رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أن “أعظم قرابين الله هذا العام قرابين جبهات غزة ولبنان واليمن والعراق والجمهورية الإسلامية وسوريا، ولا شيء أشد فتكا بالإحرام من الصمت المريب للمسلمين الذين لا يهمهم أمر غزة وفلسطين، ولا حج بلا عرفة، وعرفة اليوم جبهتنا، ميداننا، وأعظم القتال ما كان سحقا لإبليس وأصنامه، وهذا ما تفعله اليوم المقاومة في لبنان وغزة واليمن والعراق وغيرها”.
وأكد المفتي قبلان أنه “لا مساومة بالحق، ولا رجوع عن مواجهة الطغيان الصهيوني، ولا تنازل بالأمن السيادي، ولا صفقة بالمصالح الوطنية، ولا يمكن ترك ميزان المنطقة لشهيّة الذئب الأميركي والصهيوني، وأيام نتنياهو أصبحت قصيرة، وغزة تبتلع الجيش الأسطورة، وجبهة لبنان تضرب صميم هيكل الآلة الصهيوني وجيشها، وما تفعله المقاومة في هذه الحرب لم يفعله أحد من قبل، فيما اليمن تغرق أساطيل الأطلسي، وإيقاع الحرب بيد المقاومة، والأثمان السيادية التي تقدمها المقاومة تكفي لحماية لبنان ألف سنة، وذلك في سياق حماية لبنان الكيان والشراكة والمشروع الوطني، وهذا يفترض ملاقاة المقاومة بتسوية رئاسية سيادية بعيدا عن بازار المواقف الصهيونية، والجولات الوطنية أمر مهم للغاية ببعد النظر عن النتائج، والتلاقي ضرورة وطنية، والزيارات الأوروبية لعكار دونها ألف سؤال، والشلل الحكومي وسط الطاحونة الاجتماعية يساهم بتعميق الأزمات، والبلد بحاجة ماسة لحضور أمني، والاستثمار بالنزوح يهدد وجود لبنان، وعلى الحكومة إطلاق يدها بالتوصيات النيابية الخاصة بالنزوح، والتأخير جريمة بحق لبنان، ومحاربة العصابات والفوضى والجرائم لا تكون بالثكنات والتصاريح”.
وشدد أنه “لا بد من إنقاذ المرفق العام وموظفيه وتطهير الإدارات من الفساد، ولا قيمة للبلد بلا موازنة صحية وخدمات اجتماعية كافية، والمستشفيات بيوت الله الثانية، لا بيوت الشياطين، ويجب أن تعود لله، والدولة هنا مسؤولة بشدة، وكل إصلاح دون ودائع الناس ليس إصلاحا، ولا نهوض للبلد دون حماية الأسواق وكف اليد الأجنبية وفتح ملف البلديات والمخافر ومغارات النفوذ الطاغية، ولبنان يغرق بالجرائم الجنسية والمخدرات والفجور وأوكار الملاهي الليلية، وواقع البلد والفضاء الإلكتروني مفتوح على أسوأ فضائح كارثية، والأجهزة والإدارات لا تقوم بواجباتها، وموجة الفقر التي تجتاح لبنان تعكس واقع الإفلاس السياسي والتعاسة الوطنية والأخلاقية، وما نريده وطنا جامعا لا مزارع طائفية”.
المصدر: موقع المنار