أربعٌ وعشرون ساعة تفصل قطاع غزة عن الذكرى السنوية الأولى لاطلاق العدو الاسرائيلي ومعه العالم الحديث كلّه صفارة الإبادة بحق أهله وأطفاله وكلّ ما فيه.
طوال عام كامل بقيت أسئلة عديدة تخرج من أفواه هؤلاء المظلومين، تصدح عالياً: لماذا؟ ماذا فعل هؤلاء الأطفال حتى يستحيلوا أشلاءً؟ كيف تدمر المنازل على أهلها وهم نيام؟ هذه مجرد مستشفى، لماذا تُستهدف وتدمر؟ لماذا تُسحق عظام النازحين في المدارس، حتى وهم يتلون صلاة الفجر؟ لماذا ولماذا؟ أين العالم؟
العالم لا يكترث يا غزة. والأمر بغاية البساطة حتى أنه ليس بجديد، بل إنها الحقيقة المستترة التي كشفتها لنا جميعاً هذه الحرب: كل القوانين الدولية ومفاهيم حقوق الإنسان ومفهوم الجريمة وغيرها وغيرها لم توضع لك ولنا، “نحن حيوانات بشرية” كما أعلنوا رغم فجاجة التعبير، وُضعت لهم، أصحاب البشرة البيضاء، رواد الحداثة. أمّا لماذا فلأن هذا ثمن الانتفاضة على كل هذا، ثمن قول “لا”.
366 يوماً على “طوفان الأقصى”، على قول أهل غزة ومقاومتها “لا” بوجه التوسع الاستيطاني، والحصار، والقتل المستمر، بوجه تدنيس المقدسات واستباحة الأقصى، بوجه القمع والاعتقالات اليومية، بوجه مشاريع التطبيع وتصفية القضية الفلسطيينة.
عامٌ وهم لا زالوا صامدين بلحمهم الحي، ومقاومتهم الباقية رغم كل شيء تقاتل وتقاتل. ومع اقتراب ذكرى هزيمته المدوية في 7 تشرين الأول/اكتوبر، رفع العدو من منسوب دمويته بحق أهل القطاع وعلى وجه التحديد أهل الشمال، حيث استشهد العشرات في عمليات عسكرية للاحتلال في منطقة جباليا زعم أنها تهدف إلى “القضاء على بنية تحتية مسلحة”.
وجاءت هذه التطورات بعد مجزرة جديدة للاحتلال في دير البلح استشهد فيها أكثر من 20 فلسطينياً، إلى جانب استشهاد وإصابة فلسطينيين في قصف مدراس تؤوي نازحين وسط قطاع غزة. وقال جيش الاحتلال إن قواته “استكملت تطويق منطقة جباليا في غزة”، وفق تعبيره، مضيفاً أنه “تم نقل الفرقة 162 من منطقة رفح إلى جباليا بعد أن أنهت مهمتها في الجنوب”.
في المقابل، أعلنت كتائب شهداء الأقصى خوض مقاتليها اشتباكات ضارية بالأسلحة المناسبة مع جنود الاحتلال في محاور التوغل شمالاً، كما أعلنت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) أن مجاهديها “يخوضون معارك ضارية مع قوات العدو”، مؤكدة في وقت لاحق تفجير “عدد من العبوات الأرضية في ناقلة جند صهيونية وجرافتين عسكريتين من نوع “D9” في المناطق الشمالية الغربية لمدينة غزة”، في وقت أعلنت فيه سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) تمكن مجاهديها بالاشتراك مع مجاهدي القسام من قنص جندي صهيوني في “شارع البنات” شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع.
كذلك وفي عملية مركبة، تمكن مجاهدو القسام من تفجير عبوة شديدة الانفجار في دبابة صهيونية من نوع “ميركفاه 4” حولها عدد من الجنود، واستهداف مجموعة الإخلاء بقذيفة مضادة للأفراد خلال محاولتها نقل الجنود القتلى والجرحى قرب ستوديو سلطان شرق معسكر جباليا شمال القطاع. كما أعلنت كتائب القسام عن تمكن مجاهديها من تفجير منزل مفخخ مسبقًا في قوة صهيونية قوامها 10 جنود وإيقاعهم بين قتيل وجريح في منطقة الحاووز التركي غرب معسكر جباليا.
