منذ عدة أيام يحاول جيش العدو الاسرائيلي بقوات النخبة من “وحدة إيغوز وأخواتها” الدخول الى الاراضي اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة، دون أي جدوى، مع حصد خسائر بشرية كبيرة، ففي كل يوم يتساقط جنود وضباط العدو بنيران شباب المقاومة الاسلامية المنغرسين في الارض كأشجار زيتونها يلتحفون الجبال والوديان كصخورها وينظرون الى أقصى القوم يمطرون المعتدي بنيران وبأسٍ محمدي حيدري كربلائي يذّكر الصهاينة بصولات خيبرية يعرفون معانيها جيدا.
فأمام كل هذا العجز الصهيوني والفشل الاسرائيلي في محاولات التوغل البري، هل سيعتمد العدو فقط على القصف الجوي دون أي تقدم برّي؟ وهل سيتخذ قراره بالتراجع عن حماقة الدخول البرّي؟ وكيف سيحقق أي شيء اذا كان غارقا بكل هذا الضعف امام انتصارات المقاومين في البرّ والاستهدافات الصاروخية في عمق كيان الغاصب؟ وماذا يعني ان تنال علامة صفر عند الالتحام مع مقاومين وأنت جيش مجهز بأقوى الاسلحة واكثرها تطورا وتلقى كل الدعم التقني والفني وتواكبك الطائرات الحربية والمسيّرة؟
الواقع ان جيش العدو الاسرائيلي يعاني من فقدان الثقة بقواته البرية منذ تهشم صورتها في حرب تموز 2006 وحتى الساعة، ولم يستطيع هذا الجيش استعادة صورة هيبته لا سيما في البرّ، وقد حاول الاستفادة من العدوان على غزة لترميم صورته القوية من جديد ويحاول ذلك عبر الاعلان عن محاولته الدخول الى بريّا الى لبنان، لكن كما يقال في القول المأثور “الرسالة تفهم من العنوان” فإذا كانت البداية عند الحافة الامامية للحدود هكذا، فماذا لو استمرت الحرب وتوغلا فعلا الجيش الاسرائيلي بضعة كيلومترات الى داخل الاراضي اللبنانية؟ حيث ينتظره جنود الشهيد القائد السيد حسن نصر الله من قوات الرضوان وغيرها، فمن عجز عن الدخول أمتارا معدودة هل بإمكانه الدخول لمسافات أطول ومن قتل وجرح وفرّ من الامتار الاولى ماذا سيحل به اذا ما دخل ووقع في الكمائن المعدة له في الجبال والوديان في القرى والبلدات الجنوبية؟
تساؤلات كثيرة تنتظر الصهاينة مع استمرار عدوانهم على لبنان وفي ظل مواصلة المقاومة عملها بشكل طبيعي ومتصاعد بحسب ما تتطلبه ظروف المعركة بدون ان تتأثر بأي جريمة من الجرائم التي ارتكبها العدو الصهيوني وعلى رأسها جريمة اغتيال السيد نصر الله وعدد من القادة، ما يؤكد ان منظومة التحكم والسيطرة والتواصل بين القيادة والمجاهدين تسير بشكل منتج وفعّال ويتم تطبيق الخطط المعدة مسبقا بدون اي تراجع او تهاون، بل إن كل ارتكبه العدو من جرائم وخاصة جريمة اغتيال السيد نصر الله جعلت المقاومين اكثر جدية وإصرارا وصلابة على مواجهة الغزاة المجرمين لتلقينهم الدروس وتدفيعهم الاثمان الباهظة عن جرائمهم وصولا لتحقيق وعد السيد الشهيد بالنصر المؤزر.
وبالسياق، أكد ضابط ميداني في المقاومة الإسلامية “مقتل اكثر من 25 ضابطاً وجندياً في صفوف نخبة العدة، وإصابة أكثر من 130، خلال الأيام القليلة الماضية، منذ إعلان جيش العدو بدء عمليته البرية باتجاه قرى جنوب لبنان”، واضاف ان “هذه الأرقام إعترف العدو ببعضها والأيام القادمة ستكشف ما أخفاه عن جمهوره..”، ولا شك ان ما خفي أعظم بالنسبة لخسائر العدو.
والحقيقة ان ما يجري اليوم على الحدود بالتوازي مع صمود الناس والتضامن الوطني اللبناني الشعبي والرسمي برفض العدوان وضرورة مواجهته وعدم تقديم أي تنازلات يسعى إليها العدو ومن يقف خلفه، كل ذلك يجعل العدو الاسرائيلي يفقد عقله اكثر فأكثر ويدفعه الى حالة متقدمة من الجنون والهستيريا التي تجعله يقصف ويعتدي ولا يوفر أي شيء من مبانٍ سكنية الى مستشفيات ومراكز طبية وإسعافية وإغاثية معتقدا انه بذلك قد يحقق شيئا من الانتقام ضد شعب لبنان ومقاومته، لكن على العدو ان ييأس من كل ذلك لان كل عدوان جديد يرتكبه يزيد هذا الشعب إصرارا على المواجهة ويثبّت المقاومة اكثر فأكثر في القلوب والعقول واليوميات، فالمقاومة هي حالة متجذرة بالأرض والوطن فلا يمكن اقتلاعها وإزالتها لانه لا يمكن اقتلاع الاوطان والارض وأهلها.
المصدر: موقع المنار