكن»، زاعماً أن «حزب الله يخسر المعركة وعدداً كبيراً من عناصره استسلموا ونراقب الضباط الإيرانيين في بيروت ولن نسمح لهم بدعم حزب الله».
وإذ يشير خبراء في الشؤون الإقليمية والأميركية الى أن الولايات المتحدة ستكون مع الإدارة الأميركية الجديدة أمام مأزق الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان وكيفية إنهائها، ومنع تطورها الى حرب على مستوى المنطقة.
وفي سياق ذلك، كتب المسؤول السابق في «السي آي إيه» بول بيلر مقالة نشرت على موقع «Responsible Statecraft» قال فيها: «إن على الأميركيين أن يتأملوا بالتورط الأميركي في لبنان بعد الاجتياح «الإسرائيلي» عام 1982، والنتيجة المأساوية التي وقعت قبل 41 عامًا»، وذلك في إشارة إلى «عملية استهداف قوات المارينز». وأضاف الكاتب أن «هدف «إسرائيل» الأساس عام 1982 كان القضاء على قدرات منظمة التحرير الفلسطينية وطردها من بلاد الشام» وفق قوله. كما أردف «أن «إسرائيل» سعت إلى تغيير ميزان القوة في لبنان لصالح الأطراف المؤيدة لـ«إسرائيل»، وأنّ الاجتياح والاحتلال «الإسرائيلي» زاد بشكل كبير من معاناة اللبنانيين بالإضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين».
إلى ذلك جال عدد من المراسلين في وسائل إعلامية محلية في «سنتر الغبيري التجاري» الذي زعم المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي بأنه يحتوي تحت أقبيته على أنفاق لـ«حزب الله» في طبقة سفلية ثانية، بينما تبين أنه يضم طبقة واحدة، وعبارة عن مرأب للسيارات، وبعض الغرف الصغيرة التي تحتوي على بعض المعدات الخاصة بالمكاتب التجارية الموجودة في «السنتر».
وقد رافق مسؤولون عن المبنى مراسلي وسائل الإعلام، وأطلعوهم بالصورة والصوت على تفاصيل المرأب وأقسامه، ليتبين خلوه من أي أبواب تفضي إلى أماكن أخرى، مع وجود غرف صغيرة دخلها المراسلون تحتوي على معدات صيانة وأغراض تخالف الادعاءات الاسرائيلية. كما جال المراسلون برفقة المصورين في عدد من الطبقات العليا للسنتر، حيث أظهرت الصور مكاتب تجارية وعيادات طبية عادية.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه لم ير أي دليل على وجود مخبأ نقود لحزب الله تحت مستشفى في بيروت، مشيراً الى أن واشنطن ستواصل العمل مع «إسرائيل» للحصول على معلومات متعمقة.
وقال أوستن للصحافيين في روما: «لم نر أي دليل على ذلك في هذه اللحظة. ولكن كما تعلمون، سنواصل التعاون مع نظرائنا الإسرائيليين للحصول على معلومات أفضل بشأن ما يبحثون عنه بالضبط».
بدوره، أكد النائب فادي علامة ومدير مستشفى الساحل، لـ«رويترز» أن «إسرائيل» تروج لادعاءات كاذبة وافتراءات، داعياً الجيش اللبناني إلى زيارة المستشفى وإظهار أنه لا يوجد فيه سوى غرف عمليات ومرضى ومشرحة.
دبلوماسياً، شدّد وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن خلال لقاءاته في الأراضي المحتلة، على أنه «حان الوقت كي تحوّل «إسرائيل» النجاح العسكري إلى استراتيجي»، مؤكداً أننا «نعمل على التوصل إلى حل دبلوماسي دائم لوقف إطلاق النار في لبنان». وقال: «نعمل بكثافة لتطبيق القرار 1701 بفاعلية وعلى حزب الله التراجع عن الحدود».
وأشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي الى أننا «سنواصل الضغط على الإسرائيليين بشأن الضربات اليومية على المناطق المأهولة في لبنان، ونحن ما زلنا نعارض الضربات اليومية في المناطق المكتظة بالسكان في لبنان».
وحطّ في بيروت رئيس مجلس النواب العراقي بالإنابة محسن المندلاوي ووفد مرافق واستقبلهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور القائم بأعمال السفارة العراقية في لبنان ندى مجول والنائبين أيوب حميد وقبلان قبلان. ووضع المندلاوي رئيس المجلس في أجواء الجهود الديبلوماسية البرلمانية لإيقاف العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة وتضامن العراق ودعمه للبنان وشعبه في مواجهة التداعيات الناجمة عن هذا العدوان، إضافة الى نتائج مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف في هذا الإطار».