وعقب ذلك أعلن المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي عن “إصابة ضابط وجنديين بجروح خطيرة خلال المعارك شمال قطاع غزة”.
تطورات العدوان
وفي ما يتعلق بتفاصيل تطورات العدوان، فقد أعلنت صحة غزة “ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 41 ألفا و870 شهيداً و97 ألفا و166 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي”. وأشارت الصحة إلى ارتكاب الاحتلال 3 مجازر في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 45 شهيداً و256 مصاباً خلال يوم واحد.
كما أكدت مصادر إعلامية من داخل القطاع، “حدوث موجة نزوح كبيرة من مخيم جباليا وجباليا البلد تزامناً مع عمليات جيش الاحتلال في المنطقة”. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وسائل إعلام فلسطينية بأن طائرات العدو شنّت أكثر من 60 غارة في ساعات قليلة على شمال القطاع.
واستشهد 3 مواطنين جراء قصف من مسيرة إسرائيلية شمال غربي مدينة رفح، كما استشهد 21 مواطنا على الأقل وأصيب العشرات بجروح، فجر اليوم الأحد، في مجزرة جديدة ارتكبها قوات الاحتلال بعدما قصفت مسجداً يؤوي نازحين قرب مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.
وفي السياق، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى خليل دقران”وصلتنا جثث أطفال مقطوعة الرأس ونحاول المفاضلة بين الجرحى عقب قصف الاحتلال مصلى كان يؤوي نازحين في محيط المستشفى”.
هذا وانتشل شهيدان على الأقل وعدد من الإصابات إثر غارة لقوات الاحتلال استهدفت مدرسة ابن رشد في منطقة الزوايدة وسط القطاع.
واستشهدت طفلة وأصيب آخرين في قصف إسرائيلي بعبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس جنوباً، إلى حيث يُطلب من أهل الشمال النزوح، بحسب خريطة الإخلاء الجديدة التي عممها الاحتلال مؤخراً.
واستشهد صحفي بعد استهداف منزله في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وقصفت طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة في بيت لاهيا شمالاً. وكان قد وارتقى 9 شهداء وعدد من الجرحى بقصف طيران الاحتلال منزلاً لعائلة في منطقة بئر النعجة غرب مخيم جباليا.
أغلبية الصهاينة تستبعد الانتصار في الحرب على غزة 86% منهم لا ينوون العودة إلى منطقة الغلاف
وفي وقت أعلنت فيه “سرايا القدس” اليوم الأحد عن قصف “عسقلان” ومغتصبات غلاف غزة برشقة صاروخية، أفاد استطلاع للرأي نشرته الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان” اليوم بأن “أغلبية من الصهاينة تعتقد أن الكيان خسر الحرب ضد حماس في قطاع غزة أو أنهم لا يعرفون الإجابة على سؤال كهذا، فيما أعلنت أغلبية رفضها السكن في “غلاف غزة” عندما تنتهي الحرب”.
وقال 27% من الإسرائيليين إنهم يعتقدون أن “إسرائيل” انتصرت في الحرب على غزة، فيما يعتقد 35% إن “إسرائيل” خسرت الحرب، وأفاد باقي المستطلعين، أي 38%، بأنهم لا يعرفون.
ويسود انعدام اليقين حول النتيجة التي حققها الكيان في الحرب في أوساط ناخبي أحزاب الائتلاف، الذين قال 47% منهم إن الكيان انتصر، بينما قال 48% من ناخبي أحزاب المعارضة إن الكيان خسر في الحرب.
وحسب الاستطلاع، فإن 14% من الإسرائيليين يوافقون على السكن في إحدى بلدات “غلاف غزة” بعد انتهاء الحرب، بينما أكدت أغلبية ساحقة، بنسبة 86% على رفضهم السكن في “غلاف غزة”.
وقال 12% من الإسرائيليين إنهم فقدوا أحد أفراد عائلتهم أو صديق قريب خلال الحرب على غزة أو هجوم “طوفان الأقصى”، وأشار 36% إلى أنهم يعرفون أحد القتلى في الحرب أو خلال هجوم “طوفان الأقصى، ما يعني أن 48% من الإسرائيليين يعرفون أحد القتلى في الحرب أو خلال “طوفان الأقصى”.
المصدر: مواقع إخبارية