أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن بدء مرحلة جديدة من استهداف العدو الاسرائيلي عبر استهداف تل ابيب(يافا المحتلة) في عمق كيان العدو بعملية عسكرية نوعية نفذتها فجر الجمعة 19-7-2024 مستهدفة أحد الأهداف المهمة، وأكدت القوات اليمنية انها “ستقوم بالتركيز على استهداف جبهة العدو الصهيوني الداخلية والوصول إلى العمق… وان منطقة يافا المحتلة منطقة غير آمنة وستكون هدفا أساسيا في مرمى أسلحتنا”.
لا شك ان هذا الإعلان اليمني سيشكل نقلة نوعية جديدة بمواجهة العدو الاسرائيلي، سواء في إطار ردعه العام لمنع اعتداءاته على دول الجوار وايضا يصب في إطار مساندة غزة ومقاومتها وشعبها وسعيا لزيادة الضغط على العدو لوقف عدوانه على القطاع وفك الحصار عليه، وهذه العملية اليمنية الجديدة تحمل في طياتها رسائل لمن يعنيهم الأمر إقليميا ودوليا ممن يدعمون علنا او ضمنا العدوان على غزة او ممن يتخاذلون ويقفون موقف العاجز أمام الجرائم الاسرائيلية هناك.
كما ان هذه العملية تشير الى التطور الكبير في قدرات القوات المسلحة اليمينة في بلد تعرّض لعدوان لسنوات عديدة وما زال يخضع لحصار قاس، ومع ذلك لم يترك الدعم المطلق للقضية الفلسطينية فهو منذ إنطلاق معركة طوفان الاقصى أعلن الانحياز التام للمقاومة الفلسطينية ولشعب غزة، وبدأ بعمليات تدرجت وتصاعدت بمواجهة الملاحة المرتبطة بكيان العدو في البحر الاحمر وبحر العرب ومن ثم في البحر الابيض المتوسط وصولا اليوم لاستهداف الجبهة الداخلة في الكيان الغاصب.
لكن هذه العملية تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول القدرات الصهيونية في الدفاع عن الكيان؟ هل فعلا هذا العدو قادر على الصمود والدفاع امام الهجمات التي قد يتعرض لها من قبل حركات المقاومة في اكثر من ساحة في وقت واحد؟ وأين كل القدرات العسكرية واللوجستية والامنية والفنية المتطورة التي حصل عليها العدو من قبل كبرى الانظمة المتغطرسة في العالم؟ أين كل الدعم الذي سُخّر للكيان من قبل أبرز الشركات العاملة في مجال الصناعات العسكرية والتكنولوجية؟ وكيف تعجز كل هذه القدرات عن كشف صواريخ او مسيّرات تسير لمسافات طويلة من اليمن الى فلسطين المحتلة؟ وكيف يمكن تفسير هذا الفشل الاستخباراتي والعسكري الاسرائيلي وأيضا الفشل الاميركي والبريطاني في تأمين الحماية للكيان؟
حول كل ذلك تحدثت الاوساط الصهيونية عن مدى الفشل الاسرائيلي امام العملية اليمينة الجديدة ناهيك عما سبقها من فشل أمام الضربة الايرانية الشهيرة للكيان وامام ما يقوم به حزب الله في عمليات يومية ضد الجيش الاسرائيلي واستهدافه العمق ردا على استهداف المدنيين في لبنان بالاضافة الى العمليات التي تنفذها باستمرار المقاومة الاسلامية في العراق، ولفتت اوساط العدو الى ان “استهداف تل أبيب يأتي في ظل الحرب وذروة استنفار الجيش الإسرائيلي ما يعمق الازمة التي تعيشها اسرائيل”، وأكدت ان “انفجار الطائرة المسيّرة هو فشل كبير خاصة انها اجتازت مسافة تزيد عن ألفي كيلومتر وحلّقت 9 ساعات في الهواء بعد 9 أشهر من الحرب”، وتابعت “لا يمكن لسلاح الجو بكل أنظمة دفاعه أن يستيقظ إلا بعد انفجار الطائرة.. أنتم نائمون كما في هجوم أكتوبر”، وأضافت “بعد ساعات من الحادثة في تل أبيب لا توجد إجابات واضحة للجمهور والحكومة الاسرائيلية في صمت مطبق ومريب”.
الأكيد ان العملية النوعية اليمنية ضد كيان العدو باستهداف تل ابيب تحمل رسائل عديدة، ولمن يريد ان يفهم لها الكثير من المضامين الواضحة، فمن يستهدف تل ابيب قادر على استهداف غيرها من مناطق وأهداف حساسة وحيوية داخل الكيان وخارجه، في البر كما في البحر، وبالتالي لا مكان آمن لمن يتغطرس ويعتدي في المنطقة أيا كانت تسميته وأيا كان من يقف الى جانبه ويدعمه، والاكيد ان كل ذلك سيوصل في النهاية الى غاية واضحة ومحددة بدقة ومشخّصة هي إزالة “إسرائيل” من الوجود وأن المسألة مسألة وقت فقط، فالأمر لن يقتصر على الهدف المرحلي المباشر بوقف العدوان على غزة، ولا شك ان تحقيق هدف زوال “إسرائيل” لن يقف عندها وحدها، فسيل الطوفان لن يجرف هذا الكيان المؤقت فقط بل سيأخذ معه كل الداعمين والمتخاذلين.
المصدر: موقع المنار