كيف غطت وسائل الاعلام الفرنسية خطاب نتنياهو امام الكونغرس في اليوم التالي. الحديث عن النشرات الالكترونية على وجه الخصوص.
رئيسة تحرير موقع المنار الفرنسي ليلى مزبودي:
النشرة الالكترونية لصحيفة لوموند
عنونت: “بنيامين نتنياهو يحض الولايات المتحدة على الافراج عن مساعدات عسكرية جديدة لاسرائيل”، الشابو:”متظاهرون اعترضوا امام الكونغرس الأميركي ضد المسؤول الإسرائيلي الذي طالب المدعي العام لمحكمة العدل الدولية اعتقاله لارتكابه جرائم حرب و ضد الإنسانية”.
اختارت من خطابه الفقرات المتعلقة بطلبه الافراج عن المساعدات العسكرية الأميركية قوله فيما يتعلق باطلاق سراح المحتجزين: نحن مقتنعون بأن جهودنا سوف تتكلل بالنجاح شكره للرئيس دونالد ترامب قوله: نحن لا نحمي انفسنا فحسب بل نحميكم ايضا. اعداؤنا هم اعداؤكم، قتالنا هو قتالكم، و نصرنا هو نصركم. من اجل ان تنتصر قوى الحضارة أميركا واسرائيل يجب ان تبقى متحدتين.
بالنسبة الى غزة نقلت عنه انه يريد نزع الاسلحة و التخلص من التطرف في غزة.
الرسالة التي وجهها الى المتظاهرين في الخارج “عندما يصفق لكم طغاة طهران الذين يشنقون المثليين جنسياً على الرافعات ويقتلون النساء اللواتي لا يغطين شعرهن، ويمولونكم، فقد أصبحتم رسمياً أغبياء إيران المفيدين”.
تناولت فيما بعد بالتفاصيل المظاهرات التي كانت تجري في الشوارع والشعارات.
في النشرة الالكترونية للتلفزيون الفرنسي الرسمي ( تي في 5 موند)
التركيز على المظاهرات التي رافقت الخطاب”” في واشنطن، الاف المتظاهرين يعترضون على مجيء نتنياهو” مع صورة عنها.
وتفاصيل ما حصل خلالها: شعاراتها (فلسطين حرة) التذكير بانه ملاحق من محكمة العدل الدولية، وضع علم فلسطيني بدل العلم الأميركي، موقف النائبة رشيدة طليب، اضراب موظفين في الكونغرس للمطالبة بوقف اطلاق نار في غزة. تصريح بعض المشاركين في المظاهرات احدهم قال انه مصدوم من خبث رجال السياسة الذي تجاوز كل الحدود”.
كما نشرت مقالة أخرى عن المظاهرات في الكيان:” في تل أبيب عوائل الرهائن تصرخ غضبها خلال خطاب نتنياهو في الولايات المتحدة”
مقالة أخرى على (تي في 5) تحت عنوان: ” نتنياهو يدافع عن الحرب امام كونغرس منقسم”يشتمل على نفس المضامين. يصف الخطاب بالناري و القتالي. و لكنها تحدثت ايضا عن المظاهرات.
الموقع الالكتروني للتلفزيون FranceInfo
عنون: ” أمام الكونغرس الأميركي بنيامبن نتنياهو يصف المتظاهرين الموالين لغزة بأنههم “أغبياء ايران المفيدين” و يشيد بدونالد ترامب” الشابو: ” آلاف المتظاهرين لسياسة الزعيم الإسرائيلي اجتمعوا حول مبتى الكابيتول ، البعض منهم يحمل يافطات كتب عليها “مجرم حرب”.
نقلت عنه ما قاله حول طغاة ايران و المثليين و النساء. ما قاله حول الصراع الحضاري، طلبه الإفراج عن المساعدات، رؤيته بالنسبة الى غزة.
نشرة (فرانس 24)
العنوان: “نصرنا هو نصركم” اكد بنيامين نتنياهو امام الكونغرس”
في نشرة التلفزيون BFMTV
العنوان: ” امام الكونغرس الأميركي نتنياهو يؤكد ان انتصار اسرائيل سيكون انتصارا للولايات المتحدة ايضا”، برزت اقوله التالية: “حتى تنتصر قوى الحضارة أميركا و اسرائيل يجب ان تبق متحدتين”
“في الشرق الأوسط قوى الرعب التابعة لايران تتحدى الولايات المتحدة و اسرائيل واصدقاءنا العرب… انه ليس صراع الحضارات. انه صراع بين البربرية والحضارة”.
