في واقعة خطيرة، اقتحم مستوطن برفقة عشرات آخرين المسجد الأقصى المبارك مرتديا زي الكهنة أثناء تقديم ما يسمى القرابين، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد شهود عيان، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد على شكل مجموعات، وقام بعضهم بأداء طقوس تلمودية كـ”السجود الملحمي”.
وقالت محافظة القدس في بيان مقتضب: “في واقعة خطيرة، مستوطن يرتدي ملابس الكهنة خلال اقتحامه المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم”. وأوضحت أن تلك الملابس الكهنوتية والمعروفة أيضا بالملابس المقدسة هي ذاتها التي يرتديها الكهنة أثناء الطقوس الدينية وأثناء تقديم القرابين والذبائح.
وكثيرا ما حاول مستوطنون جلب قرابين وتدربوا على ذبحها في المسجد الأقصى بهذا اللباس، استجابة لدعوات جماعات استيطانية.
ونشرت المحافظة صورا لمستوطن يرتدي الزي داخل المسجد ضمن مجموعة من المستوطنين ترافقهم عناصر من شرطة الاحتلال. ويظهر في الصور المتداولة مستوطن يرتدي ثوبا أبيض مع حزام في الوسط وعمامة.
كما نشرت المحافظة مقطع فيديو لمستوطنين يؤدون “صلوات علنية وطقوسا تلمودية منها السجود الملحمي خلال اقتحامهم المسجد الأقصى”.
وحسب “التلمودية اليهودية” فإن الكاهن يجب أن يرتدي هذه الملابس أثناء عمله في المذبح والهيكل المزعوم (الذي يعتقدون أنه مكان الأقصى). كما أن “بركات الكهنة” هي طقوس توراتية خاصة يقوم الحاخام (زعيم ديني) خلالها بمرافقة تلاميذه ويرفعون فيها أيديهم ويبسطونها فوق رؤوسهم، مع تلاوة فقرات من “سفر العدد” في التوراة، علما أنها أُديت داخل المسجد الأقصى سابقا عدة مرات.
ووفق دائرة الأوقاف الإسلامية فقد شارك في اقتحام المسجد 149 مستوطنا صباح اليوم الثلاثاء. ومنذ بدء الحرب المدمرة على قطاع غزة قبل عام صعد الاحتلال من إجراءاته في القدس، في حين وسع المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد وزادت وتيرة أداء الطقوس التوراتية فيه.
القدس خلال عام من العدوان: 78 شهيدًا و340 عملية هدم وتجريف وأكثر من 50 ألف مقتحم للأقصى
وقالت محافظة القدس، اليوم الثلاثاء، إن 78 شهيدا ارتقوا، واعتُقل 1791 مواطنا في المحافظة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأوضحت الوزارة في تقرير لها حول الأوضاع في محافظة القدس خلال عام من العدوان، أن وتيرة الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك ازدادت بشكل غير مسبوق، حيث اقتحم المسجد (50,475) مستعمرًا، وأصبحت هذه الاقتحامات جزءًا من مخطط أوسع لفرض واقع التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى.
كما شهدت القدس وفق التقرير، حملة غير مسبوقة لتهجير الفلسطينيين قسريًا من أحيائهم التاريخية، مثل الشيخ جراح وسلوان، حيث يسعى الاحتلال إلى تفريغ هذه المناطق من سكانها الأصليين وإحلال المستعمرين مكانهم. كما لم تتوقف عمليات الهدم والاستيلاء على المنازل الفلسطينية منذ عام، بل تضاعفت بشكل ممنهج لتخلق واقعًا جديدًا يخدم المشروع الاستعماري، إذ شهدت المحافظة 340 عملية هدم وتجريف.
وفرض الاحتلال حصارًا اقتصاديًا خانقًا على سكان القدس المحتلة، من خلال قيود على حركة البضائع والأشخاص، والإجراءات التعسفية التي تتخذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق التجار والمستثمرين المقدسيين.
المصدر: مواقع