اللواء:
غارات تدميرية على الضاحية وصور وبعلبك.. وإصابة 22 جندياً إسرائيلياً في الجنوب
نتنياهو يهمل الوساطة الأميركية: لا وقف للنار وسأحرر لبنان من «الإحتلال الإيراني»!
في وقت كان فيه وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن يتحرك في عواصم الشرق الاوسط، مؤيداً ضربة اسرائيلية لإيران، وعاجزاً عن اقناع بنيامين نتنياهو عن الموافقة على استثمار اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» يحيى السنوار، والذهاب الى هدنة ووقف للحرب في غزة، تعيد الاسرى والمحتجزين الى ذويهم.. في هذا الوقت كانت الحرب تستعر سواء في غزة او الجنوب اللبناني، امتداداً الى الضاحية الجنوبية وبعلبك وقراها، وسائر بلدات البقاع ككل.
ومع ان وقف النار هو الاولوية مع مساعدة الشعب اللبناني لتجاوز المحنة التي يمر فيها، فإن اسرائيل على لسان رئيس «الكابنيت الحربي» بنيامين نتنياهو الذي رمى بعرض الحائط الوساطة الاميركية لوقف النار وايقاف الحرب في غزة ولبنان.. تدفع الحرب الى ايام واسابيع وربما اشهر، بدلاً من ان تتوقف نهاية الشهر الجاري او اوائل الاسبوع الاول من الشهر الذي يلي.
وقال نتنياهو: من يعتقد للحظة ان هناك وقفاً لإطلاق النار فهو واهم، واصفاً الحرب إنها حرب حضارات وليس فقط حرب وجودية ولا نقبل إلا النصر.
وزعم نتنياهو ان مشكلة لبنان انه محتل من قبل ايران التي نصّبت حزب لله، متعهداً أنه سيحرر لبنان من ايران وحزب لله، وفقاً لما نقل عنه.
وقال: لن نبقى في لبنان لكننا بحاجة إلى وجود قوات دولية بعد خروجنا وسيبقى لنا الحق في الدفاع عن إسرائيل، وان وقف إطلاق النار سيعطي حزب لله فرصة الحصول على أسلحة جديدة ولن نسمح بذلك، وهم (حزب الله) حاولوا اغتيالي وسنرد.
وسط ذلك اشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان المناخ الرئاسي الذي ينشده البعض لأنجاز انتخاب رئيس الجمهورية لا يزال انضاجه غير مكتمل بدليل ما صدر من مواقف من القوى السياسية، حتى وإن جهز البعض خارطة طريق من أجل قيام هذه الأنتخابات، ورأت ان رئيس مجلس النواب ورئيس التيار الوطني الحر لم يقررا دعم ترشيح قائد الجيش ولكل منهما المقاربة.
ورأت هذه المصادر أنه لم تبرز أسماء مرشحة محددة بعد كي يصار إلى التسويق لها وإن لائحة باسيل ما تزال قائمة لكنها لم تلق التأييد الواسع، لكنه لم يسقطها.
وشددت هذه المصادر أن فصل الأنتخاب عن ملف وقف إطلاق النار هو مطلب عدد من الكتل النيابية والنواب،في حين أن مطالبة البعض بأنتخاب الرئيس أولا قد همدت بعض الشيء، لكن الملف الرئاسي يستحوذ بحث على هامش مؤتمر باريس لدعم لبنان، على أن الأولوية هي العمل لوقف إطلاق النار ومساعدة الشعب اللبناني.
لقاء ماكرون – ميقاتي
ففي باريس، استقبل الرئيس ايمانويل ماكرون الرئيس نجيب ميقاتي، قبل مؤتمر باريس الذي ينعقد في باريس اليوم، والمخصص لدراسة ما يلزم من مساعدات للبنان.
استمر الاجتماع ساعة ونصف الساعة، بعيد وصول الرئيس ميقاتي الى الاليزيه عند الساعة الرابعة والربع، بدأ الاجتماع بمشاركة وزير الخارجية والمغتربين عبد لله بو حبيب، ثم عقد الرئيسان خلوة مطولة.
وأكد ماكرون استمرار جهوده ومساعيه بالتعاون مع الولايات لامتحدة الاميركية لوقف اطلاق النار، وبحث السبل الكفيلة للضغط على اسرائيل من اجل ذلك.