نقلت طلبه الافراج عن المساعدات، و رؤيته لغزة بعد الحرب، وتأكيده بالنسبة الى الاسرى بناح الجهود. وفيما بعد تحدثت عن المظاهرات التي كانت تحصل في الخارج.
و لدينا تغطية عامة جمعت بين بعض مضامين الخطاب حيث تركزت اغلبيتها على الشق الذي تناول (صراع الحضارات) نصرنا هو نصركم، نحارب عنكم، البربرية ضد الحضارة، وبالتالي الشق الذي يعني الغرب كله وليس فقط الولايات المتحدة.
اي ان اللاعلام الفرنسي نقل عن نتنياهو ما اراد من خلاله ان يصور حربه الاجرامية بأنها حرب حضارية، و انه اراد ان يوازي عبر تغطيته للمظاهرات وما تضمنته من دحض لذلك.
في الداخل الفرنسي: عودة الى المربع الاول
بالنسبة الى المواضيع التي احتلت الصدارة في الصحف الفرنسية التقليدية خلال هذا الاسبوع اريد ان اتوقف عند الحدث الداخلي و بالتحديد انتخابات رئيس الجمعية الوطنية بعد الانتخابات النشريعية. تمت اعادة انتخاب (يائيل برون-بيفيه) و هي من حزب الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون عبر تحالفه مع احزاب اليمين.
الامر الذي ينبئ بأنه قادر على فرض رئيس الوزراء الذي يريد رغم فوز اليسار و ان يستبعده. اي ان الوضع عاد الى ما كان عليه قبل حل المعة الوطنية. الامر الذي لا يزال يثير التساؤل حول السبب الحقيقي لقراره هذا.
فيكتور هوغو يجيب
مقالة لافتة لصحيفة لوبينيون قد تعطي الجواب. تحلل على ضوء التجارب السابقة لحل البرلمان في التاريخ الفرنسي. تعود الى العام 1848 الى البرلمان الأول بعد سقوط الملكية. وهي تصف بشكل عام حقيقة الحياة البرلمانية اينما كانت. وكيف يحصل التلاعب من خلالها.
تنقل عن الكاتب الفرنسي الشهير (فيكتور هوغو) الذي كان نائبا فيه وصفه للعقول التي تصل الى الحكم بأنها “اما رجال اعمال او رجال فكر”. يأسف انه في السياسة، رجال الفكر “يتدهرون ليصبحوا رجال رأي و من ثم رجال احزاب”.
تقول المقالة ان فيكتور هوغو تناول ما اعتبره الحياة البرلمانية الثرثارة وانتقد رجال دولة يحسنون عبر قدراتهم الخطابية الماهرة خلط الامور عبر سلسلة من التوضيحات فهم من كثرة ما يفسرون الامور لا نفهم شيئا. لديهم وضوح يظلم.
وينهي المقال بكلمة عميقة عن فيكتور هوغو:” عندما تريد ان تحكم في البرلمان اياك ان تكذب، اياك ان تغش احدا. هذه الامور غليظة. يكفي ان تخلط الأمور ببعضها البعض”
ويبدو جليا ان هذا الذي قام به ماكرون عبر حل الجمعية الوطنية. لا ازال اعتبر انها هذا القرار جاء على خلفية الدعم لفلسطين الذي حصل فيها من قبل حزب فرنسا الأبية. لن نر هذا المشهد مجددا قبل شهر ايلول المقبل.
فرنسا ستدخل الشهر القادم في العطلة الصيفية السنوية. كما ستنشغل بالألعاب الأولمبية ولكن قد تحصل مفاجئات خلال هذه الالعاب. يبدو ان فرنسا الابية قد فتحت المواجهة عبر كلام احد نوابها الذي دعا الى الاستنفار لرفض المشاركة الاسرائيلية في هذه الألعاب. الامر الذي ادى الى بلبلة سياسية واعلامية.
الجميع ينتظر ما الذي يمكن حصوله خلال هذه الالعاب الاولمبية، هل يحصل ما حصل خلال كأس العالم لكرة القدم في قطر؟؟
المصدر: موقع المنار