تجتاح موجة صيفية متنامية من فيروس كورونا المملكة المتحدة، والخبراء يشيرون إلى أن بطولة كرة القدم الأوروبية “يورو 24” تسهم في ارتفاع الإصابات.
خبير علم الأوبئة البروفيسور مارك وولهاوس قال إن المملكة المتحدة ستشهد تقلبات مستمرة في مستويات كوفيد، وأن هذا النمط سيستمر على مدى العقود المقبلة.
وبحسب آخر الأرقام من “وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة” UK Health Security Agency، ارتفعت حالات الإصابة بـ33 في المئة حتى الـ19 من يونيو (حزيران) مقارنة بالأسبوع السابق، في حين سجلت حالات دخول المستشفيات ارتفاعاً طفيفاً.
ومن المعروف أن الفحوصات الشاملة لكوفيد-19 أوقفت خلال عام 2023، مما يعني أن المراقبة الروتينية لن تكشف عن حجم الإصابات في المجتمع بصورة كافية.
ووفقاً لوكالة الأمن الصحي شهدت حالات دخول المستشفى بسبب كوفيد زيادة بـ24 في المئة خلال الأسبوع الممتد حتى يوم الأحد الـ23 من يونيو، إذ بلغ معدل الإصابات 3.31 لكل 100,000 نسمة، مقارنة بـ2.67 لكل 100,000 في الأسبوع الذي سبقه.
وتأتي هذه التقارير عن موجة الصيف مع ظهور سلالة جديدة من متحورات كوفيد يشار إليها مجتمعة باسم “FLiRT”.
وبحسب وكالة الأمن الصحي مجدداً اختير مصطلح FLiRT استناداً على أسماء المتحورات في التركيب الجيني للمتغيرات، التي تنحدر من JN.1، ويعد المتغير BA.2.86 الأصل لها.
وذكرت الوكالة أن الثلاث سلاسل – KP.1.1، وKP.2، وKP.3 – من المتحور “FLiRT” كانت المسؤولة عن 40 في المئة من جميع حالات كوفيد في المملكة المتحدة خلال أبريل (نيسان) الماضي.
البروفيسور وولهاوس وهو أستاذ علم الأوبئة في جامعة إدنبره ذكر أن “مراقبة حالات كوفيد في المملكة المتحدة أصبحت أقل كثافة مما كانت عليه من قبل، لذلك من الصعب تتبع صعود موجات العدوى وانخفاضها، أو تقييم شدة المتغيرات المختلفة، أو معرفة مدى فعالية اللقاحات ضدها”. مضيفاً “مع ذلك هناك انطباع واسع النطاق بتزايد موجة صيف 2024، كما رأينا خلال عام 2021 عندما كانت هناك – ربما من قبيل المصادفة – بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم أيضاً، وهناك أدلة على أن ذلك أسهم بصورة كبيرة في انتشار العدوى”.
ومن المعلوم أن بطولة “يورو 2020” أجلت حتى عام 2021، وشهدت تجمع جماهير إنجلترا في الحانات المكتظة لمتابعة منتخبهم حتى وصل إلى النهائي، إذ خسر أمام إيطاليا. وكان ملعب ويمبلي هو الملعب الذي احتضن النهائي ونصف النهائي.
وأوضح البروفيسور وولهاوس أن “موجات كوفيد مستمرة نتيجة المتحورات الجديدة و”التناقص التدريجي للمناعة ضد العدوى”. مضيفاً “في الوقت الحالي، علينا أن نتوقع استمرار هذا النمط… على مدى العقود المقبلة، سنتحول إلى وضع يتعرض فيه معظم الناس لفيروس كورونا – ربما مرات عدة، في سن مبكرة”.
واستطرد “لن تكون هذه مشكلة كبيرة للصحة العامة، فالشباب الأصحاء لم يتأثروا كثيراً بكوفيد، بالتالي سيؤدي ذلك إلى تعزيز المناعة لديهم مما سيجعلهم أقل عرضة للإصابة به عند تقدمهم في العمر أو تراجع صحتهم”.
وأكد أن “كوفيد-19 سيصبح في النهاية مثل نزلات البرد العادية، لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد”.
المصدر: الاندبندنت