وشكر الرئيس ميقاتي الرئيس الفرنسي على دعمه، وكل جهوده لوقف اطلاق النار ووقف العدوان الاسرائيلي، معتبراً ان مؤتمر دعم لبنن اليوم خير دليل على اهتمام فرنسا بلبنان والبقاء الى جانب أهله.
وفي اطار المواقف الاوروبية، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيروت، أن ألمانيا تواجه «إشكالية» عندما يتعلق الأمر بتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرة الى أن إسرائيل تتحمل مسؤولية الالتزام بالقانون الدولي.
وشددت بيربوك التي زارت الرئيس نبيه بري على أنه يجب على جميع الأطراف حماية قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل).
واستقبل بري رئيس مجلس النواب العراقي بالانابة محسن المندلاوي الذي وضعه في «أجواء الجهود الديبلوماسية البرلمانية لايقاف العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة وتضامن العراق ودعمه للبنان وشعبه في مواجهة التداعيات الناجمة عن هذا العدوان، إضافة الى نتائج مؤتمر الإتحاد البرلماني الدولي في جنيف في هذا الإطار».
وفي اطار دحض الادعاءات الاسرائيلية، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه لم ير أي دليل على وجود مخبأ نقود لحزب لله تحت مستشفى في بيروت، مشيرا الى أن واشنطن ستواصل العمل مع إسرائيل للحصول على معلومات متعمقة.
وقال أوستن للصحفيين في روما: «لم نر أي دليل على ذلك في هذه اللحظة. ولكن كما تعلمون، سنواصل التعاون مع نظرائنا الإسرائيليين للحصول على معلومات أفضل بشأن ما يبحثون عنه بالضبط».
وفي اطار الحركة السياسية، إجتمع الرئيسان أمين الجميّل وميشال سليمان ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة في دارة الرئيس الجميّل في بكفيا لعرض التطورات الاخيرة.
وبنتيجة التداول، تلا الرئيس الجميّل بيانا جاء فيه: يرى المجتمعون ضرورة تضافر جميع الجهود والطاقات الوطنية من أجل تحقيق التقدم بالتوازي على المسارات الخمسة الآتية:
أولا وقف فوري لإطلاق النار والشروع في تطبيق القرار 1701 تحت السلطة الحصرية للدولة اللبنانية بشكل صارم وكامل، ودعم الجهود التي يقوم بها رئيسا المجلس والحكومة والجهات العربية في هذا الاطار.
ثانيًا البدء ودون تذرع بأي أمر آخر بالمبادرة فورًا الى تحرير عملية انتخاب رئيس جديد من أي إشتراطات وأن يحظى بثقة مجلس النواب ويبدأ معه إنطلاق مسيرة اعادة تكوين السلطات الدستورية للدولة اللبنانية.
ثالثًا تشكيل حكومة إنقاذ وطني والشروع في إعداد خطة بناء الدولة والبدء بتنفيذها مما يؤمن النهوض الاقتصادي بأشكاله كافة بما يشمل العمل على اعادة إعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي بالتعاون مع المؤسسات والدول الصديقة.
رابعًا إعادة بناء وتثبيت سلطة الدولة اللبنانية بالكامل على جميع الاراضي اللبنانية التزاما بالقرارات الشرعيتين الدولية والعربية، إعلان بعبدا وحسن استكمال تطبيق اتفاق الطائف.
خامسًا تطبيق إقرار وتطبيق خطة الاصلاح والنهوض المالي والاقتصادي والاداري والمؤسساتي في البلاد على القواعد التي تحترم وتلتزم معايير الكفاءة والجدارة والمحاسب وتحترم مبادء الحوكمة الرشيدة والشفافية والنزاهة.
الوضع الميداني
على ارض المواجهات بعد سحب جثث السيد هاشم صفي الدين ومسؤولين آخرين في حزب لله من الضاحية الجنوبية، استمر التصعيد على الارض، وقد كانت الحصة الاكبر من القصف أمس لصور التي لفها زنار نار بعد تهديدات وجهها افيخاي ادرعي بوجوب الاخلاء. في المقابل، شن حزب لله سلسلة عمليات ضد اهداف اسرائيلية.
والتطور الابرز، نعى حزب لله رسمياً رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، بعدما تمكن من رفع الانقاض، وسحب جثته من بين الركام، حيث منعت اسرائيل، عبر مسيراتها وطائرات الاستطلاع من الحفر حيث تهاوت البنايات على رؤوس من كان هناك، وبينهم السيد صفي الدين، ومجموعة من كوادر قيادية في الحزب.
