في إطار دراسة أجراها “حزب الديموقراطيين الليبراليين” الاسكتلندي عن عدد أيام غياب مجموعة من الموظفين في قطاع التعليم في اسكتلندا، تشمل أساتذة ومديرين مدارس وعاملين في الحضانات، جاءت النتائج صادمة وغير متوقعة، بعدما تبين أنّهم جميعاً تغيبوا لما مجموعه 500 ألف يوم خلال السنوات الثلاث الماضية، وأنّ نسبة الغياب تتزايد لأسباب مرتبطة بصحة الموظفين النفسية.
ونشرت صحيفة “الانديبندت” البريطانية تفاصيل هذه الدراسة التي أظهرت أنّ عدد أيام غياب هؤلاء الموظفين في ارتفاع مستمر، إذ بلغت 140 ألف يوم خلال العام 2013/14 وارتفع إلى 150 ألف يوم العام 2014/15، ليصل إلى 158639 يوماً العام 2015/16.
واعتبر الحزب الاسكتلندي أنّ النتائج تسلّط الضوء على ضرورة تخفيف العبء عن المعلمين الذين اشتكوا خلال السنوات الأخيرة من ضغط العمل المتزايد ومن آثاره في صحتهم النفسية.
من جهته، أشار المتحدث باسم وزارة الصحة الاسكتلندية أليكس كول هاملتون، إلى أنّ غياب المعلمين مجتمعين، ما يقارب نصف مليون يوم لأسباب تتعلق بتدهور صحتهم النفسية، ينقل واقع القوى العاملة التي تتعرض للضغط الشديد من ناحية، ويثير تساؤلات جدية حول سياسات التعليم والصحة في اسكتلندا من ناحية أخرى.
وتابع أنّ علاج المشكلات النفسية غير متوافر حينما يحتاج الناس إليه، مشيراً إلى أنّ النتائج أظهرت أنّ عشرات الآلاف من المواطنين انتظروا أكثر من ثلاثة أشهر لتلقي المساعدة التي يحتاجونها، مشدداً على ضرورة زيادة المخصصات لقطاع التعليم من أجل الحدّ من التراجع غير المسبوق الذي يشهده وحلّ المشكلات الخطيرة التي يواجهها العاملون فيه.
وأكّد متحدث باسم الحكومة الاسكتلندية، أنّه يدرك جيداً الدور الكبير الذي تلعبه الصحة النفسية بخاصة على صعيد العمل، لذا فإنّ اسكتلندا هي أول من جعل للصحة النفسية وزارة خاصة، والحكومة بصدد تخصيص أموال اضافية لتحسين الخدمات ودعم المواطنين في الوقاية من المشكلات الصحية، وستعتمد رؤية جديدة للتحول في استراتيجية الصحة النفسية مع بداية السنة 2017.
المصدر: مواقع اخبارية