رداً على جرائم الإحتلال في غزة، استهدفت جماعة “أنصار الله” وللمرة الأولى “تل أبيب” قلب كيان الإحتلال بمسيّرة قادمة من اليمن استطاعت اختراق المنظومة الأمنية “الدفاعية” للإحتلال، وإحداث أضرار مادية وبشرية.
الإستهداف النوعي استطاع استنفار الإحتلال الذي عجز بداية عن تحديد مصدره، وراح يبرّر سبب عجزه عن صدّه. المسيرة التي انفجرت في شارع أمني يعجّ بالسفارات والأبراج ويقترب من السفارة الأميركية هناك، اعادت خلط الأوراق على الساحة الإسرائيلية مع إعلان “تل أبيب” مدينة مستهدفة،و”أنصار الله” بأنها “مدينة غير آمنة”. تبعها تأجيل بنيامين نتنياهو لسفره الى واشنطن لإلقاء كلمة له في “الكونغرس” الأميركي.
كان لافتاً في تغطية هذا الحدث الأمني في كيان الإحتلال ما يمكن تسميته ب”الإنفلاش الإعلامي” أي السماح الإسرائيلي للوسائل الإعلامية حتى العربية منها، بأن تدخل هذا الشارع وتنقل الصور من هناك وكذلك تبث الرسائل المباشرة. مشهدية أراد الإحتلال من خلالها استخدام الإعلام لتحقيق أهدافه، بخلاف التعتيم الذي يفرضه على باقي الجبهات طيلة الحرب العدوانية المستمرة على غزة.
الاعلامية زينب حاوي:
عجز الإحتلال عن تحديد مصدر المسيّرة:
بداية مع ما حصل في “تل أبيب” من استهداف بمسيرة يمنية للمرة الأولى، وعجز الإحتلال في الساعات الأولى عن معرفة مصدرها. وانتزاع صورة “النصر” التي أرادها نتنياهو بعد زيارته الإستعراضية لـ “رفح” قبل أيام قليلة.اضافة الى تكبيد اليمنيين الإحتلال خسائر فادحة في الملاحة البحرية.
الإنفلاش الإعلامي:
كان لافتاً كما قلنا، ما يمكن تسميته ب”الإنفلاش الإعلامي”. اي سماح الإحتلال للإعلام بأن يدخل الشارع المستهدف وينقل صور الإستهداف للمباني وقرب المسيّرة من السفارة الأميركية التي تضررت بدورها أيضاً. سنشاهد تغطية “العربية” للحدث من مكان الإستهداف.
أيضاً حضرت كاميرا التلفزيون “العربي” القطري، الى هناك، يوم الجمعة الماضي،وعاينت الأضرار في المباني وفي الشارع الإسرائيلي.
رد فعل الصحافة الإسرائيلية:
تعرّضت الحكومة لسيل من الإنتقادات لإستهداف قلب الكيان، وأيضاً لإيلاءها اهتماماً بالحادث فيما تتعرض عشرات المستوطنات يومياً الى مسيرات انقضاضية ولا تحرك ساكناً. أيضاً فتح استهداف “تل أبيب” باب الغضب على المنظومة “الدفاعية” لكيان الإحتلال الذي عجز عن صدّ الهجوم، وعرّض الإحتلال الى “أخطار” أوسع. يمكن الإتكاء على مقالة شبكة “الميادين” التي عنونت في 19 الحالي :”إعلام اسرائيلي عن الهجوم اليمني: اليوم تل أبيب وغداً منصة الغاز”. في مضمونه نقل عن موقع “إنتل تايمز” الإستخباراتي الإسرائيلي الذي قال بأن : “اليوم تل أبيب وغداً سيوجهون نحو منصة الغاز”. وتساءل الموقع عن قدرة “إسرائيل” على ردع اختراقات مماثلة مستقبلاً، وهو الشيء الذي “فشلت فيه ائتلافات عربية وغربية”. وعلقت بسخرية على ارتباك الناطق باسم الإحتلال دانيال هاغاري الذي قال بداية إنه “لا توجد إشارة لاختراق من البحر”. ثمَّ “فجأة، وبأعجوبة ومعجزة، رأينا وسمعنا”.
تبرير الفشل الإسرائيلي في صد الإستهداف اليمني:
في ظل العجز الإسرائيلي عن رصد ومعرفة تفاصيل الإستهداف اليمني، والتبرير لاحقاً بأن ما حصل كان نتيجة “خطأ بشري”، قامت المنصات العربية المطبعة بتبرير هذا العجز. نرى على سبيل المثال استضافة ” الحدث/العربية” لوزير الإتصالات الإسرائيلي السابق، في 19 الحالي الذي اخذ على عاتقه تبرير ما حصل بالقول “ممكن يحصل خطأ في الحرب” وأن اسرائيل “ليس لديها خيبة أمل”.
المصدر: موقع المنار