أحيت حشودٌ غفيرة في مصلى الإمام الخميني (رض) في العاصمة الايرانية طهران اليوم الجمعة مراسم تأبين الأمين العام لحزب الله الشهيد القائد السيد حسن نصرالله والشهيد العميد في حرس الثورة الإسلامية عباس نيلفروشان ومن رافقهما من الشهداء. وشارك في هذه المراسم حشودٌ سياسية وعسكرية وإجتماعية وشعبية، فيما أمّ بعدها الامام السيد علي الخامنئي الحشود لأداء صلاة الجمعة.
الامام الخامنئي: السيد نصرالله كان اللسان البليغ للمظلومين والمدافع الشجاع عنهم… والمقاومة لن تتراجع والنصر سيكون حليفها
وفي الكلمة التي ألقاها في المراسم، أكّد الامام السيد علي الخامنئي، أنّ “الشعب الفلسطيني يمتلك كامل الحق بأن ينتفض أمام العدو الإسرائيلي، فيما أكد على أنّ دعم حزب الله للفلسطينيين خطوةً مصيرية، وتشكّل خدمة للمنطقة بأكملها”.
إلى ذلك، لفت السيد الخامنئي إلى أنّ “الأمين العام لحزب الله تخطى نطاق شعبيته وتأثيره حدود لبنان وإيران والبلدان العربية”، منوهاً إلى أنّ “السيد نصرالله كان طوال 30 عامًا على رأس مسيرة شاقة من الكفاح، وبتدبير السيد نما حزب الله مرحلة بمرحلة بصبر وتحمّل وأبرز قوته أمام عدوه”.
وقال إنّ “السيد نصرالله كان اللسان البليغ للمظلومين والمدافع الشجاع عنهم، وقد كان للمناضلين على طريق الحق سندًا ومشجعًا، وحزب الله والسيد الشهيد بدفاعهم عن غزة وجهادهم من أجل الأقصى وإنزالهم الضربة بالكيان الغاصب والظالم قد خطوا خطوةً مصيرية خدمةً للمنطقة بأكملها”.
وخاطب السيد الشعب اللبناني بالقول “يا شعب لبنان، يجب أن لا يصيبكم التردد في مسيرة نضالكم، وعززوا قوّتكم وقاوموا العدو وأفشلوه بترسيخ إيمانكم وتوكلكم”، مؤكداً أنّه “لا ريب بأنّ أحلام الصهاينة والأمريكيين إنما هي محض أوهام مستحيلة”.
من جهة ثانية، قال السيد الخامنئي إنّه “على جميع المسلمين الإتحاد مع بعضهم البعض لكسب العزة الإلهية وتحقيق الانتصارات، فسياسة الأعداء هي زرع التفرقة والفتن بين المسلمين”. ونوّه السيد الخامنئي إلى أنّ “الأمة الإسلاميّة اليوم أصبحت واعية وبإمكانها التغلب على مآرب وخطط الأعداء، وأعداء الأمة الإسلاميّة هم أنفسهم أعداء فلسطين ولبنان والعراق ومصر واليمن”.
وفي السياق، نبّه الامام الخامنئي إلى أنّ “غرفة عمليات الأعداء في مكان واحد ويتلقون الأوامر من مصدر واحد، وإذا لم تنجح سياستهم في بلد ما فإنهم يتوجهون إلى بلد آخر”.
وأكّد الامام الخامنئي أنّه “لكل شعب الحق بأن يدافع عن سيادته ووحدته وأرضه أمام المعتدين، وللشعب الفلسطيني كامل الحق بأن ينتفض أمام هذا العدو”، لافتاً إلى أن “الفلسطينيين يدافعون عن أرضهم، ودفاعهم مشروع ويحظى بالشرعية الدولية، كما أنّ الدفاع المستميت للشعب اللبناني عن الشعب الفلسطيني يحظى بتأييد قانوني وشرعي”. وقال السيد الخامنئي إن “الخطوة التي قامت بها القوات المسلحة الإيرانية قبل أيام هي أيضًا قانونية ومشروعة، ونحن لن نتأخر في أداء واجبنا، وسنفعل ما يتطلبه العقل في الوقت المناسب”.
العدو فشل بضرب بنية حزب الله
وفي السياق، أكّد السيد علي الخامنئي، اليوم الجمعة، أنّ “العدو الجبان الخبيث عندما فشل في توجيه ضربة مؤثرة للبنية المتماسكة لحزب الله والمقاومة لجأ إلى سياسة الاغتيالات والتدمير”.
ونبّه السيد الخامنئي إلى أنّ “هدف الأمريكيين هو تحويل الكيان إلى بوابة لتصدير الطاقة من المنطقة إلى بلاد الغرب واستيراد البضائع والتقنية من الغرب إلى المنطقة، والواقع يبيّن لنا أنّ كلّ ضربة ينزلها أي شخص أو مجموعة بهذا الكيان إنّما هي خدمة للمنطقة برمتها بل لكل الإنسانية”.
كما أشار إلى أنّ “الكيان بلا جذور ومتزعزع، وقد أبقى نفسه قائمًا بصعوبة بدعم أمريكي، ولن يُكتب له البقاء بإذن الله”. ونوّه السيد الخامنئي إلى أنّ “الكيان الصهيوني قد مني بهزيمة في مواجهة المقاومة، والعصابة الصهيونية أيضًا توصّلت إلى نتيجة أنه لا يمكن تحقيق النصر على حماس وحزب الله أبدًا”.
وأضاف السيد الخامنئي “أيّها المناضلون، هذه الدماء المسفوكة لا تزعزع عزيمتكم بل تزيدكم ثباتًا، والمقاومة في المنطقة لن تتراجع بشهادة رجالها والنصر سيكون حليفها”. كما لفت السيد الخامنئي إلى أنّ “طوفان الأقصى أوصل خلال عام هذا الكيان الغاصب إلى أن يكون هاجسه الأهم حفظ وجوده، والمجاهدون في فلسطين ولبنان قد أعادوا الكيان الصهيوني 70 سنة إلى الوراء”.
وتأتي هذه المراسم، عقب أسبوع على شهادة السيد نصرالله، والذي اغتاله العدو الاسرائيلي في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، وعلى أعتاب الذكرى السنويّة الأولى لمعركة “طوفان الأقصى”. ومنذ ساعات الفجر الأولى، تدفق المواطنون من كل أنحاء إيران نحو مكان الصلاة حاملين صور الامام الخامنئي وصور الشهيد السيد نصرالله والشهيد القائد الحاج قاسم سليماني وشهداء المقاومة ورموزها.
للاطلاع على نص الخطبة كاملا، اضغط هنا
المصدر: مواقع إخبارية