وشنت الطائرات الحربية الاسرائيلية سلسلة غارات على مدينة صور، وتظهر حجم الاضرار حجم التدمير في شوارع عدة، ومنها الحي الذي تقع فيه المدرسة الدينية في المدينة.
كما استهدفت مؤسسة الشهيد ومعهد الآفاق والقرض الحسن والهيئة الصحية ومبنى البلدية القديم.
وليلاً، استهدفت اسرائيل بغارة (مسيرة على الأرجح) على شقة في منطقة الجناح في اول الاوزاعي.
وبالتزامن، استهدفت الطائرات الاسرائيلية الضاحية الجنوبية وتردد ان الشقة تعود الى قناة الميادين، الامر الذي اكده مراسل الميادين ان العدوان الاسرائيلي على مكتب قناة الميادين في بيروت، وهي كانت اخلت المكان مع بدء العدوان
.
وسقط شهيد وجريح بالغارة على المكتب، وليس على استديوهات المحطة، ونفى مصدر ان يكون المسؤول الاعلامي لحزب لله محمد عفيف في هذا المكان.
كما وجه الجيش الاسرائيلي إنذاراً بالاخلاء الى سكان برج البراجنة والحدث في الضاحية الجنوبية.
وتحدث الجيش الاسرائيلي عن اصابة 22 جندياً في معارك الجنوب، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وسقط للاحتلال الاسرائيلي في حدث «وصف بالصعب» في بلدة عيتا الشعب، اذ اصطاد رجال المقاومة بكمين محكم 4 قتلى من ضباطه وجنوده.
وقال مصدر عسكري اسرائيلي: حزب لله لا يزال يمتلك القدرة على قصف تل ابيب الكبرى.
وذكرت غرفة عمليات المقاومة ان المجاهدين يتصدون لمحاولات التقدم لجيش الاحتلال في اتجاه قرى الحافة الامامية.
وذكرت غرفة عمليات المقاومة الاسلامية انه جرى تدمير 28 دبابة والجرافات واكثر من 70 قتيلاً و600 جريح.
واشارت ان العدو لم يتمكن من احتلال اية قرية جنوبية.
وجاء في بيان المقاومة، عند المحور الأول وهو منطقة عمليات الفرقة 146 في «جيش» العدو تصدى مجاهدونا محاولات التسلل في اتجاه مروحين والضهيرة ويارين وعلما الشعب
غرفة عمليات المقاومة الحزب: محاولات التسلل في المحور الأول كانت بهدف تفخيخ المنازل وتفجيرها خوفاً من استخدامها من قبل المجاهدين.
واستهدف مجاهدونا تحشدات ومسارات تقدّم العدو في رأس الناقورة و»حانيتا» ومحيط قرية الضهيرة، وقال البيان: تصدى المجاهدون لمحاولات التقدم في اتجاه مرتفع «أبو اللبن» شرقي بلدة عيتا الشعب في المحور الثاني وهو منقطة عمليات الفرقة 36 في «جيش» العدو.
كما استهدف مجاهدو المقاومة تحشدات «جيش» العدو ومسارات تقدمه في خلة وردة ومحيط بلدة عيتا الشعب والعديد من القوات التي تسللت إلى محيط مبنى البلدية.
وفي المحور الثاني تحاول تشكيلات الفرقة 36 التقدم في اتجاه وسط عيترون من الأحياء الشرقية والغربية بهدف احتلالها وعزلها عن محيطها.
ويستهدف مجاهدو المقاومة تحشدات ومسارات تقدم التشكيلات بصليات كثيفة ومتكررة ما يكبدها خسائر جسيمة ويعيق تحركها ويجبرها على الانكفاء في اتجاه المناطق غير المكشوفة.
وفي المحور الثالث وهو منطقة عمليات الفرقة 91 عبر مسارات غير مرئية في اتجاه بعض الأحياء الشرقية لميس الجبل ومحيبيب وبليدا.
واستهدفت المقاومة الاسلامية تجمعاً لجنود العدو في مستعمرة مرغليون بصلية صاروخية، كما استهدفت تجمعاً لجنود العدو عند اطراف بلدة راميا بصلية صاروخية.
ودمرت الغارات الاسرائيلية مجمعاً سكنياً في محيط الليلكي، ودمرته بالكامل واحدثت حريقاً كبيراً.
المصدر: صحف