قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين إن النظام العالمي “رفع راية الإفلاس” بخصوص الحرب الإسرائيلية على غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضاف أردوغان في كلمة ألقاها خلال ندوة حول حقوق الإنسان نظمها حزب العدالة والتنمية بالعاصمة أنقرة، “النظام العالمي يعاني فراغاً خطيراً بالسلطة ونواجه انحداراً في الأخلاق والضمير عالمياً”.
وتابع: “نشهد جميعاً انهيار النظام الذي أسسته البشرية بعد تجارب مؤلمة. ولسوء الحظ لم يتم اتخاذ أي خطوات لعكس هذا التوجه السيئ. ولم تُستخلص الدروس من الإبادة الجماعية في سربرينيتسا، أو احتلال العراق..”، مشيراً إلى أنه لم يتم بذل أي جهد لمراجعة النظام العالمي لتحقيق العدالة ومنع انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الحياة.
وأضاف أردوغان “هذا الظلم (في غزة) الذي يجب أن يحرك الإنسانية بطبيعة الحال لم يُقابل بأي رد فعل من مجلس الأمن الدولي”، مؤكداً: “لقد أسقطت غزة الأقنعة في كل أنحاء العالم، وأزاحت الستار عن الحقيقة، وكشفت هشاشة المؤسسات الدولية”.
وأوضح أردوغان أنّ “الكلمات لم تعد كافية لوصف الإبادة الجماعية التي يعانيها الشعب الفلسطيني في غزة”.
وفي ما يتعلق بخطاب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الكونغرس الأميركي، قال الرئيس التركي: “المكان الطبيعي لمرتكبي جرائم الإبادة الجماعية ليس المنابر البرلمانية إنما قاعات المحاكم”، معتبراً أن “من صفقوا لأكاذيب هتلر عصرنا نتنياهو لن يتمكنوا من إزالة هذه البقعة السوداء التي لحقت بأيديهم”.
وأشار أردوغان إلى مرور 10 أشهر على “الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، استشهد خلالها 40 ألف فلسطيني بينهم 16 ألف طفل، كما لا يمكن العثور على جثث أكثر من 10 آلاف شهيد تحت الأنقاض”. وبين أردوغان أن الدول الغربية “متواطئة في سياسة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل”. وقال: “يقدمون (الغرب) كل أنواع الدعم، بما في ذلك الأسلحة والاستخبارات، حتى تتمكن إدارة نتنياهو من قتل المزيد من الأطفال. إنهم يظهرون هذا الدعم علناً من خلال التصفيق للقتلة حتى تتورم أكفهم، من دون الشعور بالحاجة إلى إخفاء ذلك”.
كما انتقد الرئيس التركي منصات التواصل الاجتماعي في تعاملها بازدواجية مع الأزمة في غزة، قائلاً: “نواجه فاشية رقمية لا تتسامح حتى مع صور الشهداء الفلسطينيين وتحظرها على الفور وتسوق ذلك على أنها حرية”.
وأضاف في هذا الصدد: “منصات التواصل الاجتماعي تتجاهل بتعمّد الامتثال للقواعد في تركيا بينما تبدي الاهتمام بتطبيقها في أمريكا وأوروبا”. ووعد الرئيس أردوغان بحل مسألة حجب منصات التواصل تلقائياً في حال “الاستجابة لمطالب تركيا المحقة واحترام حساسياتها”.
المصدر: مواقع