هدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، في مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم، الأحد، بمواصلة ملاحقة قادة المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام بهدف اغتيالهم وتصفيتهم.
وقال هليفي إن الجيش الإسرائيلي مستعد لتنفيذ بنود صفقة محتملة مع حركة حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشددا على أن “الاتفاق لاستعادة الرهائن بات ضروريا وملحا”، على حد تعبيره. فيما ادعى أن حماس تحاول إخفاء نتائج الهجوم في مواصي خان يونس، في إشارة إلى تأكيد الحركة على لسان قيادات في صفوفها أن “الضيف بخير ويشرف مباشرة على عمليات القسام والمقاومة”.
“من السابق لأوانه تلخيص نتائج الهجوم”
وعن المجزرة في مواصي خان يونس، قال هليفي إن “هذه الاغتيالات هي جزء من الضغط العسكري المستمر والمتغير الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء قطاع غزة”. وأضاف أن “الجيش الإسرائيلي يمارس كل الضغوط اللازمة لخلق أفضل الظروف لمثل هذا الاتفاق، وهو يعمل على هذا النحو منذ انتهاء الاتفاق السابق. الجيش سيعرف كيفية الالتزام بأي اتفاق يوافق عليه المستوى السياسي، وكذلك بعد انتهاء وقف إطلاق النار، والعودة والقتال بقوة كبيرة”.
وفي ما يتعلق بالجبهة الشمالية، قال هليفي: “نحن نخوض قتالاً عنيفًا في الشمال. وإلى جانب الإنجازات المتزايدة في ضرب حزب الله، نحن لا ننسى لحظة واحدة محنة سكان الشمال في الأشهر التسعة الماضية؛ نحاول ترجمة المحنة التي يعاني منها سكان الشمال إلى إصرار على القتال، ومن ثم إلى حلول حقيقية وعودة آمنة للأهالي إلى منازلهم. نحن مستعدون ونستعد للمرحلة المقبلة في لبنان”.
وعن التحقيقات الداخلية التي يجريها جيش الاحتلال في إخفاقاته التي ترافقت مع هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قال هليفي إنه “مع استمرار القتال هذه الأيام، فإننا نحقق في أحداث الأيام السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وما أدى إليها. وهذه عملية ضرورية حتى نتمكن من التعلم والتصحيح وقبل كل شيء ضمان عودة سكان الجنوب إلى منازلهم بأمان”.
وشدد على أنه “ليس هناك أي جانب من سلوك الجيش لن نحقق فيه ونعرضه على الجمهور بقدر ما نستطيع – وهذا يشمل التصورات الاستخباراتية، والتصورات العملياتية، والاستجابة الدفاعية، واتخاذ القرارات عشية الهجوم، وكذلك سلوك كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي وسلوكي بصفتي رئيسا للأركان، كل هذه الأمور ستخضع لتحقيق عميق وشامل”.
وأضاف أن “الغرض من التحقيق العملياتي هو أولاً وقبل كل شيء التعلم والتصحيح، ولا يشكل بديلاً عن آلية التفتيش الخارجية عند يتم إقرارها”، وتابع “سنتعاون بشكل كامل مع مثل هذه الآلية وستكون التحقيقات العملياتية قادرة على المساهمة كثيرًا، كما كان الحال في الحروب الماضية”.
وتابع “عندما ننتهي من جميع التحقيقات، ستكون لدينا الصورة العامة الشاملة، ثم سيمكننا ذلك استخلاص جميع الدروس والعبر، وكذلك التعلم من النتائج؛ هذه أيام حرب من أجل وجودنا هنا ومن أجل مستقبلنا. لا يحق لنا أن نتوقف لحظة واحدة، لدينا العزيمة، ولدينا الصبر”.
ماذا عن محور فيلادلفيا؟
وفي حين يشترط رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سيطرة إسرائيل الكاملة على محور فيلادلفيا والمنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة المحاصر والجانب الفلسطيني لمعبر رفح، للموافقة على أي صفقة مع حركة حماس، قال هليفي: “سيطرتنا على محور فيلادلفيا مهمة للغاية. ونحن نعمل هناك اليوم على تدمير الأنفاق التي تستخدمها حماس. سوف نعرف كيفية العمل على السيطرة على محور فيلادلفيا بطرق مختلفة” مشيرا إلى إمكانية التعاون مع جهات دولية.
يأتي ذلك في حين ترعى الولايات المتحدة محادثات ثلاثية – إسرائيلية مصرية أميركية، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات حول ترتيبات أمنية تضمن لإسرائيل عدم استخدام محور فيلادلفيا لتهريب الأسلحة من مصر لصالح حركة حماس، إذا ما انسحبت قوات الاحتلال منه بموجب صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس؛ وتشمل هذه المحادثات بحث آلية لإعادة فتح معبر رفح مع ضمان عدم إعادة حركة حماس السيطرة عليه.
المصدر: عرب 48